"رفاعة بن بدوي بن علي بن محمد بن علي بن رافع"، يلحقون نسبهم بمحمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحُسين بن فاطمة الزهراء، من قادة النهضة العلمية في مصر في عهد محمد علي باشا. لم يكن رفاعة الطهطاوي طالب علم أو وافد إلى القاهرة فقط، بل بمرور السنوات أصبح عالم وعلامة بين جدران الأزهر، يبث النور في أرجاء الوطن العربي بأكمله، إنه رفاعة الطهطاوي. قال عنه الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، " كان شخصًا نجيبًا، وعندما جاء للقاهرة والتحق بالأزهر مكث 6 سنوات، ثم أصبح متصدرًا للدرس، ولد عام 1801 ومات 1873 وعمره 72 عاماً، وكان لديه رحلة العطاء خلال 72 سنة، فعندما جاء القاهرة ودخل الأزهر ودرس فيه اختص بالشيخ حسن العطار الذى أصبح بعد ذلك شيخاً للأزهر". وأشار عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إلى أن حسن العطار كان والده عطارًا وفقير الحال ولكنه كان في منتهى الذكاء وكان متوجهًا للمعرفة البشرية، وما الذى وصل إليه البشر والحقائق العلمية، لذلك نجده جلس مع الفرنسيين ليستنبط منهم سر ما وصلوا إليه من قوة استطاعوا معها دخول البلاد. وقال " إن رفاعة الطهطاوي درس على يد حسن العطار، وعندما جاء محمد علي باشا وحكم مصر، حثه حسن العطار أن يرسل البعثات العلمية، ثم اتفق مع باريس على إرسال بعثات إليها، وبالفعل تم إرسال بعثات إلى باريس". وأوضح الدكتور علي جمعة، أن حسن العطار طلب من محمد علي باشا أن يرسل مع البعثات أزهريين، لتجد البعثات من يقيم لهم الصلاة ويلجئون له في معرفة الأحكام، ورشح رفاعة الطهطاوي، وقال لرفاعة "اكتب لى كل شيء عن فرنسا". وأكد الدكتور علي جمعة، " إن مشروع التجديد عند رفاعة الطهطاوى، تمثل في قضية رؤية الآخر، والترجمة، وإصدار الوقائع المصرية، وتنظيم مسألة الآثار، والاهتمام بها، بل إن له كتاب اسمه "القول السديد في الاجتهاد والتجديد"". في15 أكتوبر1801، ولد رفاعة الطهطاوي في مدينة طهطا محافظة سوهاج بصعيد مصر، ونشأ في أسرة كريمة الأصل شريفة النسب، فأبوه ينتهي نسبه إلى الحسين بن علي بن أبي طالب، وأمه فاطمة بنت الشيخ أحمد الفرغلي، ينتهي نسبها إلى قبيل الخزرج الأنصارية. ولقى رفاعة عناية من أبيه، بالرغم من تنقله بين عدة بلاد في صعيد مصر، فحفظ القرآن الكريم، وعندما بلغ رفاعة السادسة عشرة من عمره التحق بالأزهر وذلك في سنة «1232ه 1817م» وأمضى ست سنوات، جلس للتدريس فيه سنة «1237 ه - 1821م» وهو في الحادية والعشرين من عمره. والتف حوله الطلبة يتلقون منه علوم المنطق والحديث والبلاغة والعروض، وكانت له طريقة آسرة في الشرح، جعلت الطلبة يتعلقون به ويقبلون على درسه، وأهم أستاذ تتلمذ على يديه رفاعة الطهطاوي، هو الشيخ حسن العطار الذي تولى مشيخة الأزهر سنة 1246ه. وكان رفاعة الطهطاوي واحدًا من العلماء الثلاثة الذين رشحتهم الحكومة المصرية للسفر إلى فرنسا لداسة العلوم والمعارف الإنسانية، في الإدارة والهندسة والحربية، والكيمياء، والطب البشرى والبيطري، وعلوم البحرية، والزراعة والعمارة والمعادن والتاريخ الطبيعي، بالإضافة إلى هذه التخصصات يدرسون جميعًا اللغة والحساب والرسم والتاريخ والجغرافيا. كان رفاعة الطهطاوي يأمل في إنشاء مدرسة عليا لتعليم اللغات الأجنبية، وإعداد طبقة من المترجمين المجيدين يقومون بترجمة ما تنتفع به الدولة من كتب الغرب، وتقدم باقتراحه إلى محمد علي، ونجح في إقناعه بإنشاء مدرسة للمترجمين عرفت بمدرسة الألسن،و مدة الدراسة بها خمس سنوات قد تزيد إلى ست، وافتتحت المدرسة بالقاهرة سنة 1251 ه - 1835م. تولى رفاعة الطهطاوي نظارتها، وكانت تضم فصولاً لتدريس اللغة الفرنسية والانجليزية والايطالية والتركية والفارسية إلى جانب الهندسة والجبر والتاريخ والجغرافيا والشريعة الإسلامية، وقد بذل رفاعة جهداً عظيماً في إدارة المدرسة، وكان يعمل فيها عمل أصحاب الرسالات ولا يتقيد بالمواعيد المحددة للدراسة. ولم يكتف رفاعة بهذه الأعمال العظيمة، فسعى إلى إنجاز أول مشروع لإحياء التراث العربي الإسلامي، ونجح في إقناع الحكومة بطبع عدة كتب من عيون التراث العربي على نفقتها، مثل تفسير القرآن للفخر الرازي المعروف بمفاتيح الغيب، ومعاهد التنصيص على شواهد التلخيص في البلاغة، وخزانة الأدب للبغدادي، ومقامات الحريري، وغير ذلك من الكتب التى كانت نادرة الوجود في ذلك الوقت وأنشأ مكاتب محو الأمية لنشر العلم بين الناس. وعاود عمله في الترجمة «المعاصرة»، ودفع مطبعة بولاق لنشر أمهات كتب التراث العربي «الأصالة»،.. وقضى رفاعة فترة حافلة، أخرى من العمل الجامع بين الأصالة والمعاصرة . المصدر مركز معلومات أخبار اليوم