خمسة أشياء تبدأ بحرف العين يحلم بها أى شاب الأولى "عمل" مرموق يدر دخلا كبيرا، الثانية "عربية" فارهة أحدث موديل، الثالثة "عروسة" بنت حلال جميلة ،الرابعة "عزبة" حتى اذا ما انهارت أعصاب المدام نصحك الطبيب أن تذهب إليها لتستنشق الهواء العليل وتستعيد نشاطها..أما العين الخامسة "عيادة" وهي حلم إضافي لصديقي الطبيب حديث التخرج.. دائما ما يجلس الى جواري في المقهى يحلم بالخمسة "عين" ..سألته كيف ستحققها جميعا مرة واحدة وأنت لست سليل عائلة ثرية ؟...أجابني بكل ثقة من نصيبي في منجم السكري!.. كل يوم يتابع أخباره ويحلم باليوم الذي تقرر فيه الحكومة توزيع الذهب على الشعب...وذات مساء قريب جلست إلى جواره ووجدته حزينا مسود الوجه .. السبب كان معرفته بتفاصيل صفقة استحواذ شركة "جولد أشانتي" الجنوب أفريقية على شركة "سنتامين" مصر التي تمتلك حقوق استخراج الذهب من منجم السكري وتتقاسم أرباحه مع الدولة المصرية ..الصفقة تقدر قيمتها ب2.5 مليار دولار فقط!!...هذا الرقم المتواضع أذهل صديقي الطبيب...فهو كان يعتقد مثل الكثيريين أن قيمة المنجم تتجاوز ال 55 ترليون دولار كما هو متداول حيث يشاع أنه أضحم منجم ذهب مكشوف على مستوى العالم وبداخله كتلة من الذهب وزنها مليون طن يقدر ثمنها بحوالي 60 تريليون دولار ما يعادل أكثر من 750 ألف دولار لكل مواطن مصري نصيبه من الكتلة الذهبية الموجودة أسفل جبل السكري!! .. كل المعلومات السابقة المتداولة بقوة وكأنها حقائق عن المنجم اتضح لاحقا أنها مغلوطة لا أساس لها من الصحة .."السكري" ليس في قائمة المناجم العشرة الأضخم في العالم كما لم يثبت في أي من الوثائق صحة أن الملك فاروق قرر إغلاقه للحفاظ على مخزونه للأجيال القادمة والصحيح أنهم أغلقوه بعد أن أصبحت تكلفة استخراج الذهب منه بأدوات ذلك العصر أكثر من قيمته .. الكثير من المواطنيين يعيشون واقع من وحي السراب ويتبعون حقائق تم صياغتها لتجذب علامات "اللايك" و "الشير". صديقى الطبيب كان لا يصدق كثيرًا بيانات وأرقام الحكومة حول المنجم لكنه لم يفهم الحقيقة إلا بعد اعلان تفاصيل الصفقة الأخيرة فتلك الشركات العالمية عندما تستحوذ على شركة أخرى تقوم بأجراء هام يطلقون عليه اسم "معاينة عميقة نافية للجهالة" لتحدد القيمة الحقيقية للمنجم قبل إتمام عمليات الاستحواذ ..وبما أن قيمة الصفقة 2.5 مليار دولار والحكومة المصرية تمتلك النصف الاخر من الأرباح أذن قيمة منجم السكري تقريبا هي 5 مليار دولار لو قسمناهم على 105 مليون مواطن -عدد سكان مصر- سيكون نصيب الفرد 48 دولار تقريبًا وهى لا تكفي حتى لشراء "عين" تبدأ بها علبة حلاوة المولد الفاخرة ذات ال 78 قطعة التي أعلنت عنها أحدى محلات الحلوى بسعر 2950 جنيها!! ..أما لماذا لا تنقب مصر عن الذهب بنفسها؟ ..فالخبراء يروون أنه لا يمكن الاستغناء عن الشريك الأجنبي في التنقيب لأنه قد يصرف 100 مليون جنيه في البحث داخل موقع واحد ولا يتوصل إلى اكتشاف إذا فالحكومة هي المستفيد كما أنها لن تستطيع تحمل تكاليف الاستخراج والمعالجة ومراحل تنقية الذهب وحتى يحين الوقت لتنقب مصر بنفسها في المستقبل لامفر من الاستعانة بشريك أجنبي يقاسمها الأرباح.. الحقيقة أن مناجم الذهب والثروات الحقيقية في هذا العصر ليست موجودة في "السكرى" فتطبيق واحد مثل " تويتر" تم بيعه بمبلغ 44 مليار دولار وتطبيق المراسلة الفورية "واتس آب" ب16 مليار دولار و"سكايب" ب9 مليار دولار. و أوبر استحوذت على تطبيق " كريم" مقابل 3.1 مليار دولار وتلك ثروات يحتاج تحقيقها الى "عين " مختلفة تبدأ بها عقول الأمة ودتحتاج من الدولة أن تستثمر في ثروتها البشرية وطاقة شبابها لأن جبال من الذهب مخبأة هناك.