بالفعل تغيَّرت شخصية حسام حسن إلى الأفضل بطبيعة الحال.. واستفدنا من روحه القتالية العالية التى بثّها فى اللاعبين خاصة الشباب الذين دفع بهم منذ توليه مسئولية المنتخب فى فبراير الماضى.. محمود صابر الذى حلَّ بديلًا لدونجا المصاب قبل ساعات من لقاء موريتانيا «أمس الأول»، فوجئ به الجميع يُشارك من بداية المباراة، وأجاد وشكر المدير الفنى على منحه الفرصة وإعطائه الثقة، مؤكدًا أنه سيكون جديرًا بها، وكذلك أحمد عيد الذى حلَّ مكان محمد هانى فى الجهة الدفاعية اليمنى، وقام بأدوار هجومية مميزة فى الشوط الأول على الرغم من عدم الاستفادة من عرضياته.. من أوجه التغيير فى شخصية العميد سياسة احتضانه للنجوم الكبار.. محمد صلاح وتريزيجيه وزيزو ومرموش، وأشاد بهم فى المؤتمر الصحفى لمساعدتهم له فى الملعب وخارجه بتوجيه زملائهم وبث روح الوطن فى الجميع.. وقد كانت حالة صلاح بعد خروجه من الملعب معبرةً عن ارتياحه فى التعامل مع المدرب الوطنى بعد استبداله.. ومع كل هذا ما لم نكن مقتنعين بالقدر الكافى بأداء الفريق فى الشوط الأول الذى انتهى سلبيًا رغم وفرة الفرص الضائعة من الكثيرين ومنهم النجم العالمى صلاح.. وقد اختلفت الآراء حول التشكيلة التى بدأ بها حسام وجلوس مصطفى محمد على دكة البدلاء وهو المهاجم الوحيد الصريح، ولا يوجد له بديل كفء حتى أن حسام أشرك أسامة فيصل فى مباراة بتسوانا لإصابة مصطفى.. ومرموش ليس مهاجمًا، ولكنه جناح أيسر وقد عاد لمكانه بعد نزول مصطفى، فاعتدل ميزان التشكيل بدخول تريزيجيه للوسط.. ومع هذا جاء الهدفان من مهارات فردية لتريزيجيه وصلاح، وإن كان الهدف الثانى من تمريرة رائعة عرضية من مروان عطية إلى حمدى فتحى.. لم يُخفِ المدير الفنى قلقه من لقاء العودة - بعد غدٍ «الثلاثاء» فى نواكشوط العاصمة فى ملعب مُزعج كونه مغطى بنجيل صناعى وضيق المساحة بين الجماهير وأرضية الاستاد، وما يُمثّله هذا من ضغطٍ على الفريق الضيف، إلى جانب الأداء شبه الخشن الذى شهدناه من الضيوف فى استاد القاهرة.، وما قد يتسبّب فى إصابات للاعبينا.. من هنا تحدّث البعض عن طلب بعض النجوم عدم السفر إلى نواكشوط خوفًا من تعرضهم للإصابة.. خصوصًا لاعبى الأهلى والزمالك الذين يستعدون للقاء السوبر المصرى فى الإمارات اعتبارًا من 20 أكتوبر. وقال صلاح إنه سيحاول إيجاد حل لهذه المشكلة فى الساعات القادمة على أمل أن يكونوا مع البعثة وأن يتم الدفع بهم عند الضرورة، لأن تصدر مصر للمجموعة بالعلامة الكاملة «تسع نقاط»، قد يُسهل المهمة إلى حد كبير فى التأهل للنهائيات الإفريقية، على أن يكون التعادل هناك الحد الأدنى المقبول منهم.. على اعتبار أن الوصول للنقطة 12 كفيل بالتأهل، فمازال لدينا مباراتان إحداهما فى مصر مع بتسوانا والفوز فيها شبه مضمون، وإن كانت الأخيرة قد حقّقت مفاجأة بالفوز على الرأس الأخضر أحد الفرق المرشحة للصعود.. بقى أن يظل الجميع على قلب رجل واحد خلف المنتخب حتى التأهل لأمم إفريقيا وكأس العالم لنحقق الحلم من جديد مع مدرب وطنى بمعنى الكلمة.