تلقيت عدة رسائل من أصدقاء وزملاء تحمل صورتى داخل قاعة وخلفى يظهر الصديق العزيز نشأت الديهى والحزن بوجهه والدموع تذرف من عينيه ، ورغم أن هذا حال معظم من بالصورة لكن البعض اتخذها ذريعة للتهكم على نشأت، وبعضهم اتسم بالموضوعية سائلا عن سبب البكاء والتأثر الشديد، واكتشفت أن الصورة للأسف ترند بالسوشيال ميديا ومثار هجوم على الديهى ومن بالصورة !! لن أتحدث عن الإعلامى نشأت الديهى كشخص على سجيته، طيب القلب رقيق الطبع بسيط المعشر قوى الشكيمة فى وطنيته، لكن أشرح سبب تأثر الجميع عله يهدى القاسية قلوبهم ومن تاهت بوصلتهم أو أصابتهم سهام مسمومة تسعى لزعزعة ثقة المواطنين وانتمائهم لوطنهم، فقد كنا نشهد تكريم أسر الشهداء ونستمع لقصص بطولاتهم بحضور السيد الرئيس وكبار قيادات الدولة والجيش، وهى الاحتفالات التى تذرف فيها دموعنا مهما حاولنا إمساكها. ففى تلك الاحتفالات نلمس الوجه الحقيقى لعظمة الوطن وطيبة وشجاعة وانتماء أبنائه، أبطال قدموا أرواحهم هينة لأجل استقرار وطنهم وأمن ذويهم، وأسر مكلومة أصابها القدر وحب الوطن فى أعز ما يملكون من أبناء فى ريعان الشباب، وأزواج تركوا أسرهم وأبناءهم غير عابئين بما سيواجهون بعدهم ، فالأهم أداء مهمتهم دفاعا عن تراب بلدهم، وكم أوجعتنا قوة ومثابرة أم تقف ثابتة تروى كيف استشهد ابنها، لكنها تتعزى بما يرويه زملاؤه من إقدامه وشجاعته وفوزه عليهم فى التسابق للشهادة! ولن أنسى زوجة شهيد وقفت تروى كيف ينفطر قلبها وهى ترى صغيرهما فى الأعياد وصلاة الجمعة يخرج من المسجد وحيدا دامعا وأقرانه يخرجون معانقين آباءهم متشابكى الأيدى، فلولا أبوه البطل ما نعموا بتلك اللحظة، وأم تشرح كيف استشهد ابنها قبل زفافه بساعات، ذهب لوحدته رافضا البقاء لحين عرسه استجابة لنداء الواجب المقدس صونا للوطن، وغيرها الكثير من قصص بطولية فذة. أعتقد أن من يبخل بدمعة حزن ووخزة بالقلب مشاركة لتلك الأسر فقلبه كالحجارة بل أشد قسوة ، فما بالنا بمن يتهكم على تلك البطولات وأبطالها الخالدين ؟!! تلك قصة دموعنا والديهى لعلكم تهتدون ، وتهدأون!!