أرقام مرعبة تلك التى ذكرها بعض الخبراء فى مداخلاتهم ببرنامج حول تفشى ظاهرة تطبيقات المراهنات الإلكترونية، فمن يصدق أن نحو 5 ملايين مواطن مصرى 90% منهم من الشباب يتعاملون مع تلك التطبيقات، والأدهى والأخطر أن مراهناتهم كلفت اقتصادنا القومى نحو 1٫2 مليار دولار -وليس جنيها -!! أى أنها كارثة اقتصادية لا يتحملها بلدنا فى تلك الظروف العالمية الصعبة ومهما حاول البعض تغيير المسمى أو اللعب بالألفاظ أو التذرع بأن المراهنات ظاهرة قديمة ونوع من التسلية ، لكنها ووفقا لمشايخ الأزهر ودار الإفتاء قمار محرم شرعا ونوع من الميسر، وتلجأ لحيل لجذب شبابنا من مختلف فئاتهم وتسهيلات بالدفع لمضاعفة المقامرين وكالعادة لا رابح بينهم ! وعن سلبيات وكوارث تلك الظاهرة حدث ولا حرج ، أبشعها القتل كما حدث لشاب بالخليفة قتل جدته، ومدرس كان يلقب بعبقرى الفيزياء فى الدقهلية قتل تلميذه، والجريمتان بحثا عن أموال لمراهناتهم !!، كما أنها تهدد شبابنا بمخاطر التهميش والتوحد والبعد عن جادة الحياة والدخول فى اكتئاب يصل للانتحار بسبب الخسائر، بل إن تلك التطبيقات تتجسس على ممارسيها وتنسخ جميع بياناتهم وفى ذلك خطر على أمننا القومى لو تعلمون عظيم ، وتزداد خطورتها بأنها إلكترونية تتيح ممارسة القمار والمراهنات بأى زمان ومكان من الموبايل، إنها صالات قمار محمولة ومتنقلة وملاصقة لضحاياها. ولعل كرة القدم الملعب الرئيسى لتلك المقامرات التى تنتشر فوضويا بربوع مصر ، تلك المعلومة تلج بك إلى سم خياط معلومات تغرقك فى تفاصيل مرعبة من هولها، فتارة نتهم اتحاد الكرة بأنه أحد أسباب الظاهرة وهناك قضايا لغلق تلك المواقع تختصم اتحاد الكرة لمسئوليته !!، وهناك من يتهم رموزا رياضية بالمسئولية، ووصل الأمر لحد اتهام لاعبين بأندية مرموقة بتفويت المباريات لصالح تلك المراهنات!! ولعلنا نتعظ لو علمنا أن أشهر مواقعها تابع لشركة مقامرات بإحدى الدول الأوروبية صاحبها حكم عليه بالسجن فى بلده بعد أن كون ثروة مليارية، ووضعت دول أوروبية ملاك الموقع بقائمة المطلوبين دوليا. الأمر جد خطير ويتوغل وأعداد ضحاياه مرعبة، لابد من تحرك الجميع ، مجلس النواب لتشريع يوقف الكارثة، والمؤسسات الدينية والإعلامية للتوعية، والأسر لمراقبة أبنائهم وتوجيههم.