مدير المكتب الإعلامي لحركة حماس سلامة معروف حماس: سندافع عن أرضنا بشتى الطرق حتى يتوقف العدوان الإسرائيلي 2012- م 08:31:22 الثلاثاء 20 - نوفمبر مدير المكتب الإعلامي لحركة حماس سلامة معروف أجرت الحوار- رضوى عبد اللطيف مع تصاعد وتيرة العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في غزة ومع إستمرار العمليات البطولية التي تقوم بها المقاومة دفاعا عن أرضها أردنا أن نرصد الواقع المأساوي الذي يعيشه شعبنا في غزة. ومن خلال حوار مع سلامة معروف مدير المكتب الإعلامي لحركة حماس، تحدث في تصريحات خاصة لبوابة أخبار اليوم عن بعض مما يعانيه الشعب الفلسطيني وتوجهات حركة حماس التي تقود المعركة في الفترة القادمة. مع تطور الأحداث واستمرار ضربات المقاومة الموجعة لإسرائيل ماذا سيكون موقف حركة حماس في حال بدء الجيش الإسرائيلي الاجتياح البري للقطاع؟ الرد كما هو قائم حاليا فنحن نتعامل بشكل دائم مع العدوان واستهداف الآمنين وكل مناحي الحياة في قطاع غزة ونقول دوما أننا من منطلق مسئوليتنا كحركة حماس فنحن ملزمون بالدفاع عن هذا الشعب وتوفير الحماية له . لذا فإن كل فصائل المقاومة تقوم بدورها في الدفاع والتصدي لهذا العدوان الغاشم والرد على هجماته. أما موقف حركة حماس فهو واضح لأننا سنكون دائما إلى جانب خيار المقاومة وهذا من الثوابت ولن نسمح لإسرائيل أن تتغول وتستفرد بقطاع غزة تدميرا وتخريبا وقتلا للأبرياء. وبالتالي فإن حركة حماس ستظل تتزعم الكفاح وعلى رأس مقاومة العدوان الإسرائيلي وتقوم كتائب عز الدين القسام بالرد على العدوان بشتى الطرق الممكنة وتقوم بالعديد من المفاجآت والتكتيكات وفق ما يتوفر لها من إمكانيات بسيطة. لكن أنتم أدهشتم العدو الإسرائيلي هذه المرة من تطور أسلحتكم وتطور عملياتكم حتى أنكم استهدفتم تل أبيب والقدس ..فما سبب هذا التطور في الأداء؟ هذا التطور ليس طارئا على حركة حماس وكتائبها فنحن نعلن بشكل واضح دائما أن لنا يدين يد تمارس العمل السياسي ويد أخرى تقبض على جمر المقاومة وتستعد دائما للمواجهة. وكل فترات التهدئة التي كنا نحافظ عليها في المراحل السابقة كانت فترات إعداد وتدريب وتهيئة لمواجهة نعلم يقينا أنها قادمة لا محالة مع الإحتلال. ربما ستنتهي هذه الجولة من القتال لكن الصراع لازال ممتدا وباقيا طالما ظل الإحتلال جاثما على أرضنا. فنحن أصحاب فلسطين التي احتلت عام 1948 والتي لن تحرر إلا بالمقاومة والمقاومة فقط. ما رأيك فيما يردده البعض من أن إسرائيل تهدف من حربها على غزة إلى تهجير الفلسطينين إلى سيناء؟ أنا في الواقع استغرب جدا من الذين يتعاطون مع هذه الروايات ..ففي وقت قريب وأثناء عدوان عام 2008 على غزة عندما مارست آلة الحرب الإسرائيلية كافة أشكال القتل والتدمير والخراب في حق المواطنين الفلسطينيين لم نجد فلسطينيا واحدا يهرب أو ينسحب من غزة إلى الأراضي المصرية علما أن القانون الدولي الإنساني يكفل حق اللجوء للجوار لكل الدول التي تعاني من الحروب والكوارث الطبيعية. بل على العكس فكان هناك مئات من الفلسطينين العالقين في مصر وأصروا على العودة حتى أثناء القصف وتحت الغارات المستمرة للطائرات الإسرائيلية . لذا أعتقد أنه ليس من المنطق بأي حال من الأحوال أن يتم الحديث عن هذا الأمر باعتبار أن كل السوابق التاريخية تشير إلى العكس وتكذب هذه الإدعاءات . وحتى لو افترضنا جدلا أن هذا هدف إسرائيل فالوقائع على الأرض ووعي الشعب الفلسطيني وتمسكه بأرضه وإنتماؤه لقضيته كلها ضمانات لكل المتخوفين من هذا الهاجس. ولو كان هناك نية لدى الفلسطنيين للتهجير عن أرضهم لكانوا فعلوا ذلك منذ اليوم الأول للعدوان أو في الحروب السابقة. فالشعب الفلسطيني هجر مرة واحدة عام 1948 وأقسم من هذا اليوم أنه لن يهجر أرضه ويتركها على إمتدادها إلا من أجل العودة لبقية أراضيه التي تركها مرغما في الماضي. حدثنا عن الوضع الحالي والخسائر الموجودة في قطاع غزة من جراء العدوان الإسرائيلي ؟ الموقف بدء يتطور بصورة مأساوية بعد أن أنهت إسرائيل غاراتها على المقرات الحكومية والبنية التحتية وأصبحت تستهدف الآن منازل المدنيين الأبرياء فقد ارتكبت مذبحة جديدة قبل ساعات قليلة من اجراء الحوار وقصفت منزل لعائلة فلسطينية مما أدى لأستشهاد 11 من أفرادها بينهم 4 نساء و5 أطفال وتستمر بين ساعة وأخرى آلة القصف الإسرائيلي في حصد أرواح المدنيين الآمنين. في المقابل تقوم كل فصائل المقاومة بدورها في الدفاع عن الشعب الفلسطيني والرد على هذا العدوان المتصاعد. ما حقيقة الأخبار التي تشير إلى تمكن المقاومة من أسر جنود إسرائيلين؟ لا يوجد أي إعلان رسمي في هذا الإطار وكتائب القسام تقدم بيانات متتالية تعلن فيها عن عملياتها العسكرية للرد على العدوان الإسرائيلي وبالتالي لا نستطيع أن نؤكد أو ننفي هذه الأخبار طالما لم يصدر بيان رسمي من الكتائب . ولكن ما نستطيع أن نؤكده أن المقاومة دمرت طائرتين للاحتلال واستهدفت طائرة أباتشي كما أسقطنا طائرتي استطلاع واستهدفنا مرتين بارجتين في عرض بحر غزة. هل يوجد اتصال بينكم وبين السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية؟ للأسف ليس هناك تواصل لا على المستوى السياسي ولا على المستوى الميداني حتى أن السلطة عبر الكثير من تصريحاتها سواء على لسان الرئيس أبو مازن أو تصريحات صائب عريقات فكلها تصب للأسف في خانة المزايدات وتزيد من حالة الانقسام الفلسطيني ما بين الضفة الغربية وقطاع غزة . لدرجة أن السلطة الفلسطينية تعترض على الزيارات السياسة التي تأتي لكسر الحصار وتأخذ منحى سياسي بحت مفاده أن أنها لن تسمح لإكساب شرعية للحكومة هنا في غزة متجاهلة ما يعانيه الشعب الفلسطيني في غزة. تحدثت الأنباء عن وجود وساطة عربية دولية لإنهاء العدوان الإسرائيلي فإلى أين وصلت هذه المفاوضات؟ هناك حديث عبر العديد من الدول العربية صاحبة الوزن الإقليمي مثل الأحاديث التي تتم في القاهرة لتثبيت التهدئة ولكن أيا كانت هذه الجهود فموقف حركة حماس واضح فلا حديث عن تهدئة دون إيقاف العدوان الإسرائيلي وإعطاءنا الضمانات اللازمة التي تضمن توقف استهداف غزة واستهداف القيادات الفلسطينية كما تشاء وبالتالي الحل مرتبط بما تستطيع هذه الدول أن تفرضه على إسرائيل كي تلتزم بهذه الشروط ولا تخل ببنود التهدئة. البنود الأساسية التي وضعناها هي بنود واضحة تتعلق بوقف كافة أشكال العدوان الإسرائيلي وإيقاف استهداف الاحتلال للقيادات الفلسطينية من كافة الفصائل ووقف استهداف المقرات والمؤسسات ومكونات البنية التحتية في قطاع غزة وإنهاء الحصار المفروض عليه وتداعيات ذلك المأساوية على المواطن الفلسطيني . وعندما تتحقق هذه المطالب يمكن أن يكون هناك حديث عن التهدئة. في النهاية كيف ترى الدور المصري في التعامل مع العدوان الإسرائيلي على غزة؟ نحن نقدر الدور المصري وهذه المرة كان دورا رائدا على المستوى السياسي من خلال موقف الرئيس المصري د.محمد مرسي وزيارة رئيس الوزراء د.هشام قنديل للقطاع ودعوة جامعة الدول العربية لاجتماع طارئ إلى جانب مواقف التضامن التي نشهدها من قبل كافة القوى السياسية وآخرها زيارة الوفد المصري المكون من ممثلين للأحزاب والقوى السياسية .. كما استقبلنا وفدا شبابيا يمثل شباب الثورة المصرية مكون من 350 شابا أصروا على القدوم رغم القصف المستمر والظروف الصعبة التي نعيشها . وكل هذه المواقف ليست غريبة على مصر وعلاقتها التاريخية بالشعب الفلسطيني . ولكننا بالتأكيد في ظل الواقع الجديد في مصر وثورات الربيع العربي ننتظر المزيد ونريد أن يصبح الموقف العربي والموقف المصري فاعل بشكل أكبر دوليا لأن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية وهي القضية العربية الأولى لدى العرب والمسلمين.