"لن ننهي حرب غزة إلا بعد قتل يحيى السنوار".. هكذا كان يتوعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ويتذرع لدى الشارع السياسي الإسرائيلي من أجل استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والتي دخلت عامها الثاني دون أن تتوقف. لكن جيش الاحتلال الإسرائيلي نال مراده المزعوم من قبل على لسان رئيس وزراء وتمكن وفق ما أعلن من اغتيال يحيى السنوار، الرجل الذي شكل كابوسُا لإسرائيل طيلة المدة الماضية، والذي تعتبره تل أبيب العقل المدبر لعملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر 2023. وحتى الأن لم تعلن حركة حماس اغتيال يحيى السنوار، ولم تصدر أي بيان سواء بالنفي أو التأكيد، فيما كان الإعلان الرسمي الذي خرج من الجانب الإسرائيلي، يتقدمه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي أعلن اغتيال يحيى السنوار. وبات السؤال المطروح بعد اغتيال يحيى السنوار، حال تأكيد الأمر بشكل نهائي من جانب حماس، هو ما مدى إمكانية إنهاء الحرب في غزة والتوصل لصفقة تُنهي الحرب تشمل تبادل أسرى بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية، مع اكتساب الحرب منعطفًا جديدًا يتمثل في اغتيال السنوار. الجواب حضر مباشرةً من نتنياهو في خطابه، الذي أعلن خلاله قتل يحيى السنوار، والذي أشار خلاله إلى استمرار الحرب في غزة كما هي، حينما قال: "الحرب لم تنته بقتلنا للسنوار". ومنذ بدء الحرب في غزة قبل أكثر من عام في 7 أكتوبر 2023، لم يتم التوصل لاتفاق هدنة سوى لمرة وحيدة خلال الفترة من 24 نوفمبر و1 ديسمبر 2023، بوساطة مصرية قطرية، تضمنت صفقة تبادل أسرى من الأطفال والنساء بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي. فيما عدا ذلك فشلت كل جهود الوساطة الدولية في إبرام صفقة تُنهي الحرب في غزة على مدار عام كامل، وكان السبب الرئيسي في ذلك هو تعنت الجانب الإسرائيلي ورغبة نتنياهو في المضي قدمًا في هذه الحرب لأطول فترة ممكنة. مصير الأسرى "معلق" وفي هذا الصدد، يقول محمد دويكات، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية في فلسطين، "إن اغتيال يحيى السنوار لن يثني المقاومة بل يزيد شعبنا ومقاومته مزيدًا من الإصرار والثبات والصمود والتصميم على مواصلة درب المقاومة درب الشهداء ضد هذا الاحتلال الفاشي". ويضيف دويكات، في تصريحات ل"بوابة أخبار اليوم"، إنه "سيبقى مصير أسرى العدو معلق حتى إرغام قادة الاحتلال على الرضوخ للمطالب الفلسطينية ومطالب المقاومة التي أعلن عنها يحيى السنوار بتحرير كافة الأسرى والمعتقلين الفلسطينين من سجون الاحتلال، والوقف الكامل للعدوان والانسحاب من القطاع، وإدخال كل ما يلزم القطاع من مواد غذائية وطبية وإعادة إعمار القطاع". ويتابع قائلًا: "وهذا بالتأكيد هو مطلب المقاومة ومن خلفها جماهير شعبنا الصامد الأبي والمتمسك بأرضه رغم هول المجازر الدموية". وشدد دويكات قائلًا: "إن اغتيال يحيى السنوار لن يضعف المقاومة، ولن يثنيها عن الاستمرار بل يزيدها إصرارًا وصمودًا وثباتًا وتمسك بكل ما كان يتمسك به يحيى السنوار وكل قادة الحركة الوطنية المقاومة". "إنهاء الحرب بيد نتنياهو" ومن جهته، يقول أيمن الرقب، الخبير في الشؤون الإسرائيلية وأستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إن "الاغتيالات الممتدة على مدار 76 عامًا لم تنهِ الصراع.. اغتيال ياسر عرفات لم ينهِ الصراع واغتيال أحمد ياسين لم ينهِ الصراع، واغتيال إسماعيل هنية كذلك لم ينهِ الصراع، واغتيال يحيى السنوار، إن صح في النهاية لن ينهي هذا الصراع". ويؤكد الرقب، في تصريحات ل"بوابة أخبار اليوم"، أنه "كلما اشتد الاحتلال في إجرامه كلما خرج من بين ثنايا المقاومة قيادات جديدة.. صحيح اغتيال السنوار سيربك المشهد نوعًا ما داخل حركة حماس سواء حول من يتولى رئاسة المكتب السياسي أو على الأرض بخوص المعارك". ويتابع الرقب: "اغتيال السنوار لن ينهي هذه الحرب لأن من يُنهي هذه الحرب أو يكملها هو نتنياهو وليس المقاومة". ويشير إلى أن المقاومة لن توقف عملياتها في غزة، بل على العكس حالة الفوضى لن تكون في صالح الاحتلال الإسرائيلي، مضيفًا أن صناعة الكراهية التي حدثت في الضفة الغربية أو غزة لن توقفها أي عمليات اغتيال وستستمر. "إمكانية قتل الرهائن" ويمضي الرقب قائلًا: "الأمر لا يتوقف على السنوار فقط ولكن أيضًا بالنسبة للاحتلال الإسرائيلي كيف سيحصل على أسراه، وهل سيتفاوض مع محمد السنوار، شقيق يحيى السنوار، إن كان حيًا أم ماذا؟". ويكمل حديثه قائلًا: "الأمور لا تزال صعبة على الاحتلال الإسرائيلي وعلى المقاومة في غزة كذلك، ونتنياهو وضع خطة الجنرالات وهو يهدف إلى تحقيق ثلاثة أهداف هي القضاء على حركة حماس، استعادة أسراه، وإنشاء كيان غير معادٍ لإسرائيل في غزة، وهذه الأهداف الثلاثة صعب تحقيقها". ومن جهته، يقول المحلل السياسي الفلسطيني علي وهيب، مدير مكتب وكالة "وفا" بالقاهرة، إنه "لا يمكن وقف المقاومة الفلسطينية بمجرد اغتيال أو قتل شخص فلسطيني والشعب الفلسطيني سيبقى صامدًا حتى إنهاء الاحتلال والتحرر واستعادة الأرض. ويضيف وهيب، في تصريحات ل"بوابة أخبار اليوم المصرية"، أنه "لا بد من العالم أن يفهم أن المقاومة لن تتوقف إلا بمعادلة مرتبطة بحل سياسي يقود إلى إنهاء الإحتلال ويحقق التطلعات والامال المشروعة للشعب الفلسطيني. "الكرة في ملعب أمريكا" وحول مدى إمكانية إبرام صفقة تُنهي الحرب في غزة، يقول علي وهيب: "الكرة الآن في الملعب الدولي خاصة أمريكا إذا كانت تريد إنهاء هذه المرحلة السيئة أم تريد الاستمرار وتدعم الاحتلال بالاستمرار بحرب الإبادة في غزة". ويؤكد وهيب أن "هذه سياسة مرفوضة ومدانة وهي تعني مشاركة أمريكية في العدوان على الشعب الفلسطيني وحقوقه وتحدي عشرات القرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي والقانون الدولي". ويستطرد قائلًا: "فإذا كانت إسرائيل تتوهم بقتل شخص أن تنتهي الشعب الفلسطيني فهي مخطئة فهي اغتالت الشهيد أبو عمار (ياسر عرفات) والشهيد أحمد ياسين والعديد من القادة وهذا لن ينهي مقاومة شعب يطالب بحقوقه وأرضه فإنهاء الإحتلال لأرض دولة فلسطين هو المدخل الوحيد لتحقيق أمن واستقرار المنطقة".