بينما تشتعل المنافسة في سباق انتخابات أمريكا 2024، يواجه الديمقراطيون جملة من التحديات المتزايدة، خاصةً بعد دخول كامالا هاريس كمرشحة بارزة في السباق الرئاسي. وفي الوقت الذي تكثف فيه كامالا هاريس جهودها لتثبيت نفسها كمرشحة ديمقراطية بالانتخابات الأمريكية المقبلة، من خلال برنامجها الاقتصادي الطموح، يتصاعد التحدي من جانب المرشح الجمهوري، دونالد ترامب الذي يسعى بنشاط لزعزعة التفاف الديمقراطيين حول هاريس وفتح جبهات جديدة في معركته السياسية بسباق انتخابات أمريكا 2024. هل ينجح ترامب في تقليص تقدم منافسته؟ فترامب، الذي لا يزال يحتفظ بجاذبية قوية بين قاعدته الانتخابية، يستغل كل فرصة لإظهار نقاط ضعف منافسته كامالا هاريس بانتخابات أمريكا 2024، بينما تركز المرشحة الديمقراطية على تحقيق رؤية اقتصادية مبتكرة، يروج ترامب لخطاب مضاد يشكك في فعالية تلك السياسات ويطرح بدائل تتماشى مع أجندته الانتخابية. وفي ظل تبادل الاتهامات والجدل السياسي بساحة انتخابات أمريكا 2024، يبقى السؤال الأبرز، هل ستنجح هاريس في تثبيت أقدامها كقائدة للحزب الديمقراطي، أم ستتمكن استراتيجيات ترامب من تحويل دفة الانتخابات لمصلحته؟، فمع اقتراب موعد الانتخابات الأمريكية، تزداد أهمية كل خطوة وتصريح في الصراع الانتخابي، لتوجيه بوصلة الناخبين الأمريكيين نحو قاعدة المرشحين. وفي إطار سعيه لتأمين مكانته في انتخابات أمريكا 2024، يبدو أن دونالد ترامب يبتعد عن استراتيجيته القديمة التي تعتمد على التشكيك في أهلية خصومه، ليتجه بدلا من ذلك نحو تعزيز برنامجه الاقتصادي، من خلال التركيز على تحسين الاقتصاد الأمريكي، لجذب أكبر عدد ممكن من أصوات الناخبين الأمريكيين. ويعتقد بعض المراقبين بسباق الانتخابات، أن هذه الخطوة قد تسهم في تقليل زخم الديمقراطيين بالساحة الانتخابية، مما يزيد من حدة المنافسة في انتخابات أمريكا 2024، وبالتركيز على قضايا الاقتصاد التي تشغل بال الكثيرين، يأمل ترامب في تعزيز قاعدة مؤيديه وتقليص تقدم منافسته، مما يضيف طبقة جديدة من التوتر إلى السباق الرئاسي. أولويات الناخبين في استطلاع «إيكونوميست» أظهر استطلاع لمجلة «الإيكونوميست» خلال الأسبوع الماضي، أن الاقتصاد الأمريكي يشغل اهتمام 75% من الناخبين قبيل انتخابات أمريكا 2024، بينما تليها الرعاية الصحية بنسبة 70%، أما قضايا الهجرة فقد جذبت انتباه 54% من الناخبين، في حين احتلت قضية الإجهاض المرتبة الأخيرة بنسبة 49%. وفيما يتعلق بالاقتصاد الأمريكي، يعتقد بعض الناخبين الأمريكيين أن دونالد ترامب لديه القدرة على معالجة الوضع الاقتصادي بنسبة 86% قبل انتخابات أمريكا 2024، بينما يقدر البعض الآخر قدرة هاريس على تحسين الوضع بنسبة 67%، أما في ملف الرعاية الصحية، يرى 85% أن كامالا هاريس قادرة على معالجة المشكلة. وقبل انتخابات أمريكا 2024، يرى 53% أن ترامب يمكنه معالجة ملف الرعاية الصحية بفعالية، يعتقد 87% أن لديه القدرة على حل أزمة الهجرة، مقارنة ب31% فقط يثقون في قدرة كامالا هاريس على ذلك، وفي قضية الإجهاض، تدعمه الديمقراطية بنسبة 70%، في حين يعتقد 33% فقط أن ترامب يمكنه التعامل مع المشكلة. ومع تزايد أهمية القضايا الاقتصادية والاجتماعية في انتخابات أمريكا 2024، يبرز التباين بين المرشحين ترامب وهاريس كعامل رئيسي في تشكيل نتائج سباق الانتخابات الأمريكية، بينما يواصل ترامب التركيز على القضايا التي تجذب الناخبين، لا نزال هاريس تواجه تحديًا في إثبات قدرتها على تقديم حلول فعّالة لمجموعة واسعة من القضايا.