ليس غريبا ما حدث فى إحدى قرى الدقهلية وادعاء رجل متزوج ولديه طفل، أنه عريس ومخطوف.. فبالفعل خبر خطف عريس من أمام محل الكوافير وهو بصحبة عروسته لم تتركه أى وسيلة إعلام مصرية أو عربية بدون نشر بل كان الخبر الأكثر تداولا.. بعد ساعة واحدة من نشر فيديو عملية الخطف على الإنترنت.. المهم أن الصفحة التى نشرت الخبر على فيس بوك هى نفسها صفحة العريس المخطوف يعنى لك أن تتصور أن العريس وهو مخطوف قعد على النت ينشر طريقة اختطافه!.. لن أتحدث هنا عن هذا المشهد التليفزيونى الذى صور على طريقة تصوير الدراما وارتدت فيه الزوجة فستان الفرح وكان هناك من تقوم بدور الأخت ومن تقوم بدور الأم وتصرخ وراء ابنها المخطوف، فما حدث هو مشهد تمثيلى لابد أن له مؤلفا ومخرجا ومصورا و«كومبارس» يؤدون أدوارهم بأجر طبعا.. ماهو المخطوف أتعود على التريند وفلوس التريند! ولن أتحدث أيضا عن هوس التريند وهوس المكسب من التيك توك وغيره ولا حتى عن الفيديوهات التى تتحدث عن عربيات وفيلات وحسابات بنوك التيك توك أو اليوتيوبر، وكمان مش حتكلم عن جرى المنتجين والمخرجين وراء بنات وأطفال السوشيال ميديا لضمهم كأبطال أعمال فنية بصرف النظر عن الموهبة.. أنا ما يعنينى هنا هو آداب مهنة النشر وقواعدها التى أصبح لا أحد يتذكرها إلا مع وقوع مشكلة. فمنذ سنوات قليلة كان لا يستطيع صحفى سواء فى جريدة ورقية أو موقع إلكترونى نشر أو إذاعة خبر قبل التأكد من مصدره وتحرى الدقة، لكن الاستسهال بدعوى السبق هى التى فتحت الباب على البحرى.. تخيل معى حضرتك لو فعل المخطوف فعلته ولم ينشر ولم يتابع أحد إلا بعد التحرى من قسم الشرطة، وتم تجاهل الأمر تماما لأنه لا يوجد بلاغ رسمى.. هل كان الحال على ما هو عليه بالطبع لا.. الاستسهال الباب الأول للتمادى فى الخطأ وفتح باب الافتعال .