عواصم - وكالات الأنباء: واصل حزب الله وجيش الاحتلال تبادل الضربات على الحدود اللبنانية مع الأراضى الفلسطينية المحتلة، فيما ارتفعت حصيلة الضحايا إلى 2119 شهيدًا و10 آلاف و19 مصابًا منذ بدء العدوان الإسرائيلى على لبنان. بدوره، أطلق «حزب الله» صواريخ باتجاه إسرائيل أمس، مؤكدًا تصديه لمحاولات تسلل برية لقواتها فى جنوبلبنان، غداة تحذير رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو من إلحاق دمار فى لبنان يشبه ما تعرض له قطاع غزة. وقال الحزب فى بيان إن مقاتليه فجروا عبوة ناسفة بقوة من جنود العدو واشتبكوا معها لدى محاولتها التسلل إلى بلدة بليدا. وفى بيان لاحق، أكد أن عناصره استهدفوا قوة إسرائيلية «بقذائف المدفعية والأسلحة الصاروخية لدى محاولتها التقدم فجر أمس باتجاه منطقة اللبونة فى جنوب غرب البلاد»، مضيفًا: «قصفنا تجمعًا لجنود العدو جنوب مارون الراس برشقة صاروخية وكذلك بلدة ميس الجبل». من جانبه، قال جيش الاحتلال أمس إن قواته تواصل عملياتها فى جنوبلبنان وقطاع غزة، حيث استهدف سلاح الجو أكثر من 230 هدفًا على مدار ال 24 ساعة الأخيرة. وأوضح فى بيانات متلاحقة أن دفاعاته الجوية اعترضت عددًا من الصواريخ بينما سقط عدد منها فى كريات شمونة ومحيطها بإصبع الجليل عقب رصد تسلل طائرة مسيرة. وأشارت تقارير إعلامية الى مقتل شخصين فى كريات شمونة إثر سقوط صواريخ حزب الله. وبحسب القناة 12 الإسرائيلية، أصيب شموئيل بوخاريس مستشار وزير المالية الإسرائيلى بتسلئيل سموتريتش فى معارك جنوبلبنان لكن حالته مستقرة. كما أكد جيش الاحتلال أيضا إصابة عدد من جنوده بجروح خطيرة فى المعارك نفسها. وزعم جيش الاحتلال أمس اعتراض مقذوفين أطلقا من لبنان بعد دوى صفارات الإنذار فى مناطق ساحلية عدة جنوب مدينة حيفا. كما أطلقت صفارات الإنذار فى مناطق أخرى شمال الأراضى المحتلة. وأعلن الجيش أول أمس أنه رصد إطلاق حزب الله نحو 180 مقذوفًا لا سيما فى اتجاه حيفا ومناطق شمال البلاد. وقال وزير الطاقة الإسرائيلى إيلى كوهين إن جنودا إسرائيليين احتلوا قرية مارون الراس فى جنوبلبنان، ونشر صورة للعلم الإسرائيلى مرفوعًا على أنقاض حديقة إيران فى الضواحى الجنوبية للقرية. وتواصل عدوان الاحتلال الإسرائيلي، مساء أمس الأول، على عدة مناطق لبنانية، ما أسفر عن وقوع العشرات من الشهداء والجرحى، وتدمير واسع فى المبانى والمنشآت والبنية التحتية. وتجددت غارات الاحتلال على الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت، فى مناطق حارة حريك والرويس والكفاءات والليلكى وبرج البراجنة ما تسبب بانهيار أربعة مبان سكنية متلاصقة فى منطقة برج البراجنة. كما زعم جيش الاحتلال أيضًا، أول أمس، عثوره على نفق تابع لحزب الله اللبناني، طوله 10 أمتار ويمتد من لبنان إلى داخل الأراضى المحتلة بالقرب من مستوطنة زرعيت. وسارعت شركة «شڤرون» المسئولة عن تشغيل حقل ليفياثان للغاز، إلى تأكيد أن الحقل كان هو المستهدف فى الرشقة الصاروخية الأخيرة لحزب الله على الكرمل وحيفا، بحسب صحيفة يديعوت أحرونوت، مشيرة إلى تفعيل إجراءات خاصة فى أعقاب الاستهداف. وفيما حذر رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو الشعب اللبنانى من أنهم يواجهون الوقوع فى هاوية حرب طويلة مع تصعيد تل أبيب هجومها على لبنان، أعلن مسئول كبير فى حزب الله أمس الأول دعم الحزب الجهود الرامية إلى التوصل إلى وقف لإطلاق النار فى لبنان، وهى المرة الأولى التى تؤيد فيها الجماعة علنًا هدنة ولم تشترطها بوقف الحرب فى غزة، وفقًا ل«سى إن إن». كانت القناة 12 الإسرائيلية نقلت عن زعيم المعارضة يائير لابيد قوله إن الولاياتالمتحدة أبلغته قبل اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله أنها أبرمت مع نتنياهو وقف إطلاق نار فى لبنان لمدة ثلاثة أسابيع. وأضاف: «نحن فى أفضل وضع بشأن لبنان منذ 8 أكتوبر 2023 وهذا هو الوقت المناسب لتسوية سياسية». وجدد رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتى تأكيده أن المساعى العربية والدولية لا تزال مستمرة لوقف العدوان الإسرائيلى على لبنان، لكن تعنت الاحتلال والسعى لتحقيق ما يعتبره العدو مكاسب وانتصارات لا يزال يعوق نجاح هذه المساعي. وقال ميقاتي، فى بيان أمس: «أزمة النزوح من المناطق التى تتعرض للعدوان الإسرائيلى تشكل عنصر ضغط إضافيًا وملفًا طارئًا، تجنّدت الحكومة بكل طاقاتها وأجهزتها لمواجهته». فى الوقت نفسه، أكد مسئولون من الأممالمتحدة أن لبنان يشهد بالفعل نفس الأنماط وأساليب الحرب التى استخدمها الاحتلال فى غزة، محذرين من النزوح الجماعى بسبب شراسة الهجمات.