تفاصيل هذه الواقعة صادمة من بدايتها، كل فصل فيها يحمل العديد من المفاجآت المذهلة بمعنى الكلمة، ولولا انها مقيدة فى الأوراق الرسمية، وتداولت أحداثها فى أقسام الشرطة ومديرية الأمن وجهات التحقيق وأخيرًا القضاء، لقُلنا أنها قصة أقرب الى الخيال عن الواقع. الجانى فى هذه الواقعة، رغم أنه ارتكب واحدة من أبشع جرائم الشرف على الإطلاق، إلا انه تحول فى لحظة إلى مجنى عليه، والمجنى عليهم أو الضحايا بمعنى اصح، تحولوا إلى قتلة، دفعهم الانتقام إلى التخلص من مراهق بواحدة من أبشع طرق الغدر. والحكاية لم تكن ابدًا فى حسبان أي من الضحايا الذين تلقوا صدمة أطاحت بعقولهم، عندما قرر المراهق صناعة فيديو إباحى لخالته وتهديدها بنشره على مواقع الإنترنت. تفاصيل الواقعة بكل ما فيها من ملابسات، نكشفها عبر السطور التالية، بدءًا من حكاية المراهق، مرورًا بحيلته الشيطانية التى سجل فيها لحظات علاقة خالته بزوجها، وتفاصيل استدراجه وقتله، نهاية بحكم القضاء. فى أحد احياء القاهرة، وتحديدًا فى منطقة شبرا، يعيش الزوج محمد مع زوجته مريم وأطفالهما الثلاثه، حياة مستقرة بعيدة تمامًا عن أى مشكلات تعكر صفو حياتهما، حالتهما المادية ميسورة جدًا، وطبيعتهما هادئة للغاية، يعمل الزوج بجد من أجل توفير حياة كريمة لزوجته وأطفاله، والزوجة هى الأخرى تقوم بدورها فى رعاية زوجها وأطفالها، ومثل الأب والأم الأطفال يسخرون حياتهم فى المذاكرة ومتابعة دروسهم. على الناحية الأخرى، كانت شقيقة الزوجة تعانى من ابنها المراهق، الذى طالما تسبب لهم فى مشكلات مع الأهل والأقارب والجيران، حتى أنه ترك الدراسة، واصبح ضيفًا دائمًا لأصدقائه من أرباب السوابق حتى ادمن تعاطى المخدرات، وهو ما دفع اسرته ذات مرة إلى إجباره على الالتحاق بأحد مراكز علاج الإدمان، وبعد شهور طويلة، خرج إلى الحياة مرة أخرى متعافي، ومن هنا كانت البداية، الجميع عاملوه بلطف، وهو من داخله شيطان يخطط ويدبر. حقد وخطة لم يكن فى الحسبان أن المتعافى من الإدمان، والذى فتحت له أبواب العائلة من جديد، يحمل حقدًا دفينًا بين ضلوعه ضد خالته التى تعيش مع زوجها وأطفالها فى هدوء، ربما لأن حياتها مستقرة، أو لانها تعيش فى نعيم حسب ما يشاهد، أو لأنها استطاعت تربية أطفالها بعيدًا عن بيئته التى حولته الى مجرم ومتعاطى للمخدرات. ربما لهذه الأسباب أو غيرها قرر الانتقام منها وابتزازها بواحدة من أبشع الطرق. فى أحد الأيام، وأثناء زيارة خالته، وخلو البيت من الزوج والأطفال، استطاع المراهق أن يتسلل الى غرفة نوم خالته، وينشر كاميرات المراقبة فى جنبات الغرفة، وبعد ساعات تمكن من استعادة تلك الكاميرات مرة أخرى ويبدأ فى تفريغها، ليحصل على ضالته الشيطانية، وهى صور وفيديوهات مخله لخالته, نقل المتهم تلك المشاهد الى هاتفه، وانتظر ساعة الصفر. تهديد وبكاء فى يوم آخر، طرق المراهق باب منزل خالته، بعدما تأكد انها بمفردها، وأثناء حديثهما وجه اليها الصدمة الأولى، عندما فتح هاتفه وجعلها ترى علاقتها بزوجها فى غرفة النوم، وقبل أن تلتقط الخالة أنفاسها من الصدمة الأولى وجه اليها الصدمة الثانية، ابتزها طالبًا منها مبلغا كبيرا فى مقابل عدم نشر تلك المقاطع على مواقع الإنترنت، حينها ستكون الفضيحة مدوية، ليس عليها فقط وإنما على زوجها الموظف، وأطفالها الذين ستلاحقهم تلك المشاهد طيلة حياتهم. ما كان من الخالة إلا أن بكت وحاولت ردعه بالحسنى ونصحه بحذف تلك المشاهد، لكن المراهق استمر فى تهديده بكل خسة حتى وعدته أن تبيع ذهبها وتعطيه الأموال التى يريدها فى مقابل حذف تلك المشاهد، تركها وانصرف، لكن الواقعة لم تنته إلى هذا الحد. تمر الساعات والخالة تفكر فى شىء واحد، ماذا تقول لزوجها عن بيع مشغولاتها الذهبية، وكيف تقول أين اختفت أموال الذهب؟، حتى جاء زوجها لتجد نفسها فى أحضانه تبكى بشدة وتحكى له ما حدث من ابن شقيقتها. خطة الخلاص تأكد الزوج وزوجته الضحية أن أى تحرك غير محسوم تجاه المراهق سوف يجلب لهم مشكلات أكبر، ماذا لو أبلغوا أهله بما فعله، وانتقم هو بنشر المقاطع خاصة وأن أهله قد فقدوا السيطرة عليه، ماذا لو قرروا استدعاء احد من أصدقائه لردعه، وقتها سوف يعرف اصدقاؤه وربما أهل الحى، وقتها سيزيد عناده ويقرر الانتقام، فكرت الخالة وزوجها كثيرًا حتى اختمرت الفكرة في رأسيهما. استقبلت الخالة ابن شقيقتها المراهق، تؤكد له انها بمفردها فى المنزل، وباعت الذهب من أجل اعطائه المال، لم تمر الا دقائق وكان المراهق يطرق الباب، جلست معه وضايفته ووضعت له كوب الشاى، وطلبت منه أن تترك غرفتها لتجيئ له بالمال. كان زوجها قد وضع المنوم فى كوب الشاى وينتظر هو الآخر فى غرفه النوم، دقائق تمر حتى تأكد الزوجان أن تأثير المخدر قد تسلل الى جسد المراهق، حتى فقد الوعى تمامًا، وهنا ظهر الزوج فى المشهد وهو يمسك بفوطه «مبلوله»، وعلى طريقة ريا وسكينه كتم أنفاس المراهق حتى ودع الحياة، وانتظر الزوجان حتى بعد الفجر، ليضع الزوج جثة المراهق فى شوال، ويسير به فى احد الشوارع ويتركه على الرصيف ثم يعود إلى منزله مرة أخرى. بعد أن حطم هاتف المراهق الذى يحوى مشاهد علاقته بزوجته وألقى به فى الشارع. البلاغ والعقوبة بعد دقائق، أو ربما ساعات قليلة كان أحد الأهالى أبلغ رجال الشرطة عن عثوره على جثة شاب داخل شوال فى أحد شوارع شبرا الخيمة، تتحرك الشرطة على الفور وتبدأ التحقيقات باستدعاء أقارب المراهق، وسكان الشوارع المحيطة والعديد من الأقارب، حتى فجر أحد السكان مفاجأة من العيار الثقيل، عندما قال إنه شاهد الزوج فى فجر هذا اليوم يحمل «شوال» ويلقى به فى الشارع، وبرر صمته بأنه ظن أن الشوال به مخلفات لم يأتِ فى مخيلته أن داخل «الشوال» جثه وأن وراء تلك التحركات جريمة قتل. وقتها استدعت الشرطة الزوج مجدددًا، وبعد محاصرته بالأسئلة انهار واعترف بتفاصيل الجريمة كاملة وملابساتها، كما كشفت الزوجة ما حدث من ابن شقيقتها. بعد انتهاء التحقيقات مع المتهمين، احيلا إلى محكمة الجنايات بمعرفة النيابة العامة، وأمام المحكمة اعترفا مجدداً بما حدث من المراهق، وكيف دفعتهما فعلته إلى التخلص منه بتلك الطريقة، مؤكدين انهما لم ينويا ابدًا قتله، لكن فعلته هى التى دفعتهما إلى ذلك، لتقرر محكمة الجنايات اصدار حكم بالمؤبد ضد الزوجين. اقرأ أيضا: بسبب لهو الأطفال| ضبط عامل قتل شقيقه في قنا لكن الزوجة قررت الطعن على الحكم، بوكله المحامي البير انسي, بينما استسلم الزوج لمصيره، حتى قررت المحكمة قبول الطعن، مشيرة فى حيثيات القضية؛ أن المحكمة لما رأته من ظروف الطعن، قررت تعديل العقوبة المقيدة للحرية المقضي بها على الطاعنة الثانية بجعلها السجن المشدد 5 سنوات، ورفض الطعن فيما عدا ذلك. ومن جهته فسر استاذ القانون الجنائي، في 2017 تخفيف الحكم مشيرًا إلى انه تم تعديل القانون واصبح من حق محكمة النقض تقدير العقوبة، ففي الماضي كانت محكمة النقض بعد الطعن امامها وقبوله تتحول القضية الى محكمة اول درجة للبت والحكم مره ثانيه ثم تعرضه على محكمة النقض. وأضاف؛ لكن الآن بعد التعديل في 2017 اصبح من حق محكمة النقض أن تقرر العقوبة دون ارسال القضية المطعون امامها إلى محكمة اول درجة، كما لدى محكمة النقض الحق في تقدير العقوبة.