- ليس من الإنصاف مقارنة موسى بشفيق وسليمان - " أبو الفتوح " فقد الكثير بتحالفه مع السلفيين - " مرسى " يخسر لأنه " استبن " - " حمدين " قادم من بعيد - " شفيق " مرشح المجلس العسكرى قبل لحظات قليلة من بدء توجه المواطنين إلى صناديق الاقتراع للتصويت فى أول انتخابات رئاسية حقيقية يقدم الدكتور عمار على حسن الكاتب والمفكر السياسى روشتة للناخبين المصريين أثناء التوجه لصناديق الاقتراع - ما هو تقييمك النهائى لأبرز مرشحى الرئاسة قبل ساعات من بدء التصويت ؟ أولاً انتخابات الرئاسة هذا العام تشهد تنافسا حقيقيا لأول مرة فى تاريخ مصر ، وتأتى بعد ثورة قامت ضد نظام أفسد الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية للبلاد على مدار 30 سنة ، لذلك فالجميع يترقب من سيكون رئيس جمهورية مصر العربية بعد الثورة .. نبدأ بالمرشحين الأوفر حظوظاً عمرو موسى وعبد المنعم أبو الفتوح ، استطاع عمرو موسى عن طريق خبراته الدبلوماسية الكبيرة أن يوظفها لصالحه عن طريق توجيه خطاباته مباشرة للمواطن المصرى فى القرى والنجوع والكفور والحوارى وبدا ذلك واضحاً فى المناظرة التى جمعته بالدكتور عبد المنعم أبو الفتوح فاستخدم " موسى " عبارات سهلة وبسيطة للتعبير عن أفكاره وبرنامجه الذى يحمله فى حين انشغل أبو الفتوح بالرد على اتهامات موسى له بإزدواجية خطابه السياسى وانشغل أيضاً بتوجيه خطابه للمذيع والمذيعة ونزف الكثير من رصيده خلال الفترة الماضية وخاصة بعد تحالفه مع السلفيين . - هل عمرو موسى محسوب على النظام السابق ؟ أرى أنه ليس من الإنصاف مقارنة عمرو موسى بالفريق أحمد شفيق أو اللواء عمر سليمان ، لأن موسى ترك النظام السابق منذ مايقرب من 12 عاماً وتولى منصب أمين عام جامعة الدول العربية ، وشعبية عمرو موسى منتشرة فى كل القرى والأحياء والنجوع من عشرين عاماً وكان يشار إليه بالبنان وكان يتمناه المصريون رئيساً ولكن يؤخذ عليه أنه صمت تجاه مشروع التوريث ، ولو نزل إلى ميدان التحرير فى أعقاب جمعة الغضب لكان عمرو موسى الآن هو الزعيم الأوحد لمصر ولما كنت تجد له منافساً ، ولكن مع هذا تبقى حظوظ عمرو موسى كبيرة للغاية فى الوصول إلى الإعادة على أقل تقدير مع أى مرشح آخر . - ما رأيك فى تحالف أبو الفتوح مع السلفيين ؟ شعبية أبو الفتوح بدأت قوية ثم مالبث فى الهبوط والسبب يرجع إلى تحالف أبو الفتوح مع التيار السلفى وتأييدهم له مما تسبب فى فقد الكثير من رصيده لدى أنصار الدولة المدنية وذهب هذا الرصيد إلى الدكتور محمد سليم العوا والسيد حمدين صباحى ، والمشكلة الكبرى لدى أبو الفتوح أنه يعتقد أنه أصبح قاب قوسين أو أدنى من الفوز بمنصب رئيس الجمهورية فعندما عرضنا عليه فكرة الفريق الرئاسى قال أنا مع الفريق الرئاسى ولكنى لست ملزماً أن يكون من بين المرشحين للرئاسة ، لأنه ربما بعضهم يمثل على عبئاً ، وقال هذا الكلام قبل إعلان السلفيين تأييدهم له ، ربما لأنه كان يخاف من أن يتخذ نائباً يسارياً أو غير ذلك فيفقد تأييد التيار السلفى . - كيف ترى فرص الدكتور محمد مرسى مرشح الإخوان المسلمين ؟ الدكتور محمد مرسى تراجعت شعبيته بعد طرحه بديلاً للمهندس خيرت الشاطر ولا شك أن هذه الطريقة أثرت تأثيرا سلبيا وفادحا على شعبيته وعلى قدرة الجماعة على تسويقه ، ولكن لا يجب أن نقلل من فرصه فى سباق الرئاسة ، فمن يعرف الماكينة الانتخابية للإخوان يدرك أنهم كائنات إنتخابية بالسليقة ، فالإخوان يعتمدون على الطريقة الأفقية فى الانتخابات التى تعتمد على علاقة الوجه للوجه ، فالكادر الإخوانى يبنى علاقة مع محيطه الاجتماعى لسنوات طويلة من أجل أن يستثمرها ويستغلها فى الانتخابات ، ويقومون بجعل المؤيدين لهم من خارج الأعضاء بالقسم على المصحف فى أنهم سيصوتون لمرشح الإخوان علاوة على المنافع التى سيحصلون عليها من مواد غذائية وخلافه ، ولكن يبقى مرسى رقماً كبيراً فى سباق الرئاسة . - مارأيك فى فرص المرشح حمدين صباحى ؟ حمدين بدأ من بعيد ثم أخذ فى الصعود وهو من المرشحين المنتمين للثورة ومن المعبرين عن فكر الثورة وعن أهداف الثورة ، وحينما عرضنا عليه فى لجنة المائة الدخول فى فريق رئاسى وافق وقال مستعد أن أكون نائباً لأى رئيس ينتمى للثورة إلا عبد المنعم أبو الفتوح ، ومستعد للتنازل لأبو الفتوح إذا توافقتم عليه وسأمنحه صوتى ، هنا انتهى كلام حمدين وهو كلام دبلوماسى لأن كليهما رفضا أن يدخلا ضمن فريق رئاسى ، عموماً فرص حمدين تزداد يوماً بعد يوم وقد تحدث مفاجآت . - نأتى للمرشح الخامس أحمد شفيق ما تقييمك لفرصه ؟ أحمد شفيق بدأ ضعيفاً لكن اسمه موجود بحكم توليه رئاسة وزراء مصر ، وهو يعتمد على الزبائنية السياسية التى تكونت فى عهد النظام السابق ، والتى تمثلت فى كبار رجال الأعمال ، وكبار رجال العسكر ، وكبار رجال أجهزة الأمن ، وبعض النخب الحزبية التى كانت متحالفة مع النظام السابق ، كبار الملاك ووجهاء الريف ، طبقة المثقفين والإعلاميين الذين كانوا يشكلون بوقاً لنظام مبارك وانحسرت عنهم الأضواء ، كل هؤلاء يقاتلون لصالح أحمد شفيق ، إلى جانب الجهاز البيروقراطى للدولة ، والجهاز الأمنى للدولة ، وجهاز الحكم المحلى ، والدولة العميقة بأكملها مع أحمد شفيق وشفيق هو المرشح المفضل للمجلس العسكرى لكونه ذا خلفية عسكرية ويدين بالولاء لنظام مبارك . - قبل لحظات من فتح الباب للتصويت هل تتوقع نزاهة العملية الانتخابية فى ظل المادة 28 ؟ كل شىء وارد ، ولكن علينا أن نقف ضد التزوير وضد استخدام المال السياسى ، وعلينا أن ندعم المجتمع المدنى والمنظمات الدولية فى مراقبة الانتخابات ، فمصر تراقب انتخابات الكثير من الدول وهذا أمر طبيعى . - - رأيك فى زحف جماعة الإخوان نحو كل مؤسسات صنع القرار فى مصر ؟ دعنى أقول لك إن جماعة الإخوان المسلمين ليس لديها نظرية سياسية عميقة ومن ثم هم يتخذون المواقف حسب الظروف فيبدوا فى تصريحاتهم تضاربا ويبدوا فى مواقفهم تناقضا ، أيضاً الإخوان وإن كانوا كائنات إنتخابية جيدة إلا أنهم يفتقدون إلى التصور السياسى الاستراتيجى المتماسك وهذا هو سبب أخطائهم المستمرة التى يعود جزء كبير منها إلى إنحيازهم فى المقام الأول لمصلحة الجماعة وجزء منها يعود إلى قلة الخبرة وعدم القدرة على التنبؤ بما سيأتى وإلا ما كان الإخوان يفقدون فى 3 شهور ما صنعوه فى 80 سنة ويفقدون تعاطف أقرب المقربين إليهم كالكاتب الكبير فهمى هويدى الذى قال لهم بكل وضوح إن كل قدرتكم هى إدارة المدارس وليست إدارة الأوطان ، وأيضاً المستشار طارق البشرى الذى كتب مقالاً بعنوان الغباء السياسى انتقد فيه الممارسات السياسية لجماعة الإخوان المسلمين ، جماعة الإخوان توهموا أن الشعب صوت لصالح مشروع الإخوان وليس لصالح حزب الحرية والعدالة من أجل إنهاء الفترة الانتقالية ، وهو ما سبب لهم غرورا فبدأوا يتصرفون على أنهم يمتلكون كل شىء . فشكلوا تأسيسية الدستور على هواهم وبدأوا فى الزحف على كل مؤسسات صنع القرار فى الدولة " البرلمان والحكومة وأخيراً الرئاسة " وهو ما أثار مخاوف كبيرة انعكست على الشارع المصرى وبالتأكيد ستؤثر على مسيرة الجماعة وفرصها وحظوظها فى المستقبل وأعتقد أن الإخوان ستراجع مواقفها بعد انتخابات الرئاسة وستتغير استراتيجيات الجماعة . - هل من مصلحة مصر هيمنة التيار الدينى على مقاليد الأمور ؟ ليس من مصلحة مصر أن يسيطر تيار واحد على مجريات الأمور ، وفى البداية أعلن الإخوان أنهم لن يسعوا للسيطرة على مفاصل الدولة المصرية وهذا ما انقلبوا عليه فيما بعد ، وفى حالة تولى التيار الدينى مقاليد الأمور قد يقوم المجتمع الدولى بفرض حصار سياسى وإقتصادى على مصر ، ولكن لابد من احتواء التيار الدينى داخل الشرعية وإبقائه تحت طائلة القانون وعدم إخراجه من المشهد السياسى أو تهميشه وإقصائه بل يجب إحتواؤه والعمل على تطويره وتحديث أفكاره . - هل تعتقد أن هناك مرشحين ممولون من الخارج ؟ مصر دولة كبيرة وهى دولة إستراتيجية فى المنطقة ، وهناك دول لا تريد لمصر أن تكون دولة ديمقراطية حديثة ، وهناك أيضاً دول خليجية تخشى من وصول الثورة إليها ولا تريد للمشروع الإخوانى أن يكتمل ، إلى جانب أن الولاياتالمتحدةالأمريكية أيضاً تهتم بمصر ويهمها فى المقام الأول أمن إسرائيل وتأمين الممر الملاحى فى قناة السويس لذلك لا أستبعد أن هناك أموالا تنفق فى سبيل تحقيق تلك الأهداف لصالح بعض المرشحين . - هل المجلس العسكرى سيسلم السلطة كاملة ؟ المؤسسة العسكرية لديها مصالح ومنافع اكتسبتها عن طريق العرف بعد ثورة 52 تمثلت فى مصانع وشركات ومؤسسات يقدر رأس مالها بحوالى 80 مليار دولار ومن ثم فالمجلس العسكرى يستميت منذ أن قامت الثورة فى الحفاظ على تلك المصالح ، لذلك هو يحاول الحفاظ على النظام القديم ويعمل على إعادة إنتاجه لأنه يعتبر الثورة انتفاضة أوقفت له مشروع التوريث وحسب ، لذلك العسكرى سيكون فى غاية السعادة فى حالة فوز شفيق بصفته أحد أبناء المؤسسة العسكرية ويتبع للنظام القديم .