وفاء حسين الشهيرة بالأسطى «أم رحمة»، أيقونة للكفاح في بني سويف بعدما استطاعت أن تقتحم مهنة كانت لوقت قريب حصرية على الرجال فقط، وهى قيادة السيارات الأجرة، رغم ذلك لم تلتفت فى بداية تجربتها إلى آراء المحبطين، وواجهت الصعوبات بالعزيمة والتحدى، لتؤكد بلا شك أن الفقر والجهل والحزن ليست مبررا للفشل، بل هى الدوافع لكل نجاح. من قرية طحا بوش تنطلق الأسطى «أم رحمة» كما يناديها زملاؤها كل صباح بسيارتها التى اشترتها بالتقسيط، لتشق طريقها من أجل لقمة العيش، ومساعدة زوجها المريض فى تدبير نفقات أسرتها. تقول «أم رحمة» عن دخولها معترك العمل: «فرضت على الظروف المعيشية النزول إلى سوق العمل بعد إصابة زوجى بإصابة فى قدمه منعته من بذل أى مجهود، مما أثر بالسلب على ظروفنا المعيشية، فطرأت علىّ فكرة تعلم قيادة السيارات، وشراء سيارة والعمل عليها لمساعدة زوجى فى الإنفاق على الأسرة، خاصة أن لدينا 5 أبناء فى مراحل التعليم المختلفة، فقمت بتعلم قيادة السيارات على يد شقيقى، ثم تقدمت بعد ذلك بأوراقى لإدارة المرور، واجتزت الاختبارات، وحصلت على رخصة القيادة، ثم قمنا بدفع مقدم لشراء سيارة ميكروباص، وبدأت فى نقل الركاب من أبناء قريتى طحا بوش إلى مدينة ناصر شمال بنى سويف، والقرى المجاورة ولا أخجل من العمل الحلال، ولكن الخجل إذا مددت يدى لأحد، و «الحمد لله ماشية، وربنا مسهلها، وربنا يديم علينا نعمه» ◄ اقرأ أيضًا | «سيارة أجرة ذاتية القيادة».. تجربة جديدة تجذب الاهتمام في الإمارات وأكدت «أم رحمة» أن زوجها وأشقاءها لم يرفضوا فكرة قيادتها للسيارة، والعمل عليها كذلك أهالى القرية ساعدوها وقاموا بتشجيعها، بالإضافة إلى أن السيدات من الأهالى كانوا يحسدونها على مهنتها الجديدة على المجتمع الصعيدى النسائى. وعن بعض المضايقات التى تتعرض لها قالت: فى البداية البعض كان يُبدى الغرابة من فكرة عمل المرأة كسائق، وامتهانها هذه المهنة الشاقة خاصة أننا نعيش فى مجتمع ريفى، لكنى أؤكد «مفيش حاجة اسمها مهنة رجالة، ومهنة ستات، الشاطر هو اللى يعرف يجيب القرش من أى حتة، الست زيها زى الراجل وتعرف تشيل مسئولية زيه بالظبط»، وهو ما كان سببا فى نجاحى فى مهنتى والحمد لله ذاع صيتى فى قريتى والقرى المجاورة، وبدأ الأهالى من كل أنحاء المركز يطلبونى لتوصيلهم. وفى ختام حديثها وجهت «أم رحمة» رسالة للشباب والفتيات: «خلوا عندكم عزيمة واشتغلوا واجتهدوا.. الشغل مش عيب.. أهم حاجة يكون شريف ومصدره حلال»، وطالبت المسئولين بالمحافظة بمساعدتها فى استخراج معاش تكافل وكرامة، لمساعدتها فى مواجهة أعباء الحياة، لكى تستطيع أن تستكمل مشوار حياتها فى تربية أبنائها الخمسة ومساعدة زوجها.