يشعر العديد من محبي الرئيس دونالد ترامب بالإحباط من جراء أداء معشوقهم الرئيس السابق، والذي مازال يعتقد أنه فاز في الانتخابات الماضية، ويؤمن بشدة أنه إذا كان في البيت الأبيض، ما وقعت الحرب على أوكرانيا، وما جرؤت حماس على الهجوم على إسرائيل، ولم تحدث الكوارث التي وقعت أثناء الانسحاب من أفغانستان. المعروف أن الهدف من المناظرات التي تجرى بين المرشحين، تكشف للناخب إذا ما كان المرشح يتحلى بصفات الرئيس وقائد القوات العسكرية، وكيف يستوعب المعلومات العديدة التي يتناولها ومدى ذكائه، وخطته التي سيدفع معها البلاد للأمام. باختصار يسعى كل طرف تقديم نفسه وآرائه مع مواجهة حاسمة مع أسئلة صريحة من جانب المنسقين إعلاميين لا تعرف المجاملة طريقا في أقوالهم. من ناحية أخرى، أظهرت الاستطلاعات أن شريحة حوالي 30% تريد أن تتعرف أكثر على المرشحة الرئاسية كمالا هاريس في منصبها كنائب للرئيس بايدن لم يكشف عنها بعد. في حين أن الكثيرون يعرفون دونالد ترامب، جيدا. المؤيدون للرئيس ترامب، يعتقد أن أداءًه كان نموذجيًا بشكل لا يصدق. من جانبه، استطاع أن يركز ويكون منضبطًا، ويبدو أنه بذل جهدا في التحضير لتلك المقابلة. هو فعل ما يريده بإحساس فطري غرائزي، ولم يستسلم لمشاعر الغضبً والمظلومًية طويلا وكان يبدو مرتاحا وطبيعيا في كل تصرفاته. وأن كامالا ، كانت تتحدث مع الناخب بوصفه أقل ذكاءا فهي تكرر حديثها وتشرحه بلغة المعلم. في حين يروا مؤيدي نائبة الرئيس هاريس، أنها عملت جهدا كبيرا في التحضير لتلك المناظرة، ووضعت بمهارة كبيرة مجموعة كاملة من الفخاخ لنظيره بكل ذكاء، فهي تعلم أنها أقل شهرة من ترامب، فحرصت على أن تقدم نفسها للمستمع بوصفها سيدة مكافحة من أسرة متوسطة والوحيدة التي لديها خطة من أجل رفع مستوى الطبقة المتوسطة ومساعدة الشعب الأمريكي، ولديها رؤية لبناء اقتصاد الفرص، وأشارت بذكاء إلى المشكلة التي تؤرق الجميع بالولاياتالمتحدة وهي نقص في المنازل والمساكن تكلفتها الباهظ؛ أشارت إلى مشكلة الدواء والعلاج وسوء في القطاع الصحي و جائحة في القرن. وفي الوقت الذي كانت تجري خلاله المناظرة خرج متظاهرون تقدر أعدادهم بالآلاف يجوبون شوارع فيلادلفيا رافعين الأعلام الفلسطينية، يطالبون بوقف إطلاق النار في قطاع غزة وأيضا يطالبون بتغيير نهج الإدارة الحالية في التعاطي مع إسرائيل وفي تزويد تل أبيب السلاح. و بلباقة شديدة عرضت وجهة نظرها في هذا الصدد بضرورة وقف الحرب والقتل والعمل على إقامة دولتين، لم تغفل حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، وعلى الجانب الأخر، اتهمها ترامب، بكرهها إسرائيل والعرب، دون أن يقدم أي برهان علي أقاويله. ويري مؤيدو هاريس، أنها وضعت ترامب في مأزق حقيقي عندما، أشارت أنه يعمل بوضوح على تقسيم الشعب الأمريكي، وضرب الديمقراطية الامريكية في مقتل مذكرة المستمع بأحداث السادس من يناير، واصفة تلك الواقعة بأنها أسوأ اعتداء على الديمقراطية منذ الحرب الأهلية. أشارت أيضا إلى أعداد البطالة والكساد التي تسببت بها سياسة ترامب. وعلى الصعيد الأخر، نجد أن مؤيدي الرئيس السابق ترامب، يشعرون بالانهزامية عقب هذا اللقاء، فلم يعد لديهم نفس الحماس الذي كان قبل المناظرة، وفي نفس الوقت مازالوا يأملون أن يفوز ترامب، في نوفمبر القادم. أزعج حديث ترامب، اليمين على وسائل التواصل الاجتماعي، إذ شعر الكثير من الناس أنه ليس متساويًا على الإطلاق أنه يركز فقط على دونالد ترامب، لا يتحدث بجمل مترابطة، يرد بإجابات تتصل بسياق آخر غير الحديث الذي يسأل عنه. في حين يرى المتخصصون أن المنسقين الإعلاميين الذين باشروا المناظرة، تجاهلوا ولم يصححوا الكثير من الأخطاء التي تم سماعها للناخب، ليتعرف على المرشح الذي لا يكذب. هذا ليس ما حدث في مناظرة سي إن إن مع جو بايدن منها على سبيل المثال، عندما قال ترامب، إنه فاز بالفعل في الانتخابات في عام 2020 والدليل موجود. وقال إن الجدران مخصصة لإعدام الأطفال بعد الولادة. تحدث عن عمليات الإجهاض بعد تسعة أشهر وبعد الولادة وهذا لا يحدث في الولاياتالمتحدة. قال أيضا إن الناس لا يذهبون إلى مسيرات كامالا هاريس، وهي تقتحمهم من ولايات أخرى لأن لا أحد يريد الذهاب. أما أطرف أقاويل ترامب، عندما تحدث عن أكل الكلاب في سبرينجفيلد هذه قصة تم نفيها، في وقت سابق، وقد أخطأ في ذلك بالفعل لأن الحقيقة لم يأكل مهاجري هايتي، الكلاب والقطط. ما كان يشكون منه السكان هو قتل البط البري من قبل المهاجرين. أخطأ ترامب أيضا كما يري المحللون أنه لا يتحدث عن تقرير مكتب التحقيقات الفيدرالي بأن الجريمة انخفضت في العالم وارتفعت بالولاياتالمتحدة، وهذا خطأ في الواقع وليس واقعيًا. تحدث عن حقيقة أنه يعتقد أن الرئيس ونائب الرئيس يمكنهما توقيع مشاريع القوانين لتصبح قانونًا بدون الكونجرس، لذلك قال الكثير من الأشياء التي ليست صحيحة، تمامًا مثلما أجاب بنفس بشأن التعريفات الجمركية، إذ يقول إن الصين ستدفع ثمنها بدلاً من الولاياتالمتحدة. ونفس الأمر عندما يقول إن المكسيك ستدفع ثمن الجدار. وكان على منسقي اللقاء أن يصححوا المعلومات ليتعرف المشاهد على المرشح الذي لا يكذب. وفي النهاية يمكن القول إن الشارع الأمريكي بات منقسم حقا، فلم تعد الأولوية هنا للفوز للأصلح إنما البقاء للون الأبيض الذي تشير الإحصائيات أن الغالبية البيضاء من الناخبين في تراجع وأصبح عددهم 40 ٪ مقابل 60٪ من اللاتيني، والأفارقة، وأسيا، والهند. اقرا ايضا | الانتخابات الأمريكية 2024| كامالا هاريس أظهرت لترامب أنها ليست بايدن