وهكذا أُسدِل الستار على الشيخ حسن نصر الله.. بنهاية درامية متوقعة على يد العدو اللعين إسرائيل.. هذا السيناريو الدموى الأليم كان معلوما مسبقا بل ومؤكدا عاجلا أم آجلا.. فمَن منا يمكن أن يدخل فى معارك مع إسرائيل -خُفية وعلانية- ولا يحسب أن مصيره الأخير سيكون الاغتيال؟!.. فما بالك بالشيخ حسن نصر الله الذى كان يصول ويجول كل يوم والثانى بخطب حماسية مفوهة يهدد ويتوعد فيها هذا العدو اللدود؟!.. وحسن نصر الله هو الشخصية الكاريزمية السياسية والعسكرية البارزة فى لبنان وزعيم حزب الله، هذه الجماعة الشيعية المسلحة التى لعبت دورا كبيرا فى المشهد السياسى والعسكرى فى لبنان والمنطقة، ولا سيما فى الصراع مع إسرائيل التى حاولت اغتيال حسن نصر الله أكثر من مرة.. فلطالما وضعته فى قائمة الأهداف الرئيسية.. ويعتبر الصراع بين حزب الله وإسرائيل جزءا من النزاع الأوسع فى الشرق الأوسط.. وهو يعود لفترة الثمانينيات من القرن الماضى عندما تأسس حزب الله كردِّ فعل على الاجتياح الإسرائيلى للبنان فى عام 1982.. وعلى مر السنوات خاض حزب الله وإسرائيل عدة حروب ومواجهات عسكرية أبرزها حرب يوليو 2006.. وهو الحزب الذى يتمتع بدعم كبير من إيران ويعد قوة فاعلة فى السياسة اللبنانية.. وقد ظل موقف مصر تجاه حزب الله بشكل عام دقيقا وحذرا نظرًا لعلاقته الوثيقة بإيران التى تتنافس مع بعض القوى السُّنية فى المنطقة على النفوذ. وفى الوقت نفسه تركز مصر على استقرار المنطقة، خاصة لبنان، وقد دعت مرارا إلى تجنب المزيد من التصعيد بين حزب الله وإسرائيل.. على أى حال لقد تمت تصفية حسن نصر الله ورحل عن عالمنا، وإذا كنا نختلف مع مواقفه وقراراته ومعالجته للأمور فلا نستطيع اليوم إلا أن نترحَّم عليه، فكلنا بشر نخطئ ونصيب.. والسيناريو اليوم بات أكثر تعقيدا، وعلينا أن ننتظر لنرى فصولا جديدة فى المشهد السياسى الملتهب فى المنطقة!