قبل أن نحكم على قرارات الدكتور محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم بإعادة هيكلة الثانوية العامة، يجب أن نستمع إلى أهل الخبرة والاختصاص. ويجب أن نزن الأمور بميزان مصلحة العلم ومستقبل الوطن، وأيضاً الطالب وولى الأمر. ويجب أن ندرس تجارب الدول المتقدمة. والقراءة التربوية والتعليمية لهذه القرارات يقدمها لنا الباحث فى أصول التربية والتخطيط التربوى الدكتور محمد الجوهرى عضو الإدارة العامة لجودة التعليم برئاسة قطاع المعاهد الأزهرية. يقول: تفاجأ المجتمع المصرى ببعض القرارات التى اتخذتها وزارة التربية والتعليم بشأن المرحلة الثانوية. من أهمها دمج مواد الفيزياء والكيمياء والأحياء فى مادة واحدة تحت عنوان «مادة العلوم المتكاملة» ليقوم بتدريسها مدرس واحد فقط. ما طرحته الوزارة ليس شيئًا مستحدثًا بل يتم تنفيذه فى العديد من الدول صاحبة التصنيف الأعلى فى التعليم مثل فنلندا والسويد والدنمارك وهولندا. هذه الطريقة فى المناهج يطلق عليها المنهج المتكامل، والذى يهدف إلى تعزيز الفهم الشامل فى العلوم لدى الطلاب، وربط المفاهيم العلمية بطريقة أفضل من الطريقة المنفصلة. كما تشجع تلك المناهج الطلاب على مهارات التفكير الناقد، وتقلل من التكرار والإزدواجية فى المفاهيم والمصطلحات المشتركة بين تلك المواد. الأهم أن هناك بعض الأسئله التى يجب على وزارة التربية والتعليم أن تهتم بها، خاصة أن الأمر أعلن فجأة والدراسة على الأبواب. 1- هل تم تطوير المنهج ليوافق الطريقة الجديدة وليحقق نواتج التعلم المستهدفة؟ 2- هل تمت الإستعانة بخبراء التربية من المتخصصين من المراكز البحثية والجامعات والمعلمين؟ 3- هل تم تدريب المعلمين ليكون المعلم موسوعيًا يستطيع تدريس الثلاثة تخصصات معًا؟ 4- هل تم التنسيق مع كليات التربية لإعداد معلم لمادة العلوم المتكاملة؟ 5- هل يوجد تصور لأساليب التقويم بحيث تقيس مدى ما تعلمه الطلاب فى التخصصات الثلاثة؟. وتتواصل الاستفسارات المهمة : 6- هل تم تجهيز الموارد اللازمة من معامل وفنيين وأدوات؟ 7- هل فكرت الوزارة فى التطبيق المرحلى حتى يتم تدارك الأخطاء الوارد حدوثها؟ 8 - هل قامت الوزارة بعمل دورات وبرامج للمعلمين لاستيعاب تلك القرارات؟ هذه بعض التساؤلات التى يجب على المسئولين بالوزارة الإجابة عنها حتى تطمئن الأسر المصرية. دعاء: اللهم احفظ مصر وشعبها وقائدها.