بعد أكثر من عام على إجراء أول جراحة فى العالم لزرع عين كاملة وجزء من الوجه، نشر العلماء أخيراً تقريرهم العلمى عن الجراحة ونتائجها، فى مجلة الجمعية الطبية الأمريكية JAMA، بعد تأكدهم من نجاح الجراحة . قال العلماء فى تقريرهم: إن الوجه استعاد ملامحه، وأن العين المزروعة بحالة جيدة و تستجيب للضوء، ورغم أن المريض لا يزال لا يستطيع الرؤية بها، إلا أنهم يرون أن الخطوات جيدة، ويتوقعون أن يحدث الإدراك البصرى ويتمكن من الرؤية بها فى النهاية. وكان المريض قد تعرض عام 2021 لحادث أثناء عمله كعامل على خطوط الكهرباء عالية الجهد، حيث فقد ذراعه اليسرى وعينه اليسرى وذقنه وأنفه، وجزء كبير من أنسجة وجهه. وعلى مدار عامين، لم يكن قادرًا على تناول الطعام الصلب أو التذوق أو الشم أو التحدث بشكل طبيعي. وفى مايو 2023، خضع لأول جراحة زراعة وجه وعين فى العالم، فى مركز لانغون الصحى بجامعة نيويورك، حيث استغرقت الجراحة 21 ساعة، وشارك فيها 140 جراحًا وممرضًا وكما ذكر العلماء فى تقريرهم، أن الجراحة كانت معقدة وخطيرة بسبب الشبكة المعقدة من الأعصاب والأوعية الدموية التى تربط العين بالدماغ، والتى تتم زرعها للمريض، حيث قام الفريق الطبى بزراعة العين اليسرى كاملة، بالإضافة إلى التجويف العظمى المحيط بها والأنف وقطعة من عظم الذقن والعضلات والأعصاب والأوعية الدموية المرتبطة بها، وكل ذلك تم أخذه من متبرع فى حالة موت إكلينيكى. ولضمان عدم فقدان العين المزروعة لتدفق الدم لفترة طويلة، قام الجراحون بتوصيل الشريان الذى يغذى عين المتبرع بفرع من الشريان السباتى الخارجى للمتبرع، وهو وعاء دموى كبير يبدأ بالقرب من الرقبة، ثم تم زرع كل هذه التوصيلات بالكامل لدى المريض، وهى عملية لم يتم إجراؤها من قبل . وعندما استيقظ المريض بعد الجراحة، كان أول شيء شعر به هو الرائحة، بعد عامين بدون حاسة الشم، وبعد حوالى أسبوع ونصف الأسبوع، رأى وجهه الجديد لأول مرة، بدون رقعة العين والقناع، الذى كان يرتديهما باستمرار قبل الجراحة.