6 أكتوبر.. من منا يمكنه أن ينسى هذا اليوم العظيم فى تاريخ مصر!.. هذا اليوم الذى تحقق فيه النصر واستعادت فيه مصر كبرياءها وكرامتها ومكانتها وعزتها واستردت أرضها الغالية.. وبالرغم أننا نحتفل هذا العام بالذكرى الواحد وخمسين فإن الكلمات الخالدة التى جاءت فى خطاب النصر الذى ألقاه الرئيس الراحل أنور السادات فى مجلس الشعب بعد عشرة أيّام من بدء معركة الانتصار لا تزال مدوية نابضة حية بيننا.. فلنتذكر معًا بعضا هذه الكلمات الرائعة: «إن القوّات المُسلّحة المصريّة قامت بمعجزة على أى مقياس عسكري، لقد أعطت نفسها بالكامل لواجبها، استوعبت العصر كلّه، تدريبًا، وسلاحًا، بل وعِلمًا، واقتدارًا، وحين أصدرت لها الأمر أن ترد على استفزاز العدو، وأن تكبح جماح غروره، فإنها أثبتت نفسها. ا، بعد صدور الأمر لها، زمام المبادرة، وحققت مفاجأة للعدو، وأفقدته توازنه بحركتها السريعة، ولست أتجاوز إذا قُلت إن التاريخ العسكرى سوف يتوقّف طويلًا، بالفحص، والدرس، أمام عملية يوم السادس من أكتوبر سنة 73 حين تمكنت القوّات المُسلّحة المصريّة من اقتحام مانع قناة السويس الصعب، واجتياح خط بارليف المنيع، وإقامة رؤوس جسور لها على الضفة الشرقية من القناة، بعد أن أفقدت العدو توازنه، كما قُلت، فى ست ساعات.. فقد العدو المتغطرس توازنه إلى هذه اللحظة، واستعادت الأُمّة الجريحة شرفها، وتغيّرت الخريطة السياسية للشرق الأوسط، وإذا كنّا نقول ذلك اعتزازًا، وبعض الاعتزاز إيمان، فإن الواجب يقتضينا أن نسجّل من هنا، وباسم هذا الشعب، وباسم هذه الأُمّة، ثقتنا المُطلقة فى قوّاتنا المُسلّحة.. أقول باختصار، إن هذا الوطن يستطيع أن يطمئن، ويأمن بعد خوف، أنه قد أصبح له درع وسيف! كل عام ومصرنا منتصرة دائمًا!.