قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، الثلاثاء 20 نوفمبر، في تصريحات حادة إن إيران تخصب اليورانيوم بوتيرة ثابتة وان العقوبات الدولية الهادفة إلى حمل طهران على تعليق أنشطتها النووية ليس لها أثر مرئي. وتعزز تصريحات يوكيا امانو وجهة نظر الكثير من المحللين بأن الضغوط الاقتصادية الغربية المتزايدة على إيران فشلت في دفعها الى تغيير مسارها النووي. وكان المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يتحدث قبل يوم من الاجتماع المقرر لمسؤولين كبار من القوى العالمية الست في بروكسل للنظر في إستراتيجية تجاه إيران وسط دلائل على استئناف الجهود الرامية لحل النزاع دبلوماسيا بعد فوز الرئيس الأمريكي باراك اوباما بفترة رئاسة ثانية. وتشعر القوى العالمية التي تسببت في فرض عقوبات دولية على إيران للمرة الأولى عام 2006 بالقلق من أن تحاول إسرائيل قصف المواقع النووية الإيرانية ما لم يتم التوصل إلى حل سلمي للنزاع قريبا. وكثفت الولاياتالمتحدة وحلفاؤها الغربيون العقوبات على إيران هذا العام واستهدفوا صادراتها النفطية الحيوية املآ في إقناعها بالتراجع في نهاية المطاف عن موقف آثار المخاوف من اندلاع حرب. وقال، في تصريحات صحفية، "نتحرى الأنشطة الجارية في المواقع النووية في إيران ولا نرى اي تأثير. انهم ينتجون على سبيل المثال يورانيوم مخصب بنسبة 5 و 20 في المئة بمعدل ثابت تماما". وأضاف امانو الذي يزور مفتشوه المنشآت النووية الإيرانية بشكل منتظم "الأمر لم يتغير، لاحظنا أن التقدم في عملية التخصيب مستمر، هناك زيادة مطردة وتدريجية في الكمية". وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية المكلفة بمنع انتشار الأسلحة النووية في العالم في أحدث تقرير ربع سنوي بشأن إيران إن طهران انتهت من تركيب أجهزة طرد مركزي لتخصيب اليورانيوم في منشأة فوردو الواقعة تحت الأرض. ويبرز التقرير الذي قدم للدول الأعضاء بالوكالة، الجمعة 16 نوفمبر، المهمة الثقيلة التي تواجه القوى العالمية في محاولاتها لإقناع طهران بتعليق أنشطة تقول إيران أنها سلمية لكنهم يخشون أن يكون هدفها اكتساب القدرة على إنتاج أسلحة نووية. وقال مسؤول غربي كبير في فيينا حيث يوجد مقر الوكالة انه "تقرير مقلق جدا". وقال مبعوث إيران للوكالة الدولية للطاقة الذرية علي أصغر سلطانية إن التقرير يبرهن على أن البرنامج النووي الإيراني مخصص "للأغراض السلمية فقط". ويمكن استخدام اليورانيوم المخصب لتشغيل محطات الطاقة النووية وهو الهدف المعلن لإيران ولكن يمكن استخدامه كذلك في إنتاج النواة المتفجرة للرؤوس النووية وهو ما يخشى الغرب ان يكون الهدف النهائي لطهران. ولم تتمكن القوى الست وهي الولاياتالمتحدة وفرنسا وألمانيا وبريطانيا وروسيا والصين من تحقيق انفراجة في ثلاث جولات من المحادثات مع إيران منذ ابريل نيسان. وقال المسؤول الغربي إن اجتماع هذا الأسبوع في بروكسل سيناقش إمكانية تحديث العرض السابق الذي تقدمت به القوى العالمية لإيران والسعي "لوضع الأساس" لجولة جديدة من المحادثات التي قد تعقد قبل نهاية العام. وأضاف المسؤول "نريد أن نقدم لإيران حوافز للوفاء بالتزاماتها، ولكن سيتعين على إيران أيضا اتخاذ خطوات في المقابل، وسنبحث ما يمكن أن نفعله لإقناع طهران بالعودة إلى الطاولة للتفاوض بشكل جدي". وخلال الاجتماعات التي عقدت في وقت سابق هذا العام طالبت القوى العالمية إيران بوقف تخصيب اليورانيوم لمستويات مرتفعة وإغلاق منشأة فوردو ونقل مخزونها من اليورانيوم المخصب إلى خارج البلاد.