نشاط دبلوماسى مكثف أجراه وزير الخارجية والهجرة د.بدر عبد العاطى فى أروقة المحفل الدولى الأكبر سنويًا، الجمعية العامة للأمم المتحدة فى دورتها التاسعة والسبعين. وكان عنوان الاجتماعات واللقاءات المكثفة التى شارك بها هو تأكيد الرؤية المصرية تجاه قضايا الشرق الأوسط، الذى يشهد تصعيدًا غير مسبوق، والحث على تدخل دولى يوقف القتال فى فلسطينولبنان، فضلا عن تعزيز العلاقات الثنائية المصرية مع عشرات الدول والمؤسسات التى التقاها وزير الخارجية. وعلى مدار 5 أيام، التقى د.بدر عبد العاطى على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة فى نيويورك، وزراء خارجية 55 دولة أى ما يعادل نحو 30% من دول العالم، فضلا عن رؤساء دول وحكومات 10 دول، وعقد 20 اجتماعًا مع مسئولين أمميين وقادة ومبعوثى منظمات إقليمية ودولية، إلى جانب المشاركة فى أكثر من 20 اجتماعًا وزاريًا تنسيقيًا لمنظمات ومجموعات عمل عربية وإقليمية ودولية. الرسالة المصرية كانت واضحة بالتحذير مجددًا من عواقب التصعيد فى المنطقة، وهو ما أكد عليه وزير الخارجية فى جلسة مجلس الأمن بشأن لبنان، محملا المجتمع الدولى مسئولية اتساع دائرة الصراع إلى لبنان، بعد عام من عجز مجلس الأمن عن إيقاف الحرب فى قطاع غزة. بدا الموقف المصرى واضحًا فى تحميل إسرائيل مسئولية دفع المنطقة إلى حرب شاملة، وما ستؤدى إليه من تبعات خطيرة على مستقبل الشرق الأوسط، وهو الموقف المشترك الذى خرج به اجتماع وزراء خارجية مصر والعراق والأردن. وجدد وزير الخارجية تحذيرات مصر من الخطط الإسرائيلية لجعل الحياة فى قطاع غزة مستحيلة، خاصة فى ظل تدمير العدوان أكثر من 90% من المنشآت السكنية فى القطاع، فضلا عن انتهاك القانون الدولى وعدم تحمل تل أبيب مسئولية المدنيين باعتبارها القوة القائمة بالاحتلال. التنسيق العربى والإسلامى لتوحيد المواقف لدعم الشعب الفلسطينى كان قائمًا فى أكثر من اجتماع لوزراء خارجية المجموعتين العربية والإسلامية المعنية بالحرب فى قطاع غزة، فضلا عن اجتماع لوزراء خارجية مجموعة دول عدم الانحياز، لحشد أكبر قدر من التفاهم الدولى المشترك بغية عزل إسرائيل دوليًا ومحاسبتها دوليًا عن الجرائم المرتكبة فى قطاع غزة، بالإضافة إلى تشكيل رأى عام دولى رافض لتوسيع رقعة الصراع فى الشرق الأوسط. ونقل عبد العاطى الرؤية المصرية فى لقاءاته مع عشرات الوزراء والمسئولين الغربيين الذين التقاهم، ومنهم وزراء خارجية الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا، فى اجتماعات حرص خلالها الجانب المصرى على حث هؤلاء الشركاء الدوليين على ممارسة أقصى درجات الضغط على إسرائيل للاستجابة لصوت التهدئة من أجل التوصل إلى اتفاق سياسى يقضى بوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والمحتجزين. ثانى أبرز الملفات التى ركز عليها وزير الخارجية خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة كان الأزمة السودانية، حيث التقى عبد العاطى مع رئيس المجلس السيادى السودانى عبد الفتاح البرهان ووزير الخارجية السودانى حسين عوض على، فضلا عن اجتماع وزارى حول السودان، وفى كافة اللقاءات تم إبراز حرص القاهرة على دعم كافة الجهود الداعمة للسودان ووحدته وسيادته وسلامة أراضيه، والتوصل لحل للأزمة السودانية، بما يحقن دماء الشعب السودانى وتحقيق وقف شامل لإطلاق النار، والحفاظ على مقدراته. كما لم تغب قضية استقرار القرن الإفريقى عن تحركات وزير الخارجية فى نيويورك، إذ حرص د.بدر عبد العاطى على تأكيد دعم مصر وحدة وسيادة الصومال، والتشديد على التصدى لكل ما يهدد استقرار منطقة القرن الإفريقى فى ظل ما يشهده من عوامل تهدد أمنه وسلامه، ورفض أى إجراءات أحادية أو اتفاقيات غير مشروعة تقوض سيادة أى دولة فى القارة الإفريقية.