شهدت القاهرة والرياض خلال الأيام الماضية حالة من الحراك السياسى والاقتصادى والأمنى من أجل التنسيق والتعاون المشترك بين البلدين الكبيرين. بدأت حالة الحراك بالاتصال الهاتفى الذى تلقاه الرئيس عبدالفتاح السيسى من أخيه ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز للتأكيد على قوة العلاقات الأخوية والتاريخية بين البلدين، وتعزيز العمل العربى المشترك لمواجهة التحديات التى تؤثر على الأمن والسلم الإقليميين، حيث تم التوافق بين البلدين على ضرورة التوصل إلى وقف فورى لإطلاق النار بقطاع غزة ووقف التصعيد فى الضفة الغربية، بما يسهم فى عدم توسيع دائرة الصراع، ويعيد الاستقرار إلى المنطقة. اقرأ أيضًا | الإعلام الأمريكى: رئيس وزراء اسرائيل يتلاعب ببايدن ويحاول التأثير على انتخابات الرئاسة ثم جاءت بعد ذلك زيارة الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف وزير الداخلية السعودى للقاهرة الذى يتمتع بخبرات أمنية متميزة، واستقبله الرئيس عبدالفتاح السيسى والوفد المرافق، بحضور وزير الداخلية اللواء محمود توفيق والسفير السعودى صالح الحصينى. وقد أكد الرئيس السيسى عمق العلاقات الأخوية والتاريخية التى تجمع البلدين والشعبين الشقيقين، ومحورية دور الدولتين كركيزة أساسية لاستقرار المنطقة. وشددت القاهرة والرياض على ضرورة مواجهة التنظيمات الإرهابية والمتطرفة، والجريمة المنظمة العابرة للحدود، فضلاً عن تصاعد الجرائم الإلكترونية، بما يفرض مواصلة التطوير والتدريب المشترك لمواكبة تلك المتغيرات وتعزيز جهود حفظ الأمن والاستقرار. وفى الشئون الخارجية، عقد فى القاهرة وزير الخارجية والهجرة د. بدر عبدالعاطى اجتماعًا مع الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودى، وتمت مناقشة أهم قضايا التعاون الثنائى بين البلدين، وأبرز المستجدات والتحديات على الساحتين الإقليمية والدولية، وعلى رأسها الأزمة فى قطاع غزة والأوضاع فى السودان. وحول التعاون فى قطاع النقل والخدمات اللوجستية اجتمع الدكتور رميح بن محمد الرميح رئيس الهيئة العامة للنقل ونائب وزير النقل للخدمات اللوجستية مع نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل المهندس كامل الوزير فى القاهرة بهدف التعاون بين البلدين فى مجالات النقل والخدمات اللوجستية والموضوعات المتعلقة بسبل تطوير النقل البحرى وفرص السياحة البحرية وتسهيل دخول اليخوت وسفن الكروز بما يحقق التكامل المشترك والاستفادة من الفرص الضخمة فى هذا المجال، خاصة مع المشاريع الكبرى فى البحر الأحمر. وقام أيضا بزيارة الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس لتعزيز التعاون فى مجال تقديم الخدمات اللوجستية والسياحة البحرية.. كل هذا التنسيق تم خلال الأيام الماضية مما يؤكد أن التعاون والشراكة الاستراتيجية المصرية السعودية مستمرة ولم تتوقف وأن عجلة التنمية فى البلدين تسير على خطى ثابتة، كما أن التشاور والتنسيق السياسى والأمنى يتم وفق آليات واضحة ومحددة تقودها الاجتماعات المشتركة وتوجيهات القيادة فى البلدين الشقيقين.