رأت صحيفة "الاندبندنت" البريطانية، فى افتتاحيتها، أنه لا يوجد شىء فى الوضع الحالى فى مصر يبشر بالخير سواء كانت التفاصيل الدقيقة أو الصورة الكبيرة للمشهد الحالى، معتبرةً مستقبل مصر معلق بخيط رفيع من الأمل. ولفتت الصحيفة إلى التوترات الشديدة التى شهدتها القاهرة عقب وفاة عدد من مؤيدى الرئيس المعزول "محمد مرسى"، يوم الاثنين، بالقرب من مبنى الحرس الجمهورى. وهنا قالت الصحيفة: "إن واحدة من الأخطاء التى ارتكبها "محمد مرسى" كانت عدم سعيه لضم كفاءات من خارج أنصاره؛ لذلك، فإذا كانت الأولية لتشكيل حكومة شاملة عريضة تضم جميع الأطياف، فإن مذكرات الاعتقال بحق قيادات الاخوان ليست الطريقة المثلى لتعزيز السلام والمصالحة بين الجميع". وسلّطت الافتتاحية الضوء على كلمة وزير الخارجية البريطانى "وليام هيج" التى حث فيها المصريين على التحرك بسرعة لإجراء انتخابات حرة ونزيهة، والعمل من أجل الانفتاح، والديمقراطية، والإصلاح الاقتصادى باعتباره كلام "عاقل جداً"، مضيفةً: "يظل هذا الكلام أجوف بالنسبة للهؤلاء المصريين الذين اعتقدوا ان لديهم حكومة، جاءت بانتخابات حرة ونزيهة". ومضت الصحيفة قائلةً: "إن ما شهدته مصر خلال الأسبوع الماضى لم يعزز الديمقراطية بل أضعفها"، مضيفةً: "بعد مذبحة يوم الأثنين فإن انزلاق البلاد إلى الحرب الأهلية يبدو قريباً، ومع ذلك فان التخلى عن الأمل يُعد أمراً سابق لأوانه". واعتبرت الصحيفة أن مصر، خلافاً للعديد من دول المنطقة، لديها شعور عميق بالهوية الوطنية وتاريخ عريق يعود لالاف السنين، وحدود تم تعريفها بشكل جيد، وليست هناك تحديات حطيرة من الأقليات العرقية مما يجعل فكرة القومية فى مصر سليمة وهو ما يجب أن تستفيد منه الحكومة. وأشارت الصحيفة إلى تطور المصريين على مدار العامين والنصف الماضيين من أجل الحرية والديمقراطية حتى ولو كانت بشكل غير مُرتب وهو ما قد يكون جيد أو سىء، لافتهً – فى ذلك السياق – إلى الاطاحة ب"محمد مرسى" الأسبوع الماضى. وقالت الصحيفة: "إن هذه المشاركة السياسية الشعبية هى التى يمكن أن تردع الجيش إذا تجاوز فى المستقبل". واختتمت الصحيفة قائلةً: "على الرغم من أن هذه سوى شظايا من الأمل لمستقبل مصر، ولكن هذا هو ما يمكن تقديمه فى الوقت الحالى".