عواصم- وكالات الأنباء: طالب جيش الاحتلال الإسرائيلي، أمس، سكان جنوبلبنان بعدم العودة إلى منازلهم أو حقولهم. ودوت صفارات الإنذار فى بلدات بشمال إسرائيل، وتزامن ذلك مع تأكيد إسرائيلى بأن حزب الله كثف استخدام الصواريخ الباليستية، فى حين يواصل الجيش الإسرائيلى غاراته على لبنان، مؤكدا استهداف أكثر من 200 موقع خلال الساعات ال24 الماضية. من جانبه، قال نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم أمس، مخاطبا الإسرائيليين إن «الحل» لإنهاء التصعيد المستمر بين الطرفين منذ عام هو بالتوصل الى وقف لإطلاق النار، مؤكدا فى الوقت ذاته قدرة مقاتليه على استهداف أى نقطة فى إسرائيل. وقال قاسم، فى كلمة هى الثالثة عبر الشاشة منذ اغتيال إسرائيل الأمين العام للحزب حسن نصرالله فى 27 سبتمبر الماضي، «أقول للجبهة الداخلية الاسرائيلية الحل بوقف إطلاق النار»، مؤكدا فى الوقت ذاته أن من حق مقاتليه، الذين بدأوا قبل أسبوع «معادلة إيلام العدو»، استهداف «أى نقطة» فى إسرائيل بعد استهدافها كل لبنان. كما شدد على أن الحزب «لن يهزم» باعتباره «صاحب الأرض». كما أعلن حزب الله قصفه بالصواريخ مدينة حيفا فى شمال إسرائيل «ردا» على الغارات الإسرائيلية التى تتركز فى الأيام الأخيرة على جنوب البلاد وشرقها. وقال الحزب فى بيان أن مقاتليه قصفوا «مدينة حيفا» برشقة «صاروخية كبيرة»، فى «رد على الاستباحة الهمجيّة الإسرائيلية للمدن والقرى والمدنيين». وكان الحزب قد أعلن فى وقت سابق أنه أطلق «رشقة صاروخية على ضواحى تل أبيب»، وأنه استهدف تحركا لقوات إسرائيلية فى محيط موقع المرج برشقة صاروخية. كما أكد أن مقاتليه اشتبكوا مع قوة مشاة إسرائيلية أثناء محاولتها التسلل إلى أطراف بلدة رب ثلاثين. وفى حين أكد مركز طبى إسرائيلى فى صفد إصابة 7 جنود إسرائيليين فى المعارك أمس الأول وبثت هيئة البث الإسرائيلية مشاهد قالت إنها تظهر قتالا من «المسافة صفر» بين جنود إسرائيليين ومقاتلين من حزب الله فى جنوبلبنان. وأكدت الجبهة الداخلية الإسرائيلية أن صفارات الإنذار دوت أمس فى مدن وبلدات عدة جنوب حيفا وفى زيخرون يعكوف ومنطقة الكرمل، وأيضا فى كريات شمونة ومحيطها وفى كفار جلعادى ومسجاف عام بإصبع الجليل شمال إسرائيل. وقال الجيش الإسرائيلى إنه اعترض صاروخين أمس أطلقا من لبنان باتجاه حيفا، وأشارت إذاعة الجيش الإسرائيلى إلى أن حزب الله يكثف استخدام الصواريخ الباليستية واستهدف حيفا بصاروخين نوع «أرض أرض». فى غضون ذلك، أكد رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتى أمس استعداد السلطات لتعزيز عدد قوات الجيش فى جنوبلبنان، إذا تمّ التوصل إلى وقف لإطلاق نار بين حزب الله وإسرائيل. وقال ميقاتى فى مقابلة مع وكالة فرانس برس «لدينا حاليا 4500 جندى فى جنوبلبنان ويُفترض أن نزيد بين سبعة آلاف الى 11 ألفا». وأوضح أنه فى حال التوصل الى وقف لإطلاق النار، يمكن «نقل جنود من مناطق غير ساخنة» الى جنوب البلاد. وردا على سؤال عما إذا كنت القوات الإسرائيلية باتت موجودة داخل لبنان، أجاب ميقاتى «معلوماتنا أن عمليات كرّ وفرّ تحصل، يدخلون ويخرجون». وتخوض القوات الاسرائيلية وحزب الله مواجهات واشتباكات على الحدود. ويعلن حزب الله تصديه لمحاولات تسلل واستهدافه جنودا إسرائيليين يتحركون داخل لبنان. وأشار ميقاتى الذى تدير حكومته البلاد منذ انتهاء ولاية الرئيس اللبنانى السابق فى نهاية أكتوبر 2022، الى أن «المسعى الدولى القائم حاليا» يتمحور حول «إصدار قرار بوقف اطلاق النار وتنفيذ القرار 1701 وتعزيز وجود الجيش اللبنانى فى جنوب الليطاني». وأضاف «نحن مستعدون كدولة لبنانية أن نفرض سيادتنا على كامل الأراضى اللبنانية». وأرسى القرار 1701 وقفا للأعمال القتالية بين إسرائيل وحزب الله بعد حرب مدمّرة خاضاها صيف 2006. وينصّ القرار كذلك على انسحاب إسرائيل الكامل من لبنان، وتعزيز انتشار قوة اليونيفيل فى جنوبلبنان وحصر الوجود العسكرى فى المنطقة الحدودية بالجيش اللبنانى والقوة الدولية..كما أكد ميقاتى اتخاذ السلطات إجراءات مراقبة مشددة فى مطار رفيق الحريرى الدولى فى بيروت منذ أسبوع، بوابة لبنان الوحيدة جوًا الى العالم، للحؤول دون استهدافه من إسرائيل. وقال «نحن كحكومة نقوم بكل ما أوتينا من قوة من أجل نزع الذرائع من يد الإسرائيلي». وأوضح أن الركاب والطائرات والبضائع المنقولة تخضع كلها ل»تدقيق قوي» منذ أسبوع.. على صعيد آخر، أكد جان بيير لاكروا، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام، أن قوات اليونيفيل ستبقى فى مواقعها بلبنان، فيما أبدى مجلس الأمن قلقه من تعرض مواقع تلك القوات لإطلاق النار، وذلك عقب طلب إسرائيل منها الانسحاب.