في ليلة مشحونة بالتوتر والتراشق السياسي، عاد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى المسرح بتكرار رواياته الجدلية التي استمرت في إثارة الجدل السياسي والإعلامي، وبينما يسعى الجمهوريون للتركيز على القضايا الرئيسية التي تمس الناخبين، يختار ترامب التمسك بمزاعم لا أساس لها من الصحة، مما يعقد جهوده لجذب الناخبين المترددين في انتخابات متقاربة. استمرارية نشر نظريات المؤامرة في المناظرة التي جرت الثلاثاء، لم يتخلَّ ترامب عن نظريات المؤامرة، بل استمر في نشرها على الرغم من الدعوات المتكررة من قبل حلفائه للالتزام بالحديث عن القضايا السياسية الواقعية، هذا النهج يثير القلق، حيث يتطلب الفوز في الانتخابات قدرة المرشح على كسب الناخبين المترددين. إلا أن اعتماد ترامب على هذه الأساليب المضللة يبدو أنه يزيد من تعقيد مهمته. شائعات غير مثبتة من أبرز المواقف التي أثارت الانتباه في المناظرة، ترويج ترامب لشائعة غير مثبتة عن المهاجرين الهايتيين في أوهايو، حيث ادعى أنهم يقومون بأكل الحيوانات الأليفة. وقال ترامب: "إنهم يأكلون الكلاب، والأشخاص الذين أتوا، ويأكلون القطط"، في إشارة إلى نظرية المؤامرة على الإنترنت التي روج لها السيناتور جيه دي فانس (جمهوري من ولاية أوهايو)، مرشح ترامب لمنصب نائب الرئيس، ومشرعون جمهوريون آخرون والرئيس التنفيذي لشركة إكس إيلون ماسك. هذه الرواية لا أساس لها وتم نفيها من قبل المسؤولين المحليين، بما في ذلك مدير مدينة سبرينغفيلد الذي أكد أنه لم تصدر أي تقارير موثوقة تدعم هذا الادعاء، ومع ذلك، أصر ترامب على تكرار هذه الرواية، في محاولة لتضخيم المخاوف من المهاجرين. العصابات والسيطرة على المدن ترامب لم يتوقف عند هذا الحد، بل واصل الحديث عن نشاط العصابات في مدينة أورورا بولاية كولورادو، زاعماً أن المهاجرين يسيطرون على المدينة ويدمرون البلاد. هذه المزاعم، التي تتسم بالمبالغة، تم دحضها من قبل السلطات المحلية والمقيمين في المدينة، ورغم ذلك، فإن الرئيس السابق ومن يدعمونه في الحزب الجمهوري يواصلون نشر هذه المعلومات المضللة. استياء المحافظين من تحقيق الحقائق من الجانب الآخر، أبدى المحافظون استياءهم من الطريقة التي تم بها إدارة المناظرة، حيث أشاروا إلى أن المشرفين كانوا متحيزين ضد ترامب من خلال التركيز بشكل مفرط على التحقق من صحة تصريحاته. وردد ترامب هذا الادعاء في أكثر من مناسبة، مشيراً إلى أن المناظرة كانت غير عادلة وأن المشرفين تعاونوا مع خصومه. تكرار مزاعم فوز الانتخابات أعاد ترامب التأكيد على ادعائه بأنه فاز في انتخابات عام 2020، على الرغم من عدم وجود أي دليل يدعم وجود تزوير واسع النطاق. كما زعم أن نانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب السابقة، رفضت إرسال قوات الحرس الوطني خلال أحداث الشغب في 6 يناير، وهو ادعاء آخر تم دحضه. ترويج نظريات المؤامرة حول الهجرة في سياق آخر يتعلق بأمن الحدود، زعم ترامب أن ملايين الأشخاص يتدفقون إلى الولاياتالمتحدة من المصحات العقلية، هذا الادعاء ليس له أي دليل يدعمه، وهو جزء من سلسلة الادعاءات التي يسعى من خلالها ترامب إلى إثارة الخوف والقلق بين الناخبين. دور المؤثرين اليمينيين تقرير زاكاري باسو من موقع أكسيوس أشار إلى أن بعض المؤثرين عبر الإنترنت المقربين من حملة ترامب كان لهم دور في تضليل تركيزه قبل المناظرة. العديد من هذه المؤامرات تم تضخيمها على وسائل التواصل الاجتماعي من قبل شخصيات يمينية متطرفة، مثل لورا لومر، التي رافقت ترامب إلى المناظرة. موقف حملة ترامب عندما طُلب من حملة ترامب التعليق على علاقات الرئيس السابق مع هؤلاء المؤثرين، نفت الحملة وجود أي صلة مباشرة بين ترامب وادعاءاتهم. ومع ذلك، لم ترد الحملة على الأسئلة المتابعة، مما يترك الباب مفتوحاً أمام تساؤلات حول تأثير هؤلاء الشخصيات على ترامب. من الواضح أن الديمقراطيين يرون في أداء ترامب في المناظرة كنزاً من الإعلانات الهجومية، طريقة ترويج ترامب لنظريات المؤامرة والادعاءات غير المدعومة بالأدلة، تشكل فرصة سانحة للديمقراطيين لاستخدامها في حملاتهم الانتخابية ضد المرشح الجمهوري.