بعدما استقر بنو إسرائيل فى مصر تعرضوا للعذاب والمطاردة من فرعون خاصة بعد بعث موسى رسولا من الله إلى فرعون حتى أنجاهم الله من فرعون وهامان وجنودهما،وغرق فرعون،لكن حكايتهم فى مصر مابين الذل والانتصار ثم كفرانهم بآيات الله وعذابهم تستحق القراءة، وقد سجلتها سورة البقرة ما بين الآية الأربعين: «يَا بَنِى إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِى أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُواْ بِعَهْدِى أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ»، وصولا إلى الآية 75 عند قول الله تعالى: «أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ»، وتوقفت قليلا أمام معنى الآية الموجهة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه لتعزيتهم وتهوين ما لاقوه من اليهود، وكأن الله تعالى يقول لهم هذا شيء بعيد المنال فلا تطمعوا فيه. إنها تقدم تفسيرا لاستبعاد الله تعالى أن يؤمن بنو إسرائيل وهو أعلم بهم وبأنهم لن يؤمنوا لكنه تعالى قدم خلال أكثر من خمس وعشرين آية ضمن الآيات من الأربعين حتى الرابعة والسبعين ما يوضح به سر قوله تعالى: «أفتطمعون»، وكأنه يقول مستفهما استفهاما يحمل فى طياته الإجابة بالنفى القاطع، وكأنى بتفصيل الاستفهام: أبعد كل هذا تطمعون؟ كان قوله تعالى: «أفتطمعون أن يؤمنوا لكم»، ليخفف عن رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم وأصحابه تآمر هؤلاء اليهود ضده وتكذيبهم له وأنهم لن يؤمنوا به .. ولتقدم لنا الآيات الكريمة تفسيرا لما نراه اليوم منهم فى فلسطين وفى غزة وفى أنحاء العالم كله وهم يبحثون عن السيطرة عليه بالمؤامرات والأساليب الملتوية فى إثارة الفتن هنا وهناك فينشغل العالم عنهم وهم ينفذون مخططاتهم الدنيئة.. لكن مازال السؤال الذى يطرح نفسه: هل الموجودون حاليا فى فلسطين هم المعنيون بالخطاب فى تلك الآيات؟ وتستمر الرحلة للإجابة عليه.