لا أزعم بأننى صاحب هذا العنوان، ولكنه يعود إلى ضابطة احتياط فى الجيش الإسرائيلى، تعمل فى الطب النفسى تدعى عدى انجبرت، أثارت أزمة سياسية وعسكرية، انتهت بفصلها، بعد تغريدة لها على منصة إكس، انتقدت فيها لواء الكسندرونى واللواء الدينى الصهيونى. وهاجمت القائد الجديد العقيد موشى بيسال، الذى حث جنوده على ارتكاب إبادة جماعية فى لبنان من خلال رسالة لهم قال فيها (ستصبح قرى لبنان مقفرة وطرقاته بلا منفذ، وأتمنى أن يرتكب المقاتلون إبادة جماعية، ووصفت جنود حزب الصهيونية الدينية، الذى يقوده وزير المالية سموتريش بأنهم طائفة من (آكلة الموت)، انقلبت الدنيا ولم تقعد، فدعا رئيس لجنة الدستور فى الكنيست سيمحا روتمان، وزير الدفاع ورئيس الأركان إلى تحقيق تأديبى معها، وزير المالية نفسه، كتب على منصة إكس (هل هناك سبب لاستيقاظنا هذا الصباح، دون أن يعلن الجيش أنه تم طرد هذه السيدة)، ولا تذهب بك الظنون عزيزى القارئ، بأن الفصل تم نتيجة كشف أسرار عسكرية تمس الأمن القومى، على العكس. فوفقا لما قاله المتحدث باسم الجيش، أن القرار جاء (نتيجة أنها عبرت عن نفسها بطريقة شديدة، وغير لائقة على وسائل التواصل الاجتماعى أثناء خدمتها)، فما قاله قائد اللواء العقيد موشى بيسال، هو نفسه ما يردده علنا، وفى تصريحات رسمية كبار مسئولين، وفى مقدمتهم وزير الدفاع الإسرائيلى جالانت، الذى صرح بعد أيام من بعد عملية طوفان الأقصى، (لا كهرباء ولا طعام ولا وقود)، بينما زميله فى الوزارة وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، اقترح تجويع سكان غزة حتى يتم الإفراج عن الرهائن، واعتبر أن هكذا تكتيك مبرر وتصرف أخلاقى، وتزيد وزير التراث الإسرائيلى عميحاى إلياهو، فى مواقفه، واقترح إسقاط قنبلة نووية، بينما اقترح نائب رئيس الكنسيت نيسى فاتورى (حرق غزة ومحو القطاع من على وجه الأرض). ودعونا نتفق، أن كل تلك التصريحات وغيرها، تعبير كاشف عن توجه شبه عام لدى إسرائيل، يميل إلى الانحياز أكثر إلى اليمين الدينى، بمخططه الواضح والصريح، وظهر آخر خطواته فى توسيع دوائر الاستهداف من غزة والقدس إلى الهجوم الأخير على الضفة، التى تم اعتبارها منذ عقود جزءاً من دولة إسرائيل، وتم تغيير مسماها إلى (يهودا والسامرة) منذ عام 1968، وهو مفهوم توراتى. فى ظل التحالف الأخطر فى تاريخ إسرائيل الذى ضم الليكود وأحزاباً دينية ويمنية متطرفة، تؤمن بأن الظرف مناسب لتمرير المشروع الصهيونى، بإلغاء الهوية الوطنية الفلسطينية، وتوسيع الاستيطان، وعدم السماح بتنفيذ مشروع الدولتين، (فلا مكان لشعبين)، كما قال سموتريتش. القضية الفلسطينية على مفترق طرق، وفى لحظة تاريخية من عمرها، ولكننا على يقين من وعد الله والذى لا يخلف وعده. مصطفى الفقى تحتار عندما تبحث عن توصيف للدكتور مصطفى الفقى، بين الدبلوماسى القدير، والسياسى الأبرز، والكاتب الموسوعى، فهو كل هؤلاء وأكثر، وأدين له بالفضل عندما تعرفت عليه عن قرب منذ منتصف الثمانينات، عندما تولى مهمة مدير لمكتب الرئيس الراحل حسنى مبارك للمعلومات، عام 1985، وكنت صاحب الحوار الأول له، والذى نشرته فى مجلة الحوادث اللبنانية، ونقلته صحيفة الأحرار الحزبية، ولعلى أعود إلى تلك الفترة بالتفصيل فى مناسبة قادمة، ولكنى هذه المرة أدين له باعتذار، حيث اتصل الأحد الماضى معاتبا، على مقالى الأخير فى رثاء الدكتور نبيل العربى، وذكرت فيه أن ترشح الدكتور الفقى لمنصب الأمين العام للجامعة العربية كان بمبادرة شخصية منه، ونظرا لضبابية المشهد فى تلك الأيام العصيبة، التى مرت بها مصر، فى أشهر ما بعد ثورة 25 يناير 2011، فقد فاتنى أن مصر حسمت أمرها بهذا الخصوص، وفى مؤتمر صحفى لوزير الخارجية نبيل العربى فى ذلك الوقت، أعلنت أن الدكتور مصطفى الفقى هو مرشحها الرسمى، فى 11 أبريل من نفس العام، وأشاد بقدراته، ولهذا، فلا أخجل من تقديم اعتذارى لشخصه الكريم.