تراجع سعر الدولار أمام الجنيه اليوم في البنوك    التموين تكشف موعد عودة البطاقات المتوقفة بسبب ممارسة الكهرباء    شروط مهينة، إسرائيل قدمت طلباتها لواشنطن لإنهاء الحرب في لبنان    ترحيل كهربا من بعثة الأهلي في الإمارات وخصم مليون جنيه من مستحقاته    15 صور لاحتفالات لاعبي الزمالك مع زوجاتهم بالفوز على بيراميدز    طقس اليوم: مائل للحرارة نهارا ومعتدل ليلا.. والعظمى بالقاهرة 29    علي جمعة يكشف حياة الرسول في البرزخ    صندوق الإسكان الاجتماعي يكشف شروط الحصول على شقة في الإعلان الجديد (فيديو)    بكام الفراخ البيضاء؟.. أسعار الدواجن والبيض في الشرقية اليوم الإثنين 21 أكتوبر 2024    الصحة: تقديم الخدمة لأكثر من 2.4 مليون حالة بقوائم الانتظار    فصائل عراقية تعلن شن هجوم على موقع عسكري إسرائيلي في الجولان    الزمالك ينتقد مستوى التحكيم في مباراة بيراميدز.. ويحذر من كارثة بنهائي السوبر.. عاجل    اللواء وائل ربيع: بيان الخارجية بشأن فلسطين قوي وجاء في توقيت مناسب    مقتل سائق «توك توك» بسبب خلافات الأجرة بعين شمس    حظك اليوم برج القوس الاثنين 21 أكتوبر 2024.. مشكلة بسبب ردود أفعالك    علي الحجار يستعد لتقديم موهبة جديدة في حفله بمهرجان الموسيقى العربية    أبرزهم هشام ماجد ودينا الشربيني.. القائمة الكاملة للمكرمين في حفل جوائز رمضان للإبداع 2024    عمرو مصطفى يكشف ذكرياته مع الراحل أحمد علي موسى    المتحف المصري الكبير يفتح أبواب العالم على تاريخ مصر القديمة    مشعل يرثي زعيم حماس يحيى السنوار.. ماذا قال؟    هل النوم قبل الفجر بنصف ساعة حرام؟.. يحرمك من 20 رزقا    «زي النهارده».. تدمير وإغراق المدمرة إيلات 21 أكتوبر 1967    طريقة عمل الكريم كراميل، لتحلية مغذية من صنع يديك    حادث سير ينهي حياة طالب في سوهاج    ناهد رشدي وأشرف عبدالغفور يتصدران بوسترات «نقطة سوده» (صور)    المندوه: السوبر الإفريقي أعاد الزمالك لمكانه الطبيعي.. وصور الجماهير مع الفريق استثناء    الاحتلال الإسرائيلى يقتحم مدينة نابلس بالضفة الغربية من اتجاه حاجز الطور    حسام البدري: إمام عاشور لا يستحق أكثر من 10/2 أمام سيراميكا    إصابة 10 أشخاص.. ماذا حدث في طريق صلاح سالم؟    6 أطعمة تزيد من خطر الإصابة ب التهاب المفاصل وتفاقم الألم.. ما هي؟    «العشاء الأخير» و«يمين في أول شمال» و«الشك» يحصدون جوائز مهرجان المهن التمثيلية    إغلاق بلدية صيدا ومقر الشرطة بعد التهديدات الإسرائيلية    هيئة الدواء تحذر من هشاشة العظام    نقيب الصحفيين يعلن انعقاد جلسات عامة لمناقشة تطوير لائحة القيد الأسبوع المقبل    قودي وذا كونسلتانتس: دراسة تكشف عن صعود النساء في المناصب القيادية بمصر    أحمد عبدالحليم: صعود الأهلي والزمالك لنهائي السوبر "منطقي"    حزب الله يستهدف كريات شمونة برشقة صاروخية    مزارع الشاي في «لونج وو» الصينية مزار سياحي وتجاري.. صور    للمرة الرابعة تواليا.. إنتر يواصل الفوز على روما ولاوتارو يدخل التاريخ    واحة الجارة.. حكاية أشخاص عادوا إلى الحياه بعد اعتمادهم على التعامل بالمقايضة    تصادم قطار بضائع بسيارة نقل في دمياط- صور    كيف تعاملت الدولة مع جرائم سرقة خدمات الإنترنت.. القانون يجب    هل كثرة اللقم تدفع النقم؟.. واعظة الأوقاف توضح 9 حقائق    ملخص مباراة برشلونة ضد إشبيلية 5-1 في الدوري الإسباني    تصادم قطار بضائع بسيارة نقل ثقيل بدمياط وإصابة سائق التريلا    حبس المتهمين بإلقاء جثة طفل رضيع بجوار مدرسة في حلوان    النيابة تصرح بدفن جثة طفل سقط من الطابق الثالث بعقار في منشأة القناطر    النيابة العامة تأمر بإخلاء سبيل مساعدة الفنانة هالة صدقي    نجم الأهلي السابق: هدف أوباما في الزمالك تسلل    وفود السائحين تستقل القطارات من محطة صعيد مصر.. الانبهار سيد الموقف    قوى النواب تنتهي من مناقشة مواد الإصدار و"التعريفات" بمشروع قانون العمل    نائب محافظ قنا يشهد احتفالية مبادرة "شباب يُدير شباب" بمركز إبداع مصر الرقمية    عمرو أديب بعد حديث الرئيس عن برنامج الإصلاح مع صندوق النقد: «لم نسمع كلاما بهذه القوة من قبل»    «شوفلك واحدة غيرها».. أمين الفتوى ينصح شابا يشكو من معاملة خطيبته لوالدته    جاهزون للدفاع عن البلد.. قائد الوحدات الخاصة البحرية يكشف عن أسبوع الجحيم|شاهد    بالفيديو| أمين الفتوى: لهذا السبب يسمون الشذوذ "مثلية" والزنا "مساكنة"    مجلس جامعة الفيوم يوافق على 60 رسالة ماجستير ودكتوراه بالدراسات العليا    جامعة الزقازيق تعقد ورشة عمل حول كيفية التقدم لبرنامج «رواد وعلماء مصر»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عام على العدوان| حصاد عسكري مُر في إسرائيل .. نجاح تكتيكي وفشل استراتيجي

زلزال ما زالت توابعه مستمرة، سقوط نظريات مستقرة منذ عقود قل ما شئت فى وصف ما حدث خلال أكثر من عام من المواجهات والعدوان الإسرائيلى الذى بدأ من غزة لتمتد مساحاته الجغرافية ومسرح عملياته الى دول أخرى فى المنطقة من جنوب لبنان حتى شمال سوريا، من اليمن جنوبا حتى العراق شمالا، ولعل الجديد هو امتداداتها حتى وصلت إلى العمق الاسرائيلى باستهداف تل أبيب وحيفا وفى قلب العاصمة الايرانية طهران طوفان الأقصى أزاح فى طريقه مفاهيم سعت تل أبيب إلى ترسيخها عبر عقود ومنها نظرية الردع الإسرائيلى ولكن أسقطتها عناصر الكوماندوز من المقاومة الفلسطينية وأيضا قبة اسرائيل الحديدية التى فشلت فى مواجهات الآلاف من الصواريخ التى انطلقت من غزة الى غلافها ومدنها القريبة حتى القدرة على الرصد والتنبؤ والمتابعة فقد فشلت أجهزتها فى توقع الميعاد أو سيناريو العمليات، نالت العمليات من غطرسة الجيش الذى لا يقهر، فوجد جنودا فى الاسر فى مشاهد لا تنسى اثرت ومازالت على الصورة النمطية للجيش الإسرائيلي، فشلت اسرائيل فى ذلك كله واقتصر نجاحها الوحيد فى تفعيل آلة القتل وادوات الدمار واستهداف المدنيين من الأطفال والشيوخ والنساء فى تجاوز لكل الأعراف والقوانين الدولية وحتى الانسانية نجحت ايضا فى ارتفاع فاتورة عمليات الاغتيال التى طالت قيادات فى ساحات عديدة نجحت ثالثا فى اختراق تكنولوجى كبير لشبكة الاتصالات الخاصة بحزب الله.
وهكذا وبعد عام فقد نجحت تل ابيب فى تحقيقها انجازات على المستوى التكتيكى ولكنها فشلت على المستوى الاستراتيجى خاصة وانها ووفقا لكل التقارير الدولية ليس لها رؤية واضحة للمرحلة الأهم وهى ماذا بعد ان تسكت المدافع خاصة مع توسع ساحات المعارك ووصلت الى سبعٍ كما هى عادة نتنياهو فى المبالغة ومع امكانيات الوصول بالأمور الى حرب إقليمية يخشاها الجميع إلا عدد محدود من المستوى السياسى والعسكرى فى اسرائيل.
وهذه رؤية عسكرية يقدمها عدد من أكبر الخبراء والمتخصصين فى العلوم العسكرية والإستراتيجية لحصاد عام من القتل والتدمير.
(هناك عقود لا يحدث فيها شيء، وهناك أسابيع تحدث فيها عقود) صاحب هذه المقولة الزعيم الروسى الشهير فلاديمير لينين. وهى تجسد بكلمات قليلة حقيقة أن ما شهدته المنطقة ليس فى أسابيع، كما أشار، ولكن خلال عام كامل، لم يكن على بال بشر، حيث لم يتوقع أكثر المراقبين وأعتى المحللين أو حتى الذين يعملون على استشراف المستقبل أن نعيش وقائع ما حدث منذ عام بالتمام والكمال عندما بدأت عملية طوفان الأقصى التى أصبحت حدا فاصلا بين عالمين ما قبله وما بعده، سيتم تسجيلها فى كتب التاريخ كأحد أبرز أحداث القرن الحادى والعشرين، حيث كان رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو يروج لعالم جديد فى منطقة الشرق الأوسط تكون تل أبيب محوره وأساسه، كان يحلم بمسار تطبيع العلاقات مع كل دول الجوار، وقف قبلها بأيام أمام الأمم المتحدة يعرض خرائط أحلامه ولكنه مع أول تحرك لفرد من أفراد المقاومة باتجاه غلاف غزة اكتشف أنها كانت أضغاث أحلام، كوابيس سوداء، خطوطا على الرمال سرعان ما جاءت أمواج الطوفان العاتية حتى أزالتها من الوجود، لم يكن الأمر متعلقا بنتنياهو الذى سعى إلى كتابة تاريخه الخاص بأنه بانى إسرائيل الكبرى وصاحب الإنجازات التى تفوق الآباء والأجداد المؤسسين لإسرائيل بل وصلت إلى كرامة الجيش الإسرائيلى الذى عاش فى وهم بأنه الجيش الذى لا يقهر، أنه درة تاج الدولة وفخرها حتى إن البعض يتحدث عن أن إسرائيل جيش صنع دولة.
الرد كان مأساويا بقدر الحدث، مذابح فاقت كل تخيل وكل تصور فى حق المدنيين العزل فى قطاع غزة. استهدف نتنياهو ومعه شركاؤه على المستوى العسكرى لإزالتها من على الخريطة لتسويتها بالأرض حيث خطط لمن سيعيش بعد المحرقة أن يسعى إلى النزوح الثانى أو الثالث فى تاريخ الشعب الفلسطينى، سعى أيضا إلى إنهاء أى مقومات لحلم الدولة الفلسطينية عندما أدخل الضفة الغربية ضمن بنك أهدافه، ترك العنان لغلاة المستوطنين تحت سمع وبصر الجيش فى مخطط لتوسيع الاستيطان وزيادة أعداد المستوطنين ودخلت ساحات أخرى على خط المواجهة من لبنان حيث حزب الله واليمن من قبل جماعات الحوثى والعراق. تحالف القوى المسلحة صعد فى الأسابيع الأخيرة من معدلات استهداف قيادات فى العديد من جماعات المقاومة وفى أكثر من ساحة حتى وصل إلى قلب العاصمة الإيرانية طهران حتى باتت المنطقة أمام مخاوف حقيقية من حرب إقليمية تلوح مقدمتها فى سماء المنطقة قد تأتى على الأخضر واليابس.
وقد خصصت «الأخبار» عددا من الحلقات بمناسبة مرور عام على السابع من أكتوبر، حرصنا فيه على تسجيل الصورة كما هى من جميع جوانبها. رصدنا توابع زلزال السابع من أكتوبر من خلال رصد وثائقى لكل مذابح إسرائيل واعتداءاتها على البشر والحجر. توقفنا عند انعكاس ما حدث على جميع الساحات العربية والإقليمية وبالطبع من داخل إسرائيل وبحثنا عن (طاقات نور) ضمن هذه المأساة فلم نجدها سوى فى الموقف المصرى الواضح والصريح الذى نجح فى وقف مخططات التهجير والنزوح وكان عاملا مساعدا فى تخفيف معاناة أهل غزة من خلال المساعدات الإنسانية وكذلك زيادة الوعى الشعبى فى كل دول العالم حول حقيقة العدوان الإسرائيلى الذى تمثل فى مظاهرات طلبة الجامعات فى العديد من دول أوروبا وأمريكا ومن زيادة معدلات المقاطعة لكل ما يتعلق بإسرائيل ومن يساندها.
وهذا هو الجزء السادس
◄ بين أكتوبر و طوفان الأقصى.. هل حققت تل أبيب أهدافها؟
■ كتب: عمرو جلال
لا يزال هناك العديد من الأجهزة التى يهمها زعزعة ثقة المصريين فى انتصار جيشهم المؤكد وسحقه للجيش الإسرائيلى فى حرب أكتوبر 1973 ومع كل احتفال بذكرى النصر كنا نرى من يثير حملة حرب نفسية تستهدف أجيالنا الجديدة من الشباب لإقناعهم أن انتصارات أكتوبر لم تكن إلا مجرد «تمثيلية» وأن الجيش الإسرائيلى انتصر فى النهاية من خلال عبور قواته إلى الضفة الغربية بالثغرة لقد تبين كذب كل ما يتردد طوال السنوات الماضية لكن جاءت هجمات «طوفان الأقصى» فى 7 أكتوبر 2023 من الجانب الفلسطينى لتؤكد أن هذه المنظومة التى لا تقهر هى فى واقع الأمر منظومة يمكن اختراقها.
ومن تحليل «طوفان الأقصى» بدا أن الجانب الفلسطينى استفاد كثيرا من دروس حرب أكتوبر المجيدة حيث سبق الهجوم عملية خداع إستراتيجى للجيش الإسرائيلى كما صاحبها فشل استخباراتى كبير للموساد فى توقع تلك الهجمات وأيضا اختيار يوم التنفيذ ليتزامن مع إحدى العطلات اليهودية وهو انتهاء أيام عيد العرش اليهودى حيث الجميع فى راحة وبدأ الهجوم فى طوفان الأقصى بشكل يماثل التمهيد المدفعى فى حرب أكتوبر حيث أطلقت الفصائل فى توقيت واحد 5 آلاف صاروخ لأن القبة الحديدية تحتاج وحدها ل 3 آلاف صاروخ لإرباكها ونفذ منها ألفا صاروخ لضرب إسرائيل مما أربك الضباط والجنود وأفزعهم وتكبدت إسرائيل أكبر الخسائر وكان الهجوم حدثا مفاجئًا ليس فقط لإسرائيل بل للعالم بأكمله تماما مثل حرب أكتوبر 1973... بالطبع هناك فوارق كبرى بين حرب أكتوبر وطوفان الأقصى فالأولى خاضتها مصر بجيش نظامى وضع أمامه الكثير من الموانع والعقبات الكبرى فى مواجهة جيش آخر مستعد يحارب بأريحية خارج أرضه لكن المفارقة جمعت بين الذكرى ال 51 لهذا النصر ومرور عام كامل على انطلاق الهجوم الفلسطينى الذى تبعته حرب إبادة لا تزال مستمرة.. ويؤخذ على عملية «طوفان الأقصى» أنها لم تحسب العديد من الحسابات الهامة الأخرى ومن بينها عدم وجود قيادة فلسطينية موحدة قادرة على خوض مفاوضات سياسية مع زعماء العالم والتحدث باسم الشعب الفلسطينى ..فالحرب تبدأ بالسياسة وتنتهى بالسياسة.
إن ما يحدث اليوم فى غزة ولبنان هو نوع من أنواع الحروب التى يطلق عليها اسم «الحرب غير المتماثلة» التى تقع بين خصمين تختلف قوتهما العسكرية اختلافا واضحا ويلجأ فيها أحدهما إلى تكتيكات غير تقليدية لتقليص فوارق القوة هذا النوع من الحروب يختلف تمامًا عن الحروب التقليدية.
ومع مرور عام على طوفان الأقصى نرى أن معطيات الحرب تقول إن إسرائيل لم تحقق أيا من أهداف الحرب فى غزة أو لبنان التى وضعها نتنياهو بنفسه وهي: القضاء على حماس وشبكة أنفاقها وتحرير المخطوفين ثم إعادة سكان الشمال للمستوطنات.. وعلى الأرض لم يتحقق أى من تلك الأهداف حتى مع النجاح التكتيكى فى قتل بعض قيادات حماس وتفجير «البيجر» لحزب الله وقتل قيادته العليا واغتيال حسن نصرالله.
لقد أثبتت المقاومة الفلسطينية على مدار عام أن لديها إمكانيات عالية وتدريبا متقدما حيث تمكنت من تنفيذ خطط محكمة بدقة كبيرة. كما نجحت فى تنفيذ عمليات نفسية معقدة مع الحفاظ على عنصر المفاجأة حتى على المستوى التكتيكى من خلال أساليب المراقبة والمناورة. ومن المفاجآت البارزة كانت قدرة المقاومة على تصنيع وتجميع الأسلحة بل وجلب احتياجاتها من الداخل الإسرائيلى ومن خلال ما تستولى عليه من القواعد الإسرائيلية بالإضافة إلى تنفيذ عمليات عسكرية متقدمة باستخدام استراتيجيات مباغتة أثرت بشكل كبير على الجانب العسكرى الإسرائيلي.
علاوة على ذلك أدت العمليات النفسية التى نفذتها حماس خاصة تجاه الأسرى الإسرائيليين إلى إثبات صمودها وقدرتها على المبادرة. هذه الميزات تعتبر حاسمة فى أى عملية عسكرية مما يجعل من الصراع فى غزة نموذجًا جديدًا من الحروب التى لن يتحقق فيها النصر الا للفلسطينيين.
السيناريو الأكثر تفاؤلا أن يظل الصراع محصورا بين إسرائيل من جهة وحماس وحزب الله من جهة اخرى ولا يتطور الأمر لحرب إقليمية على أن تعمل أطراف إقليمية وقوى دولية على منع التصعيد فى الشرق الأوسط و تحذير إسرائيل من عواقب توسعة نطاق الحرب ونقل رسائل تحذير ايضا إلى حزب الله لاحتواء التوتر واستمرار التوسط بين الطرفين ومواصلة المحادثات بين إسرائيل وحماس للتوصل إلى وقف لإطلاق النار على أن يحدث ذلك مع وصول رئيس جديد للبيت الأبيض.
السيناريو الثانى أن الحرب خلال الفترة القادمة ستتوسع فى الإقليم لتشمل صراعاً بين إسرائيل وإيران ومحورها بالعراق وسوريا واليمن خاصة مع تصريحات «ترامب» الأخيرة بأن على تل أبيب ضرب المفاعلات النووية الإيرانية ثم القلق لاحقا .. هذا يعنى أن المنطقة التى تعانى منذ عام من تبعات الحرب الاسرائيلية ستشهد وفقًا لتصريحات عدد من الخبراء «تحولًا جيوسياسيًا جديدًا قد يجعلها برميل بارود انفجاره قد يهدد الأمن الإقليمى والدولى فى أى وقت».
◄ لهذه الأسباب تتمسك مصر برفض أى وجود عسكرى فى محور «فيلادلفيا»
■ كتب: بهاء المهدي
يثير الإصرار الإسرائيلى على التواجد بمحور صلاح الدين «فيلادلفيا» الكثير من التساؤلات حيث يعد المحور منطقة عازلة وفقا لما نصت عليه معاهدة السلام،... لكن لماذا ترفض مصر التواجد العسكرى الإسرائيلى فى محور صلاح الدين؟ سؤال توجهنا به إلى عدد من الخبراء العسكريين، لاستيضاح أهمية هذا المحور، ولماذا تتعنت إسرائيل بتواجد قوات لها فيه .. فى البداية أجاب الخبير الاستراتيجى والعسكرى اللواء د. سمير فرج بأنها «بروباجندا موجهة للداخل الإسرائيلي»، حيث تحاول قوات جيش الاحتلال تحقيق أى «نصر» مزعوم لمخادعة الرأى العام ومداعبة مشاعر الإسرائيليين للتغطية على فشلهم فى تحقيق الأهداف التى قامت من أجلها حربهم فى غزة، وهى القضاء على حماس تماماً، وتهجير أهالى غزة إلى سيناء.
ويرى اللواء فرج بأن التواجد الإسرائيلى فى المحور -وهو فى المنطقة «د»- هو مخالفة لاتفاقية السلام، ولكن سبق لمصر أن أدخلت قوات فى المنطقة «ب وج» فى سيناء دون تنسيق مسبق من أجل القضاء على بؤر إرهابية خلال السنوات الماضية، ويتم حل مثل هذه المخالفات عبر آليات المعاهدة .. مشيراً إلى أن مصر ترفض رفضا باتا وتاما سيطرة إسرائيل على معبر رفح، وترى مصر ضرورة انسحاب أى قوات لجيش الاحتلال فى معبر رفح، وهذا موقف مصرى لا يقبل المساومة أو المهادنة.
ومن جانبه أوضح اللواء نصر سالم، مستشار الأكاديمية العسكرية المصرية للدراسات العليا والاستراتيجية، أن محور صلاح الدين «فيلادلفيا» يسمى بطريق «الدوريات»، وهو عبارة عن طريق إسفلتى عرضه 6 أمتار، موجود على امتداد 14 كيلومترًا فى غزة، بامتداد الحدود مع إسرائيل، حتى تسير دوريات الحدود على هذا الخط .. مضيفاً أن اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل تضم فى بنودها 4 مناطق «أ- ب- ج- د»، والمنطقة «د» خارج حدودنا التى يقع فيها المحور تنطبق عليها الشروط نفسها للمنطقة «ج»، وهى داخل سيناء.. وأضاف سالم أن ما رددته تل أبيب بالسيطرة على معبر رفح وتواجد قوات لها بمحور صلاح الدين «فيلادلفيا»، هو محاولة لزيادة الضغوط على حركة حماس، بغرض اكتساب أى أراض جديدة تمكنها من أن تكون بموقف قوة عند التفاوض، لجلب أكبر مكاسب لصالحها .. مؤكداً أن التفاوض قادم، بسبب استحالة القضاء على المقاومة الفلسطينية، حتى وإن اغتالت كل قيادات حركة حماس.
وأوضح اللواء نصر سالم أن معركة إسرائيل مع حماس ستبقى مستمرة، وهناك آليات ضغط تمارسها مصر من أجل فتح معبر رفح وإدخال المساعدات الانسانية والتعجيل بحل الأزمة، لرفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني.
ويمتد محور صلاح الدين «فيلادلفيا»، داخل قطاع غزة من البحر المتوسط شمالاً حتى معبر كرم أبو سالم جنوباً بطول الحدود المصرية، التى تبلغ نحو 14 كيلومتراً، وتعده معاهدة السلام المصرية-الإسرائيلية، الموقعة عام 1979 «منطقة عازلة»، تمر فيه ولا تتمركز دوريات أمنية.
◄ زلزال استراتيجي.. الاجتياح البرى يؤسس لحرب دموية طويلة
■ كتب: محمد فايد
شهد العالم فى عام 2023 تحوّلاً كبيرًا بعد أحداث «طوفان الأقصى»، وهو الاسم الذى أطلقته حركة المقاومة الفلسطينية «حماس» على عملياتها العسكرية ضد إسرائيل فى 7 أكتوبر 2023، والتى لم تكن مجرد حدث عسكرى بل نقطة تحوّل فى المشهد السياسي، الأمني، والإنسانى فى المنطقة.
وقد أثر ذلك فى تعقيد العلاقات الدولية بالشرق الأوسط، فاضطرت بعض الدول الإقليمية إلى إعادة النظر فى مواقفها وتحالفاتها، ودعمت العديد من الدول المقاومة، فى حين سعت دول أخرى، مثل مصر وقطر، للوساطة لوقف إطلاق النار.
ومن اللافت بعد مرور عام على «طوفان الأقصى»، أن إسرائيل غيّرت بشكل واضح نمط حربها فى مواجهة الفصائل الفلسطينية، وخاصة حركة حماس، كما طوّرت إسرائيل تقنياتها فى الحرب السيبرانية، مستهدفة الشبكات الإلكترونية لحماس لتعطيل اتصالاتها وشل قدراتها اللوجستية، هذا بالإضافة إلى تكثيف حملات الاغتيالات المركزة ضد قادة الصف الأول فى التنظيمات، مثل اغتيال هنية ونصر الله وغيرهما، وقد أثّرت هذه التغييرات على طبيعة الصراع، حيث أصبحت الحرب أكثر شمولية وتدميرية.
وفى هذا السياق أكد عدد من الخبراء ل»الأخبار» أن طوفان الأقصى وما تلاه من أحداث كان له العديد من التداعيات بالمنطقة والتى أصبحت على شفا تطبيقات سيناريو «الحرب الشاملة»، وأن «حماس» رغم نجاحها فى عنصر المفاجأة واختراق الردع الإسرائيلي، إلا أن تحركاتها كبدتها خسائر كبيرة سياسيا وعسكريا.
وعما حققته حماس وما أخفقت فيه خلال هذا العام، أكدت د. إيمان زهران، أستاذ العلوم السياسية، أن كافة انتصارات حركة المقاومة الفلسطينية تتمثل فى «عنصر المفاجأة»، وإرباك نظرية «الردع الاستراتيجي» عند مباغتة جيش الاحتلال، ومحاولاتها لإعادة تعريف مدى المقاومة، ومن ثم إعادة ترتيب أولوية القضية الفلسطينية على أجندة النظام الدولى، فالأمر كله لا يتعدى كونها حركت المياه الراكدة بالقضية الفلسطينية، على المستوى الإعلامى والسيكولوجى لدى قادة وشعوب العالم، وإعادة الحديث حول حتمية فصل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967، فضلا عن امتلاكها ورقة الرهائن لمقايضة الموقف السياسي، لكن واقعيًا أخفقت «حماس» فى جوانب أخرى؛ تحركاتها لم تتسم بالبعد الاستشرافى لرد فعل «نتنياهو»، وكان عليها أن تتلمس الخطوات الأولى فيما بعد عملية «السيوف الحديدية الإسرائيلية»، وتُبدى المرونة فى إنجاز المرئيات المصرية عبر وساطتها لإنهاء الصراع..
وأضافت فى تصريحات خاصة ل»الأخبار» أن حركة حماس إن كانت نجحت فى عنصر المباغتة، إلا أن تحركاتها التى اعتمدت على نظرية -الكر والفر- كبدتها خسائر فادحة سياسيا وعسكريا، فعلى المستوى السياسي، نتيجة لتعنتها فى المفاوضات السياسية التى تجرى عبر وساطة القاهرة وشركائنا بالإقليم، باتت عنصرًا يرغب العديد فى استبعاده من عملية المفاوضات على أن تتم فى إطار فلسطينى وطنى يحمل أجندة موحدة، فضلا عن أن كونها أصبحت ملاحقة من جانب إسرائيل وأمريكا وأطراف دولية قد تدفع باستبعادها بشكل كامل من أى تسوية سياسية مُقبلة، وعلى المستوى العسكري، هناك إضرار كبير بالبنية التحتية، وقدراتها وأفرادها جراء الضربات العسكرية الواسعة على القطاع، رغم محاولاتها إخفاء الأصول رغبة منها فى إعادة تشكيل قوى للحركة فيما بعد غزة.. وعن تداعيات الحرب على المنطقة، أوضحت «زهران» أن الحرب القائمة أفرزت العديد من التداعيات بالمنطقة، والتى أصبحت على شفا تطبيقات سيناريو «الحرب الشاملة»، استنادا إلى عدة تحديات، أبرزها نوعية الحرب، فضلًا عن إعادة النظر فى نمط «تحالفات الإقليم»، بالإضافة لإشكالية الاستدامة فيما يُعرف ب «الاتفاقية الإبراهيمية»، وموقف «محور السلام».
وحول التقدم الإسرائيلى فى استخدام تكنولوجيا الحرب وتأثيره فى شكل الحروب المستقبلية، أكدت أن هناك ثمة انتقال نوعى بمسارات التصعيد الحالى لإسرائيل، خاصة وأنه اختلف فى سياقه وآلياته عن مجرد المناورات والمناوشات التقليدية المتبادلة مع الخصوم، فأصبح العنصر التكنولوجى واختراق أجهزة الاتصالات إحدى الآليات الجديدة لإضعاف الخصوم.
من جانبه أكد أحمد سلطان، الباحث فى الشئون الدولية، أن ما حدث فى 7 أكتوبر كان زلزالًا استراتيجيًا لأنه أخل بالتوازنات القائمة فى المنطقة، وأدى لانهيار نظرية الأمن القومى الصهيونى التى تلتزم أمريكا بتوفيره، ورغم النجاحات الاستخبارية التكتيكية التى حققها كيان الاحتلال منذ بداية الحرب للرد على طوفان الأقصى إلا أنها لا تُخفى الفشل الاستراتيجى للاستخبارات الإسرائيلية، منذ 7 أكتوبر، ومن هذا الفشل التعجل فى استخدام سلاح «البيجر» قبل المواجهة الحاسمة مع حزب الله، حيث كان «نتنياهو» يخطط لصدمة استراتيجية فى قلب الحزب ليتباهى بهذه الضربة ويوظفها لزيادة شعبيته على حساب مصالح الأمن القومى الصهيوني، وهو ما أهدر سنوات من العمل الاستخباراتى السرى والمعقد فى وقت مبكر للغاية.. وأضاف أن الحرب الحالية هى جزء من إعادة رسم خريطة النفوذ بالمنطقة، حيث تريد الولايات المتحدة التركيز الفترة المقبلة على الصراع الجيواستراتيحى مع الصين وروسيا، ولذلك يجب الانتهاء من المنطقة العربية أولًا، وبعد ما حدث فى 7 أكتوبر كان لابد من إعادة تهيئة المنطقة وإضعاف كل القوى المسلحة فيها ومنع إعادة تشكيلها، وبالتالى أطلقت الحملات العسكرية فى غزة ولبنان وبالتالى لن تكون حربا محدودة كما صرحت إسرائيل والولايات المتحدة.
فيما أكد د. طارق البرديسي، خبير العلاقات الدولية، أن ما حدث على مدار عام، وإسقاط الهيبة الإسرائيلية فى غزة والتى حاولت استعادتها من خلال عملياتها العسكرية فى غزة ولبنان، لا يمكن أن نعتبر ذلك نهاية بل بداية وهذا منطق الأشياء، فالغرب وفى مقدمتهم الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبى هم من ضمنوا لإسرائيل تفوقها العسكرى والاستخبارى منذ بداية ردها على مفاجأة طوفان الأقصى وحتى اليوم، لأنهم يعتبرون إسرائيل موطأ قدمهم فى الشرق الأوسط وقاعدتهم المتقدمة، والعلاقة بينهم لم تكن أبداً تحالفاً بل اندماجاً سياسياً وتوحداً إستراتيجياً، فالغرب وإسرائيل وجهان لعملة الاستعمار الواحدة.
وأضاف أن الاحتلال الإسرائيلى يتبع سياسة توسعية إجرامية خلال حروبه فى المنطقة، من خلال الدعم الأمريكى اللامحدود ولولا هذه الحماية الأمريكية ما كان هذا الاستعلاء والتعنت الإسرائيلى وكأنها دولة مستثناة من الضوابط والقانون الدولي.
وفى سياق آخر أكد المحلل السياسى والعسكرى السوري، محمد صالح الفتيح، أن حرب غزة تختلف كليًا عن العمليات الحربية غير المتناظرة المعروفة عبر التاريخ، واستخدام الذكاء الاصطناعى من قبل إسرائيل قوض العديد من التكتيكات التى راهنت عليها لعقود الجماعات المسلحة غير النظامية، ولعل أكثرها شيوعاً زرع العبوات المفخخة وهذا ما استخدم بفعالية كبيرة فى حرب لبنان 2006، وفى حروب غزة المختلفة، ولكن فى حرب غزة الأخيرة على مدار العام الماضى انخفضت فعالية هذا التكتيك بشكل كبير، رغم سقوط عشرات الجنود الإسرائيليين فى مواقع مفخخة.
وأضاف أن حجم العبوات الناسفة التى نشرتها «حماس» الفرقة 162 وحدها وهى واحدة من حوالى 10 فرق تناوبت على العمل فى غزة، تعاملت مع 95 ألف موقع مفخخ فى غزة، منها 14 ألفا فى منطقة رفح وحدها، وإذا كان قد وقع انفجار ل1% فقط من هذه المواقع بالجنود الإسرائيليين لقتل قرابة الألف فقط عبر العبوات الناسفة، وهذا الرقم يخص فرقة واحدة وهى فرقة دبابات وليست فرقة مشاة أو فرقة هندسية ممن تُكلف عادةً بهذه المهام، مشيرًا إلى أن إسرائيل تستفيد بشكل كبير من الأبحاث الأمريكية فى هذا المجال، فضلاً عن أبحاثها الخاصة.
وحذر «الفتيح» مما سماه ظاهرة «كى الوعي» التى يمارسها بعض المثقفين بعد حرب غزة مستغلين الأحداث التى تمر بها المنطقة، للترويج لنموذج «حماس» كحركة مقاومة مسلحة لتكون هناك حركات مسلحة مشابهة بديلة للجيوش النظامية، مشيرًا إلى أن بداية هذه الظاهرة كانت بعد الانسحاب الإسرائيلى من لبنان عام 2000، ثم الفشل الإسرائيلى فى حرب 2006، وحروب غزة المختلفة، ظهر بعد كل تلك الحروب فى العالم العربى من يروج لنموذج «الميليشيا» أو التنظيمات المسلحة أو المقاومة المسلحة كبديل للجيوش النظامية للدول، وحجة هؤلاء أن هؤلاء المقاتلين وباستخدام أسلحة منخفضة التكلفة، نجحت فى هزيمة إسرائيل عسكرياً، بينما فشل فى ذلك جيوش نظامية.
◄ 100 مليار دولار فاتورة الحرب.. وانهيار وهم القبة الحديدية
■ كتب: إسلام الراجحي
أكد الخبراء العسكريون أن خسائر الجيش الإسرائيلى متعددة منذ 7 اكتوبر الماضى، وأضافوا ان على رأس الخسائر اهتزاز الثقة بين الشعب الاسرائيلى وجيشه وانهيار وهم القبة الحديدية وظهور ضعف إسرائيل فى استعادة الرهائن المحتجزة حتى الآن، وأوضحوا ان هناك خسائر استراتيجية تكبدتها إسرائيل حيث تجاوزت فاتورة الحرب 100 مليار دولار.. فى البداية
أكد اللواء د. محمد الغبارى مدير كلية الدفاع الوطنى الأسبق ان خسائر إسرائيل منذ 7 اكتوبر متعددة و يأتى فى مقدمتها انعدام الثقة بين الشعب الإسرائيلى وجيشه بعدما تأكد ان الجيش ليس لديه القدرة الدفاعية على حمايتهم ، واضاف ان ما حدث من مواجهة عناصر المقاومة لفرقة مشاة إسرائيلية يؤكد ان مستوى التدريب متدنٍ والفارق هو الدعم الأمريكى لهم ، وأشار إلى ان من ضمن الخسائر ايضا حالة التعبئة التى لجأ إليها الجيش الإسرائيلى والتى كلفته اقتصاديا خسائر مالية كبرى لأنه دخل فى حرب طويلة الأمد على عكس ما يقوم به من ضربات سريعة تستمر لمدة ايام فقط بالإضافة إلى سقوط اسطورة القبة الحديدية التى روجت لها إسرائيل بأنها حصن منيع لا يستطيع أحد اختراقه فصواريخ وقذائف المقاومة أسقطت كل هذا الوهم ثم استكمل الحوثيون و ايران لتعلن ان القبة الحديدية بها خلل جسيم و لا تستطيع توفير الأمان للشعب الاسرائيلى.. واضاف مدير كلية الدفاع الوطنى الأسبق ان الخسائر الاستراتيجية عالية للغاية فهى اثرت على عودة 100 الف مهاجر وهو ما يكلف إسرائيل الكثير من الدعم متمثلا فى انفاق مادى ، كما ان موسم السياحة تأثر و انعدمت الرحلات وهو ما كبد الاقتصاد الإسرائيلى كثيراً، ناهيك عن الانفاق العسكرى على الجنود الذين تم استدعاؤهم.
من جانبه قال العميد حاتم صابر خبير مكافحة الإرهاب الدولى ان الحرب اثرت بشكل كبير على اقتصاد تل أبيب وتسببت فى خسائر مالية فاضحة قد تصل إلى انهيار الاقتصاد الإسرائيلى، و لم تنجح محاولات الدعم المالى والعسكرى من قبل أمريكا فى انعاش الاقتصاد الإسرائيلى أو تحقيق نصر فى هذه المعركة، و أشار إلى ان الاقتصاد الإسرائيلى مع بدء الحرب اصيب بشلل تام مما انعكس على ركود تام فى بعض القطاعات و على رأسها البناء والتشييد والعقارات ما سبب خوفا و رعبا مما اثر على خريطة العمران، كما ان السياحة انعدمت تماما بسبب سوء الظروف الأمنية والخوف من توجيه المقاومة الفلسطينية ضربات اخرى جديدة، و امتد ذلك الشلل إلى المجال الزراعى ايضا مما اثر بشكل كبير على بعض مخازن السلع الاستراتيجية مما أدى فى النهاية إلى زيادة العجز من الناتج المحلى ليرتفع عن 6.6% وسط تعتيم اسرائيلى على هذا الانهيار الحاد.
واشار العميد حاتم إلى ان الخسائر المالية المبدئية تجاوزت اكثر من 100 مليار دولار منذ اندلاع الحرب على حسب إفادات منظمات محلية داخل إسرائيل، وأضاف ان الفاتورة سوف ترتفع مجدداً خاصة مع استدعاء إسرائيل المستمر لجنود الاحتياط وهو ما سوف يكلفهم ماديا بالإضافة إلى اخلاء الآلاف من منازلهم خوفا من استهدافهم بشكل مباشر، وأوضح انه مع اندلاع الحرب علّقت عشرات من شركات الطيران العالمية عملها فى إسرائيل تم الغاء مئات الرحلات اليومية فانخفضت أعداد الركاب المسافرين من 10 ملايين فى عام 2023 الى 4 ملايين بعد اندلاع الحرب .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.