تمكن فريق بحثى من أساتذة جامعة المنصورة من تنفيذ تجربة ناجحة لزراعة الأرز على سطح المياه باستخدام ألواح الفوم المضغوط فى المزارع السمكية، الأمر الذى فتح باب الأمل فى إتاحة زراعة الأرز لأكبر عددٍ من المزارعين مستقبلاً بما يحافظ على استمرار الريادة المصرية فى زراعة هذا المحصول الاستراتيجى ومواجهة تحدى ندرة المياه . التجربة قام بها فريق بحثى ضم كلاً من: الدكتور محمد نصر أستاذ فسيولوجيا النبات بكلية الزراعة بجامعة المنصورة والدكتور فتحى حوقه أستاذ الميكروبيولوجيا بالكلية والدكتور أحمد عطية يونس الباحث الزراعى المتفرغ. وقال عطية : إن» الدافع وراء التجربة هو التحدى الأكبر الذى يواجه الزراعة فى العالم كله وهو ندرة المياه خاصة للمحاصيل التى تستهلك كمياتٍ كبيرة، وفى مقدمتها : الأرز وإذا أضفنا لذلك مشكلة التغيرات المناخية وما يصاحبها من زيادة استهلاك المحاصيل المختلفة للمياه، بجانب زيادة الاستهلاك مع تزايد عدد السكان ، كان لا بد من استثمار التقدم التكنولوجى لمواجهة تلك المشكلة «. وأضاف: أنه تم البحث عن تكنولوجيا جديدة تسهم فى تحقيق هذا الهدف وزيادة المساحة المزروعة بالأرز فتمت تجربة زراعة الأرز على المسطحات المائية ب 3 مواقع بالمحافظة وهي: « المزرعة السمكية بمنطقة قلابشو وزيان «، و « حوض سمكى بقرية المقاطعة مركز السنبلاوين»، و»أحواض مائية على الأسطح بالمنصورة». واستُخدمت فى التجارب شرائح من الفوم المضغوط بسمك 5 سم مع عمل فتحات به بقطر 13 سم وتم إعداد بيئة زراعية من الطمى والكومبوست مع إضافة مخصبات حيوية مُستخرجة من كروش الحيوانات المذبوحة، كما تم التلقيح بالطحالب الخضراء المزرقة التى تعمل على تثبيت الآزوت والأوكسينات وحمض الاسكوبيك وفيتامين ب والتى تلعب دوراً مهماً فى نمو نبات الأرز . اقرأ أيضًا| الزراعة في أسبوع | خطة لمواجهة السحابة السوداء.. الأبرز علاقة الأرز والمياه والأسماك وأوضح عطية: أنه « تم الاعتماد فى البرامج التسميدية على العلاقة التعاونية بين نبات الأرز والمياه والأسماك، حيث تنتج الأسماك غاز الأمونيا من عمليات التمثيل الغذائى من بروتين الأعلاف والتى تتحول لنترات يستفيد منها نبات الأرز كسماد .. والمياه فى مزارع الأسماك يتم تخصيبها بالسماد العضوى لإنتاج الطحالب التى تتغذى عليها الأسماك .. والأرز يستفيد من الأسمدة العضوية الموجودة فى النبات وأيضاً الأسماك تتغذى على الطحالب المتكونة على جذور الأرز، والتى تعوق نموه .. وهذه العلاقة التكاملية أسهمت فى نجاح التجربة «. وأضاف: أنه « بعد حصاد النبات عقب مرور 120 يوماً على الزراعة تم تجفيف المحصول شمسياً وتم عمل القياسات اللازمة ، حيث تبين أن إنتاجية الفدان من الأرز الشعير صنف جيزا 178 فى قرية المقاطعة وصلت 3٫8 طن، فى حين وصلت فى المزرعة السمكية فى قلابشو 3.5 طن للفدان وأكد أن نتائج الدراسة أظهرت إمكانية زراعة الأرز على سطح الماء فى المزارع السمكية وإمكانية زراعته فى البحيرات، وطالب بتوفير التمويل اللازم لاستكمال الدراسات البحثية لزراعة الأرز فى العام القادم فى بحيرة المنزلة من خلال الفريق البحثى وبالتعاون مع وزارات الزراعة والرى والبيئة . سيلاج قش الأرز المائى وينتج عن الأرز الناتج بهذه التجربة، كميات كبيرة من قش الأرز، لها فائدة وقيمة اقتصادية كبرى، حيث قام الفريق البحثى بإعادة تجربة استخدامها فى إنتاج علف الحيوان خاصة فى ظل الفجوة العلفية الحالية التى تُقدر ب 4٫2 مليون طن مركبات غذائية مهضومة، لذلك فإنه بتصنيع السيلاج من قش الأرز المائى بإضافة المولاس واليوريا والأملاح المعدنية والفيتامينات أثناء التصنيع ثم كبسه وتغليفه بالبلاستيك باستخدام ماكينات خاصة لعمل بالات دائرية كبيرة ( 450 إلى 900 كيلو جرام ) للمزارع الكبيرة أو شيكارة بوزن يتراوح بين 50 إلى 100 كيلو جرام للمزارع الصغيرة، سيوفر آلاف الأطنان من الأعلاف الخضراء المتخمرة لتغذية الماشية .. وبذلك يتحقق زيادة حقيقية للثروة الحيوانية فى مصر تؤدى إلى زيادة إنتاجية اللحوم والألبان والحد من استيرادها من الخارج . إنتاج الوقود الحيوى وأشار إلى أنه توجد فى مصر آلاف الكيلومترات من المصارف والتى توجد فى بعضها نبات ورد النيل الذى ينمو على سطح الماء .. وباستزراع الأرز بدلاً من ورد النيل عليها فإنه يمكن عمل تنقية أولية لهذه المياه بامتصاص كثير من الملوثات الغازية والمعدنية بها، ثم استخدام المحصول الناتج من الأرز فى إنتاج الغاز الحيوى « البيو إيثانول» فى مخمراتٍ خاصة والذى يُستخدم الآن ضمن وقود الطائرات للحد من التلوث وتستورده مصر من الخارج. وطبقاً للتقديرات العلمية العالمية فإن 25 كيلو جراماً من الذرة أو الأرز تنتج 10٫2 لتر من البيو إيثانول وبالنسبة لقش الأرز الناتج فإنه يتم تخميره فى مخمرات خاصة لإنتاج الوقود الحيوى (البيوجاز) للاستخدامات المنزلية والحقلية.