● مع انطلاق كأس السوبر المصرى غدا على أرض الإمارات العربية الشقيقة نستعيد ذكريات وحاضر ومستقبل تلك العلاقات التاريخية المتميزة التى تربط البلدين الكبيرين وتمتد لأكثر من 50 عاماً أرسى دعائمها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» إيماناً منه بمكانة مصر ودورها المحورى فى المنطقة. العلاقات الثنائية بين البلدين تعود إلى ما قبل إعلان الاتحاد الإماراتى سنة 1971 حيث جمعت بين الرئيس المصرى الراحل جمال عبدالناصر والمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان علاقة أخوية عكست القيم المشتركة والاحترام المتبادل بين الشعبين الشقيقين وكان الشيخ زايد شديد الإيمان بدور مصر المحورى والرائد عربياً وإقليمياً وقدم الدعم لشعبها بعد حرب 1967 وكانت له مساهمات عديدة فى عمليات الإعمار وتمكين القطاعات الحيوية كافة بما فيها توفير المقومات الضرورية للقوات المسلحة المصرية. وحافظت العلاقات بين البلدين على متانتها ورسوخها حيث واصلت دولة الإمارات تقديم الدعم لمصر قيادةً وشعباً ولعل صورة المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان «طيب الله ثراه» وهو يساند الجيش المصرى فى إحدى مهامه خير شاهد على ما قدمته الإمارات لمصر وتواصلت بقوة فى عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات ومن بعده الرئيس الراحل حسنى مبارك، وبعد رحيل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان فى عام 2004 ظلت روابط الأخوة تجمع بين البلدين وقد انعكس ذلك بشكل إيجابى على مختلف جوانب العلاقات الثنائية من سياسة، واقتصاد، وتجارة وثقافة حيث أصبحت دولة الإمارات فى المرتبة الأولى من بين الدول العربية والأجنبية الأكثر استثماراً فى مصر. ومع تولى فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى منصب القيادة فى مصر سنة 2014 صار لدى البلدين إيمان كامل بأن «الاستثمار فى الاستقرار» هو أفضل طريق لبناء المستقبل فى المنطقة العربية ولهذا عمل البلدان بشكل دائم من أجل تعزيز العمل العربى المشترك، وتوحيد الصوت العربى فى مواجهة التحديات كافة. وشهد سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان افتتاح وتدشين القواعد العسكرية المصرية الجديدة وهو ما يؤكد ويعكس قوة وخصوصية العلاقات المصرية - الإماراتية فى جميع المسارات السياسية والاقتصادية والعسكرية وشهدت الفترة الأخيرة تعاوناً غير مسبوق فى المجال العسكرى بين مصر والإمارات. وتمتاز العلاقات المصرية الإماراتية بأنها قائمة على الوعى والفهم المشترك لطبيعة المتغيرات الإقليمية والدولية التى شهدتها وتشهدها المنطقة وتتضافر جهود الدولتين فى مواجهة التحديات الإقليمية المرتبطة بإرساء السلام ودعم جهود استقرار المنطقة ومكافحة التطرف والإرهاب وتعزيز الحوار بين الحضارات والثقافات. شهد تاريخ العلاقات الممتد بين البلدين انطلاق العديد من المشروعات العملاقة التى ساهمت فى دفع النمو بكلا البلدين عبر محطات عديدة وصولا إلى مشروع إنشاء مدينة رأس الحكمة بالساحل الشمالى الذى تم توقيع الاتفاق بشأن إطلاقه بالتعاون مع الجانب الإماراتى ويمثل أكبر صفقة استثمار أجنبى مباشر فى تاريخ مصر. وبغض النظر عن هوية الفائز بكأس السوبر المصرى الذى يقام للعام الثامن على التوالى على أرض زايد الخير فاز الأهلى بخمسة ألقاب والزمالك بلقبين وللمرة الثانية يقام بنظام الفرق الأربعة إلا أن المؤكد أن التنظيم الرائع والإخراج البديع والحضور الجماهيرى المنقطع النظير والتشجيع بالروح المثالية هو أبرز مكاسب إقامته فى الإمارات الشقيقة التى دائما ما تبدع فى استقبال المصريين فى جميع المناسبات الرياضية وإيمانا بقيمة القطبين الكبيرين الأهلى والزمالك وشعبيتهما الجارفة من المحيط للخليج. حسنا فعلا اتحاد الكرة بتسويق بطولة السوبر المصرى من خلال اتفاق رائع مع مجلس أبوظبى الرياضى منذ سنوات واستمرت تلك الشراكة بالتعاون مع الشركة المتحدة للخدمات الرياضية مما ساهم فى انتشارها وإفساح المجال أمام المغتربين المصريين من رؤية فرقهم مثلما حدث مؤخرا بنهائى كأس مصر ثم السوبر الإفريقى بالمملكة العربية السعودية وبالتأكيد أن تلك الأفكار تساهم فى دعم موارد اتحاد الكرة والأندية المشاركة من الجوائز المالية المقدمة والأهم الاستفادة من سمعة فرقنا الطيبة فى الوطن العربى. تزداد سخونة الانتخابات فى الاتحادات الرياضية مع اقتراب موعد انعقاد الجمعيات العمومية لاختيار هوية المجالس الجديدة التى ستقود اللعبات المختلفة لمدة 4 سنوات قادمة حتى نهاية أولمبياد لوس أنجلوس 2028 وهو الهدف المنشود من الجميع لتحقيق ميداليات أولمبية تضاف لسجل الرياضة المصرية، ويوما بعد الآخر يبدأ المرشحون فى الانتخابات استخدام كافة السبل للوصول إلى أعضاء الجمعيات العمومية بهدف الحصول على أصواتهم عن طريق الوساطة من الأقارب والمحاسيب أو طرق الأبواب والحديث عن الأفكار المستقبلية لدعم الأندية بخدمات كان البعض يضن بها قبل قدوم الانتخابات مع أنه حق للأندية التى تفرز أبطالا للمنتخبات الوطنية يتباهى بها رؤساء الاتحادات عند تحقيق الإنجازات. وبلا شك أن هناك مرشحين نجحوا فى تحقيق الأهداف المنشودة والوصول إلى قمة المجد الرياضى فى تجاربهم السابقة على مقاعد مجالس الإدارات وهؤلاء يستحقون كل الدعم وآخرين فشلوا ولكنهم مازالوا يحلمون بالبقاء وأتصور أن الجمعيات العمومية ستعرف هذه المرة الاختيار المناسب للرجل المناسب بعيدا عن المجاملات والمحسوبية لأن مصلحة الرياضة المصرية يجب أن تكون فوق الجميع من الآخر.