وافق الرئيس الأمريكي جو بايدن على خطة تسليم المساعدات الإنسانية إلى غزة عبر رصيف عسكري عائم، على الرغم من التحذيرات من داخل الحكومة الأمريكية من أن الأمواج العاتية قد تشكل تحديات كبيرة واعتراضات من المسؤولين الذين يخشون أن تؤدي العملية إلى إضعاف الجهود الدبلوماسية لإجبار إسرائيل على فتح طرق برية إضافية إلى منطقة الحرب، بحسب تقرير المفتش العام الأمريكي الذي نشر اليوم الأربعاء. عوامل خارجية مختلفة واستشهدت هيئة مراقبة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، التي تشرف على العمل الإنساني الذي تقوم به واشنطن في الخارج، ب"عوامل خارجية مختلفة" قالت إنها أعاقت جهود الوكالة في توزيع الغذاء وغيره من الإمدادات التي يتم جلبها إلى غزة عبر الرصيف، ومن بين هذه العوامل، وفقا للتقرير، المتطلبات الأمنية التي فرضها البنتاجون لحماية أفراد الجيش الأمريكي للعاملين على متن الرصيف قبالة الساحل مباشرة، وفق صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية. وأعرب العديد من موظفي الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية عن مخاوفهم من أن تركيز إدارة بايدن على الرصيف يقوض دعوة الوكالة لفتح المزيد من المعابر البرية، وهو النهج الذي قال التقرير إنه يعتبر "أكثر كفاءة وثباتًا". مخاوف متزايدة تم ربط الرصيف بساحل غزة في مايو وسط مخاوف متزايدة من المجاعة التي دفعت البنتاجون إلى البدء في إسقاط الطعام جواً على غزة، ولكن منذ البداية، واجهت المهمة انتكاسات لوجستية وأمنية، بما في ذلك الأمواج الهائجة التي حطمت هيكل الرصيف، والازدحام المستمر في نقل الطعام من منطقة التجمع إلى الشاطئ بسبب المخاوف من أن القصف الإسرائيلي قد يقتل العمال المكلفين بتوزيعه، وتوقفت العملية نهائياً الشهر الماضي. ومن المرجح أن يشجع التقرير منتقدي بايدن الذين تساءلوا عن سبب تعريضه القوات الأمريكية للخطر في مهمة كان من الممكن تجنبها لو نجح في إقناع المسؤولين الإسرائيليين بتقليص حصارهم على غزة الذي فرضوه في أكتوبر، وفي حين قال المسؤولون الإسرائيليون إنهم يسمحون بدخول المساعدات إلى الأراضي الفلسطينية، فإن المنظمات الإنسانية تقدر أن هذه المساعدات غير كافية لإطعام نحو مليوني شخص محاصرين بسبب العنف. وضع مزري وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي شون سافيت في بيان بعد نشر التقرير: "إن الرصيف كان جزءًا من استجابة شاملة بقيادة الولاياتالمتحدة للوضع الإنساني المزري في شمال غزة، والتي تضمنت أيضًا تسليم المواد الغذائية من خلال المعابر الحدودية وعن طريق الإسقاط الجوي". وقال سافيت "منذ البداية، قلنا إن هذا لن يكون سهلاً، لقد كنا صادقين وشفافين بشأن التحديات، لكن النتيجة النهائية هي أن الولاياتالمتحدة لم تدخر جهداً في جهودنا للحصول على المزيد من المساعدات، ولعب الرصيف دوراً رئيسياً في وقت حرج في تعزيز هذا الهدف". وقال مسؤول كبير في الإدارة إن هناك "تنسيقا وتواصلا مستمرا بين الوكالات بشأن الرصيف" مع تشكيل الخطط، وأن المخاوف الداخلية تم أخذها في الاعتبار، ومثل بعض الآخرين الذين تمت مقابلتهم لهذه القصة، تحدث المسؤول بشرط عدم الكشف عن هويته لمناقشة المداولات الداخلية. إحراج وطني ووصف المنتقدون لمشروع الرصيف بأنه مصدر إحراج وطني، وفي وقت سابق من هذا الصيف، قال السيناتور روجر ويكر الجمهوري البارز في لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، في الوقت الذي واجهت فيه المهمة انتكاسة تلو الأخرى: "إن المعجزة الوحيدة هي أن هذه العملية التي فشلت منذ البداية لم تكلف أي أرواح أمريكية". وفي حين لاحظ مسؤولو الوكالة الأميركية للتنمية الدولية في البداية أن نظام الرصيف "ليس خياراً توصي به الوكالة الأميركية للتنمية الدولية عادة في عمليات الاستجابة الإنسانية"، فقد بدأوا في البحث عن طرق لاستخدامه "بطريقة تحافظ على الفصل بين الجهات الفاعلة العسكرية والإنسانية" داخل غزة، بحسب التقرير. وبناء على توجيهات بايدن، طلبت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية من وزارة الدفاع دعم عملية مدتها 90 يوما وبلغت تكلفتها نحو 230 مليون دولار، بحسب التقرير. الطقس التحديا الكبير وكان الرصيف، الذي نقلته سفن الجيش الأميركي إلى شرق البحر الأبيض المتوسط، قد تم ربطه أولا بساحل غزة في 16 مايو ولكن في غضون أيام انهار في أمواج عاتية، مما تسبب في أضرار تقدر بنحو 22 مليون دولار وإخراجه عن الخدمة، وقامت القوات الأميركية بإصلاح الرصيف وإعادة ربطه بعد أيام، لكنها واجهت استمرار عدم القدرة على التنبؤ بموعد السماح للطقس بتسليم المساعدات. وذكر التقرير أن "الطقس العاصف شكل تحديا كبيرا منذ البداية"، فيما توضح إرشادات وزارة الدفاع بشأن الرصيف البحري أن استخدامه يعتمد على الطقس وأنه لا يمكن تشغيله عندما يكون ارتفاع الأمواج أكثر من قدمين، لكن البحر الأبيض المتوسط غالبًا ما يشهد "رياحًا وأمواجًا كبيرة" تتجاوز ذلك، وفقًا للتقرير. "وفي نهاية المطاف،" كما جاء في التقرير، "عمل الرصيف لمدة 20 يومًا تقريبًا وتم إيقاف تشغيله في 17 يوليو"، ووجدت هيئة الرقابة أنه على الرغم من الدور الذي تلعبه الوكالة الأميركية للتنمية الدولية باعتبارها الجهة الرائدة في تقديم المساعدات الإنسانية في غزة، فإن الوكالة كانت تتمتع " بسيطرة محدودة" على قرار استخدام الرصيف، ومكانه، ومن سيتولى توفير الأمن. وذكر التقرير أن الوكالة ينبغي لها أن تبحث عن الدروس التي يمكنها استخلاصها من هذه التجربة.