تُعد العلاقات المصرية الألمانية واحدة من أكثر العلاقات الدبلوماسية تميزًا في الشرق الأوسط وأوروبا، حيث شهدت تطورًا كبيرًا وتعاونًا مثمرًا في مجالات متعددة مثل السياسة، والاقتصاد، والطاقة، والتنمية. ومع أول زيارة لرئيس ألماني إلى مصر منذ 24 عامًا، تبرز أهمية هذه الزيارة في تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، ومناقشة القضايا الإقليمية والدولية الملحة، بالإضافة إلى توقيع اتفاقيات تعاون جديدة تعكس عمق العلاقات الثنائية، ورغبة الجانبين في تعزيز التعاون لتحقيق التنمية والاستقرار في المنطقة. اقرأ أيضًا: الرئيس السيسى يستقبل الرئيس فالتر شتاينماير رئيس المانيا بقصر الاتحادية العلاقات السياسية والدبلوماسية تمثل العلاقات السياسية والدبلوماسية بين مصر وألمانيا أساسًا قويًا للتعاون بين البلدين، حيث شهدت السنوات الأخيرة العديد من الاتصالات والمباحثات رفيعة المستوى، وفي 29 يناير 2024، تلقى الرئيس عبد الفتاح السيسي اتصالًا هاتفيًا من الرئيس الألماني أولاف شولتز، حيث ناقشا الوضع في قطاع غزة والتوترات المتصاعدة في المنطقة. وأشاد شولتز بدور مصر البناء في التوصل إلى وقف إطلاق النار، ومبادرات تبادل المحتجزين، وأكد الجانبان على أهمية حل الدولتين كأساس لاستعادة السلام والأمن. كما التقى الرئيس السيسي بالمستشار شولتز على هامش قمة مجموعة العشرين في الهند في 10 سبتمبر 2023، حيث تمت مناقشة أطر التعاون في مجالات مثل النقل والتصنيع والطاقة، وسبل زيادة الاستثمارات الألمانية في مصر، وشدد الجانبان على ضرورة تعزيز التعاون في مكافحة الهجرة غير الشرعية ومواجهة التحديات الإقليمية، مثل الأزمة السودانية والأزمة الروسية الأوكرانية. التعاون الاقتصادي والاستثماري تعتبر ألمانيا من أكبر الشركاء التجاريين لمصر في أوروبا، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين نحو 6.05 مليار دولار في عام 2021، ونبرز بعض الأحداث المهمة في التعاون الاقتصادي بين البلدين، منها: - في 3 سبتمبر 2024، استضافت الغرفة الألمانية العربية للصناعة والتجارة مائدة مستديرة لمناقشة مستقبل الاستثمارات الألمانية في مصر، حضر الاجتماع ممثلون من الشركات الألمانية والسفارة الألمانية في القاهرة، وتم التركيز على إمكانيات الاستثمار في مجال الطاقة المتجددة، وخاصةً الهيدروجين الأخضر. - تساهم الشركات الألمانية في دعم الاقتصاد المصري من خلال الاستثمارات المباشرة، ويعمل في مصر حوالي 1180 شركة ألمانية، توظف آلاف المصريين، على سبيل المثال، شركة "ليوني مصر" المتخصصة في صناعة كابلات السيارات تحتفل بمرور 25 عامًا على تواجدها في مصر، وتخطط لتوسيع أعمالها وزيادة عدد العاملين إلى 10,000 موظف. التعاون التنموي والتكنولوجي يبلغ حجم مشاريع التعاون التنموي بين مصر وألمانيا حوالي 61 مليار يورو، مما يعكس عمق العلاقة بين البلدين في هذا المجال، كما تتنوع مجالات التعاون بين الطاقة المتجددة، والتدريب المهني، ومياه الشرب والصرف الصحي، والتنمية الحضرية. في 20 أبريل 2024، ناقش الدكتور عاصم الجزار، وزير الإسكان المصري، مع الوكالة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ) سبل تحسين أداء قطاع مياه الشرب والصرف الصحي في مصر. كما تعمل مصر وألمانيا معًا لتحسين الظروف المعيشية من خلال تنفيذ مشاريع تنموية مستدامة. وقد أكدت وزيرة التعاون الدولي المصرية، الدكتورة رانيا المشاط، في مايو 2023، على أهمية التعاون مع ألمانيا في إطار برنامج "نُوَفِّي" لتعزيز التحول إلى الاقتصاد الأخضر وتحفيز العمل المناخي. مستقبل العلاقات المصرية الألمانية تشكل زيارة الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير إلى مصر حدثًا هامًا في مسار العلاقات بين البلدين، حيث تُعد هذه الزيارة الأولى لرئيس ألماني منذ 24 عامًا، ومن المتوقع أن تشهد هذه الزيارة توقيع العديد من الاتفاقيات في مجالات الطاقة المتجددة والتكنولوجيا والتعليم، مما يعزز من الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.