في ظل ما جرى ويجري في العالم كله شرقه وغربه من سباق محموم ومتسارع للتحديث والتطور، فى كافة المجالات والفروع الحياتية والإنسانية، والسعى لامتلاك الوسائل والمناهج العلمية النظرية والتطبيقية، اللازمة للنهوض والارتقاء فى عالم اليوم، الذى يعتمد فى أساسه على التقدم العلمى كهدف ووسيلة لتحقيق هذا النهوض وذلك الارتقاء. بالاضافة إلى كون التطور العلمي أصبح ضرورة لازمة للحفاظ على سلامة وأمن الدول وحماية أمنها القومي، فى مواجهة التهديدات المتنوعة والمتعددة إقليميا ودوليا، وما طرأ على العالم من تطور وتغير كبير فى أشكال وأساليب الحروب الحديثة، فى إطار الامكانيات غير المحدودة التى يتيحها التقدم التكنولوجى الهائل فى المجالات الاليكترونية والسيبرانية،..، وما أحدثته من طفرة واسعة فى تحقيق السيطرة على مراكز القوة وانزال الهزيمة بالخصم، دون اشتباكات متلاحمة بين القوات والجيوش المتصارعة. وفى هذا الخصوص لابد من القول، بأنه لا يجب ولا يصح أن نقنع بالبقاء على الشاطئ البعيد للسباق الدولى المحتدم بين دول العالم حاليا، ومنذ فترة ليست بالقليلة أو القصيرة، للانطلاق على طريق التقدم العلمى والتكنولوجى بأقصى سرعة ممكنة، وأقصى امكانية متاحة،..، خاصة بعد أن أصبح ذلك السباق العلمى المحتدم والمتسارع فى كل مناحى الحياة من حولنا، قد امتد واتسع ليشمل كل ارجاء الكون سواء فى الارض أو السماء. ولا يجب ولا يصح على الاطلاق أن نرضى بمقعد المتفرج أو المشاهد على الثورة التكنولوجية الهائلة، التى تجتاح العالم الآن فى كل المجالات، بدلا من السعى والمساهمة الفاعلة بكل القوة والاصرار على المساهمة والاشتراك فى هذه الثورة، والتوغل والغوص فى كل دروب الزخم المندفع للابتكار والتحديث والتطور التكنولوجى فى كل الأنشطة والصناعات. وفى هذا الخصوص لابد أن نعمل بكل الجدية والوعي، للانتقال من صفوف الدول والشعوب التى تقف الصلة بينها وبين العلوم الصناعية والتطبيقية الحديثة، والتكنولوجيا المتطورة، عند حدود كونها دولاً مستهلكة ومستخدمة فقط لهذه التكنولوجيا وتلك التطبيقات التى تأتينا من الآخرين، دون المساهمة الفاعلة والعملية فى امتلاك هذه التكنولوجيا وإنتاج هذه الصناعات والمنتجات. من أجل ذلك يجب أن نعطى كل الاهتمام والانتباه لما يجرى فى العالم حولنا، فى مجال التنافس والسبق العلمى والسعى للتطوير والتحديث فى كل المجالات وكافة السبل،..، ويجب أن نتحول من مستهلك للتكنولوجيا وتطبيقاتها المختلفة إلى مصنِّع ومالك ومنتج لهذه التكنولوجيا.