أول القصيدة فى الإصلاح هى طريقة التدريس بالمدارس؛ وليست المناهج التى يعاد توزيعها بمختلف المراحل التعليمية. ففى المرحلة الابتدائية ينبغى أن تركز طرق التدريس على تدريب التلاميذ على كيفية حل المشكلات البسيطة بإعمال الفكر الناقد، واستعير هنا تعبير الأديب الطبيب يوسف إدريس وهو «فقر الفكر» الذى تعانى منه مدارسنا؛ لأنه يتحول مستقبلًا إلى «فكر الفقر». المشكلة ليست أيهما أفضل لأبنائنا، العلوم الإنسانية أم العلوم التطبيقية، الكل يكمل بعضه؛ والعبرة بطرق تدريسه والاستفادة منه. لذلك أنزعج من الحملة شبه المنظمة للتقليل من العلوم الإنسانية التى تعود التلاميذ على اختلاف الرؤى بمختلف القضايا، وعدم التعصب للرأى الواحد فى أى قضية؛ ومن ثم نتخلص من ظاهرة التعصب والتطرف حتى فى التشجيع الكروى!!. المخيف والمزعج هو فكر الفقر الذى ينتظر من يتركون العملية التعليمية سداح مداح دون ضابط أو رابط. فالدول المتقدمة اقتصاديًا انطلقت من إصلاح نظم التربية والتعليم بها؛ وبالتالى انطلقت كالصاروخ فى مختلف المجالات. التحدى الأعظم الذى نتمنى أن يواجهه وزير التربية والتعليم قى المرحلة القادمة هو عودة التلاميذ للمدارس، وعقد دورات تدريبية للمعلمين الجدد فى كيفية التعامل تربويًا مع الطلاب، وخاصة فى مراحل الطفولة المبكرة، وإعادة علاقات التعامل الودى بين مجالس الآباء والقائمين على العملية التعليمية لصالح أبنائنا. لا يعقل أن يكون محل حسم الخلافات بين المعلمين وأولياء الأمور حول العملية التعليمية هو أقسام الشرطة والمحاكم فى ظل غياب الانعقاد الدورى لمجالس الآباء!! وجود مجالس الآباء وانعقادها المنتظم ليس رفاهية؛ بل هو أهم ما يميز البيئة المدرسية عن السناتر الخاصة وبلاويها.