أحسب أنه من المهم أن ننتبه إلى حقيقة ثابتة ومؤكدة، توافقت عليها كل الرؤى والاجتهادات الخاصة بالبحث والمتابعة، فى المتغيرات والتطورات التى تطرأ على الدول والشعوب، خلال مراحل التحولات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التى تتعرض لها فى مسيرتها الوطنية، على طريق التنمية والتطوير والتحديث. وهو نفس الحال المشابه لما تمر به بلادنا الآن، فى سعيها الجاد للنهوض والتنمية وتغيير الواقع، فى محاولتها الحثيثة والجادة لإحداث نقلة نوعية إلى المستقبل الأفضل بإذن الله هذه الحقيقة تشير إلى دور فاعل ونشط للعامل النفسى لهذه المجتمعات وتلك الشعوب، يتأثر ويؤثر بالإيجاب أو السلب على مسيرتها وسعيها لتحقيق ما تهدف إليه وتعمل للوصول له. ومن أجل ذلك تعمل هذه الدول والشعوب فى مثل هذه الظروف المشابهة لما نمر به نحن، على تنشيط وتقوية الجهاز المناعى للدولة، والتركيز على الأسباب والدوافع والأفكار الداعمة للمعنويات العامة للمواطنين، ورفع حالة الوعى الجمعى المقاوم لدعاوى الإحباط واليأس لدى المواطنين. تلك قضية بالفة الأهمية يجب ان تكون واضحة فى أذهاننا الآن، بأكبر قدر من الوضوح، خاصة أننا نمر بمرحلة بالغة الأهمية والحساسية من مراحل النمو والتقدم والبناء، فى إطار السعى الهادف لتجاوز الواقع الذى يحيط بنا على المستوى الاقتصادى. وفى ذلك علينا أن ندرك ونثق أن التحديات التى نواجهها على المستوى الاقتصادى رغم ثقلها لن تكون أكبر من قدرة الشعب المصرى، وإننا قادرون بإذن الله على تجاوزها، بالعمل الجاد والجهد الصادق والأمين، وبالإصرار على النجاح والثقة بالله وبالنفس. ولكن هذا يتطلب منا جميعا عدم السماح للإحباط أو اليأس بالتسلل إلى نفوسنا بأى صورة، وعلينا أن نسعى لزراعة الأمل فى نفوس وعقول كل المواطنين، وان نؤمن بقدرتنا على تجاوز كل الصعاب والعقبات، والتغلب عليها وتحقيق ما نسعى إليه بقوة إرادتنا والوقوف معا صفا واحدا ويدا واحدة، واثقين من أن الله معنا يشد من أزرنا طالما صدقت النوايا وصلح العمل.