شارك ملايين العمال في إضرابات اجتاحت جنوب أوروبا، الأربعاء 14 نوفمبر، احتجاجا على خفض الإنفاق وزيادة الضرائب التي تقول الاتحادات العمالية أنها عمقت الأزمة الاقتصادية في المنطقة. ويشارك عمال اسبانيا والبرتغال في تنظيم أول إضراب عام منسق وتنظم اتحادات العمال في اليونان وايطاليا وفرنسا وبلجيكا إضرابات أو مظاهرات في إطار "اليوم الأوروبي للعمل والتضامن". واعتقلت الشرطة الاسبانية 32 شخصا في الساعات الأولى من الصباح ونشبت مشاجرات بعد ذلك بين شرطة مكافحة الشغب والمحتجين في وسط مدريد واعتقلت الشرطة اثنين وضربت آخرين بالعصي. وقال كانديدو مانديث رئيس ثاني أكبر اتحاد عمالي في اسبانيا وهو الاتحاد العام للعمال "نحن مضربون لنوقف هذه السياسات الانتحارية." ويقول زعماء دوليون وبعض الاقتصاديين إن برامج زيادة الضرائب وخفض الإنفاق ضرورية لإعادة المالية العامة إلى مسارها الطبيعي بعد سنوات من الإنفاق المفرط. وفي حين شهدت العديد من الدول في جنوب أوروبا اندلاعا للعنف فإن الاحتجاج الجماعي المنسق إقليميا على الإجراءات التقشفية لم يكتسب زخما بعد ومازالت الحكومات حتى الآن تتمسك بسياساتها. وشهدت اسبانيا حيث دفعت الأزمة معدل البطالة للارتفاع إلى مستوى 25 % بعضا من اكبر الاحتجاجات ويحاول رئيس الوزراء ماريانو راخوي تهدئتها ويطلب مساعدات أوروبية من شانها أن تتطلب خفضا أكبر للميزانية. وثارت المشاعر عندما انتحرت سيدة اسبانية الأسبوع الماضي عندما حاول محصلو الرهون طردها من منزلها. ويشعر الأسبان بالغضب من إنقاذ البنوك بالمال العام في حين يعاني المواطن العادي. وفي البرتغال التي قبلت خطة إنقاذ أوروبية العام الماضي بدت الشوارع أكثر هدوءا لكن المعارضة العامة والسياسية لخطط التقشف تتصاعد ما يهدد بتعطيل إجراءات جديدة يسعى رئيس الوزراء بيدرو باسوس كويلو لتطبيقها.