في خضم الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة، تزداد الأمور تعقيدًا مع مرور الأيام بعد كل تصريح جديد يأتي على رئيس وزراء دولة الاحتلال بنميامين نتنياهو، والتي تحمل في طياتها تشبثًا بالمواقف، بينما تواصل الولاياتالمتحدة، بالتعاون مع وساطة مصرية وقطرية، في محاولة لإنهاء هذا النزاع المستمر في طريق مملوءة بالعراقيل والتحديات. تشبث بالمواقف في حين يواصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تمسكه بموقفه بشأن محور فيلادلفيا، ترفض حماس كل المقترحات الجديدة، مؤكدة أن إصرار نتنياهو يهدف إلى إفشال الصفقة المرتقبة، وحذرت الحركة في بيانها من أن الضغوط على نتنياهو وحكومته ضرورية لإلزامهم بما تم الاتفاق عليه سابقًا، في هذه الأثناء، تدرس الولاياتالمتحدة تقديم اقتراح وساطة جديد خلال نهاية الأسبوع، رغم الشكوك حول احتمالية نجاحه في ظل إصرار نتنياهو على موقفه. محاولات جديدة وسط التشاؤم لم تقرر الإدارة الأمريكية بعد ما إذا كان الرئيس بايدن سيقدم الاقتراح بمفرده أو بمشاركة وسطاء مثل مصر وقطر، وفي الوقت الذي تسود فيه مشاعر التشاؤم بين الأطراف المشاركة في المفاوضات، هناك إجماع على أن فرص التوصل إلى اتفاق نهائي ضئيلة ما دامت إسرائيل تصر على الحفاظ على وجودها في محور فيلادلفيا. وقد نقل مصدر أمريكي عن زعيم حماس يحيى السنوار توقعه رفض الصفقة، ومع ذلك، أكد المصدر أهمية مواصلة المحاولات للوصول إلى حل. الصفقة المقترحة وفقًا لتقارير "وول ستريت جورنال"، من المتوقع أن يكون الاقتراح الأمريكي الجديد أكثر تفصيلًا، حيث سيتناول تبادل الأسرى واستئناف القتال ومدى بقاء القوات الإسرائيلية في محور فيلادلفيا. وعلى الرغم من تقديم إسرائيل عدة تنازلات، فإن نتنياهو يواصل استخدام مواقفه التفاوضية بشكل تكتيكي، مدفوعًا بضغط من الأحزاب المتشددة داخل حكومته. الموقف المصريتحديات دبلوماسية أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر أن التوصل إلى اتفاق يتطلب مرونة من الجانبين، فمن جهته، شدد المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، صموئيل واربيرغ، على أن الجهود ما زالت مستمرة خلف الكواليس، لكنه أوضح أن واشنطن لا تستطيع فرض إرادتها على الأطراف المعنية، مؤكدًا أن الجانبين يتحملان مسؤولية التوصل إلى اتفاق. طريق طويل نحو الحل في ظل التشدد الواضح من الجانبين، يبدو أن فرص التوصل إلى اتفاق قريب ما زالت بعيدة المنال، ورغم المصرية والجهود الأمريكية المستمرة للوساطة، يبقى حل النزاع مرهونًا بتنازلات كبيرة من كلا الطرفين، وهو أمر لم تظهر بوادره بعد في الأفق.