تظل للمسجد الأقصى مكانته المقدسة عند المسلمين، فهو قبلة المسلمين قبل أن تتغير إلى الكعبة المشرفة، وإليه أسرى الله برسولنا ونبينا الكريم وفيه أمَّ نبينا كل الأنبياء والرسل وصلى بهم، ومنه عرج سيدنا إلى السماء. ودأبت قوات الاحتلال على اقتحام حرم المسجد وتدنيسه من وقت لآخر، لاستفزاز المسلمين وإثارة مشاعرهم، «وفرد عضلات» جيش الاحتلال على المسلمين العزل رجالاً ونساء وأطفالاً لمنعهم من دخول المسجد والصلاة فيه. وزاد من «الطين بلة» أن الاقتحامات الآن أصبحت تتكرر من المستوطنين الذين يقومون بالصلاة، وإقامة شعائرهم اليهودية فيه، تحت حماية قوات الاحتلال، لفرض سيطرة اليهود على المسجد كأمر واقع تماماً، كما فعلت فى فلسطين.. وفى تطور لم يكن مفاجئاً خرج علينا وزير الأمن القومى الإسرائيلى ايتمار بن غفير بتصريح يقول فيه إنه ينوى بناء كنيس فى المسجد ليصلى فيه اليهود، لتكتمل خطة تهويد الأقصى، مستغلاً انشغال الشعب الفلسطينى والعالم الإسلامى والعربى بحرب الإباده التى ترتكبها بلاده فى غزة.. ولا يجب أن يمر هذا التصريح مرور الكرام أو نعتبره مجرد تصريح من الجناح المتطرف الإسرائيلى، بل يجب أن نأخذه على محمل الجدية، لأنه يعكس ما يفكر فيه الكيان الصهيونى لمستقبل الأقصى، وبخاصة أنه صادر من وزير يتولى وزارة سيادية فى حكومه نتنياهو. ويعتبر ضمن عقيدة إسرائيل وترجمة لما أدلت به جولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل الشهيرة عقب الحريق الذى أضرمه يهودى فى المسجد الأقصى من 55 سنة، وأتى على منبر المسجد، ودمر400 متر منه، وكان نصه: (لم أنم طوال الليل، كنت خائفة من أن يجتاح العرب إسرائيل أفواجاً من كل مكان، ولكن عندما أشرقت شمس اليوم التالي، علمت أن باستطاعتنا أن نفعل أى شيء نريده). نعم أنا على يقين أن للأقصى ربا يحميه.. ولكن هل دورنا وواجبنا كأمة إسلامية تعدادها 2مليار نسمة تمثل 25٪ من عدد سكان العالم، أن ننتظر حتى يهدم العدو الإسرائيلى الأقصى ويحوله لمعبد، وننسى مكانه وقدسية الأقصى؟.