على امتداد أجيال اليهود من بنى إسرائيل وغيرهم ممن تلاهم من المنتسبين لليهودية كان الجحود والنكران صفتهم الأساسية التى لم يتخلوا عنها مع الله وأنبيائه إليهم، وهو ما جرى مع الجيل الجديد لبنى إسرائيل، والذى حرر مع يوشع بن نون الأرض المقدسة، فقد أمرهم الله أن يدخلوا المدينة سجداً، أى راكعين مطأطئى رءوسهم، شاكرين الله على ما منَّ به عليهم من الفتح، وأن يقولوا عند دخولهم حطة: «ادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة» (البقرة: 58)، أى حط عنا خطايانا التى سلفت، إلا أنهم خالفوا أمر الله، ودخلوا المدينة متعالين متكبرين، وحرفوا القول الذى أمرهم الله قوله استخفافاً بأمر الله تعالى، ﴿فَأَنزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِّنَ السَّمَاءِِ﴾، فابتلاهم الله بالطاعون، وهلك الآباء كلهم، وبقى الأبناء منهم. وتعددت الأنبياء إليهم لكن استمر كفرهم وتكرر عصيانهم وقتلهم الأنبياء، حتى سلط الله تعالى عليهم بدل الأنبياء ملوكاً جبارين يظلمونهم ويسفكون دماءهم، وأعداء من الأمم القريبة منهم لغزوهم ومحاربتهم، وكانوا فى تلك الحروب أقرب للخذلان من النصر، وفى إحدى الحروب مات مَلِكهم، فبقى بنو إسرائيل كالقطيع بلا راع، كما كانوا يتباركون فى الحروب بتابوت الميثاق، وفيه بقايا مما ترك موسى وهارون، وقيل إن فيها ألواح موسى وعصاه، وكانوا يُنصرون ببركة التابوت، وبما جعل الله فيه من السكينة. لكنهم أضاعوا تابوت الميثاق فى حرب كانت بينهم وبين العمالقة وهم أهل فلسطين حالياً، وحسب كتاب قصص الأنبياء لابن كثير، فقد ورد أن العمالقة من سلب منهم التابوت الذى يتباركون فيه فى تلك الحرب، واستاءوا للذل والهوان الذى وصلوا إليه، ولعل فى هذا الذل والهوان على يد أبناء فلسطين لبنى إسرائيل وقتها ما يفسر وحشيتهم فى التنكيل بأهل فلسطين حاليا.. وتستمر الرحلة مع بنى إسرائيل..