العنف يتجدد بجوبا ومشار ينفي الانقلاب تجددت أعمال العنف الأربعاء في جوبا عاصمة جنوب السودان والتي خلفت مئات القتلى على مدار يومين بعد اندلاع قتال شرس بين الجيش ومنشقين عنه، فيما نفى ريك مشار النائب الساق للرئيس سيلفا كير ميراديت، محاولته الانقلاب. وفي أول تصريح يدلي به منذ بدء المعارك في جوبا مساء الأحد، قال مشار متحدثا من مكان لم يحدد في مقابلة نشرتها موقع "سودان تريبيون" المستقل الأربعاء: "لم يكن هناك انقلاب. ما جرى في جوبا كان سوء تفاهم بين الحرس الرئاسي. ما جرى لم يكن محاولة انقلاب وليس لدي أي اتصال أو معرفة بمحاولة انقلابية". وظهر الرئيس سيلفا كير على التلفزيون الاثنين مرتديا زيا عسكريا، وقال إن مقاتلين موالين لنائبه السابق الذي أقيل في يوليو، هاجموا قاعدة للجيش في الساعات الأولى من صباح الاثنين، في "محاولة للاستيلاء على السلطة". وينتمي كير ومشار إلى جماعتين عرقيتين متناحرتين وقعت بينهما اشتباكات في الماضي، وبينهما خصومة سياسية منذ أمد طويل. ويقود مشار فصيلا معارضا في الحركة الشعبية لتحرير السودان الحاكمة، وكان يعتزم الترشح للرئاسة. انشقاقات في الجيش من جانبه، قال مسؤول في جيش جنوب السودان إن الاشتباكات بين الفصائل المتناحرة في الجيش انتشرت لتشمل ولاية جونغلي في تصاعد لأعمال العنف الذي تحمل الحكومة مسؤولية اندلاعه على القوات الموالية للنائب السابق لرئيس البلاد. وقال المتحدث باسم الجيش، الكولونيل فيليب أغور، الأربعاء، إن قتالا كان يدور طوال الليل بين القوات في جونغلي، أكبر ولايات جنوب السودان. وذكرت المحللة في مجموعة الأزمات الدولية، كيسي كوبلاند، أن ضباطا في الجيش من عرقية النوير التي ينتمي إليها ماشار - قد انشقوا في جنغولي. وأضافت أن الوضع في جوبا لم يعد قابلا للاحتواء. وقال دبلوماسيون في الأممالمتحدة إن 500 شخص قتلوا في الصراع الدائر في البلاد منذ الأحد الماضي، فيما لجأ 16 ألف شخص إلى مقرات الأممالمتحدة في جوبا بحلول ظهر الثلاثاء، في حين خلت الشوارع في بداية حظر تجول أمر به الرئيس من المغرب حتى الفجر، وانقطعت اتصالات الهواتف المحمولة لليوم الثاني على التوالي. وأعلنت بريطانيا الأربعاء أنها سحبت موظفيها من سفارتها في جنوب السودان بسبب الاقتتال في العاصمة، بحسب بيان للخارجية البريطانية. ولا يزال جنوب السودان أحد أفقر الدول وأقلها تطورا في إفريقيا، رغم احتياطي النفط الكبير الذي يملكه، ويعاني قتالا عرقيا أذكته الأسلحة التي خلفتها عقود من الحرب مع السودان. وانفصل جنوب السودان عن السودان قبل نحو عام ونصف، لكن بعض القضايا محل الخلاف بين الخرطوموجوبا مازالت مصدر قلق للطرفين.