حالة من الجدل شهدتها أوساط المعلمين، بعد أن أعلنت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى، فتح باب التقدم لتغيير المسمى الوظيفى للمعلمين، عقب القرارات الأخيرة وخروج مواد من التدريس بالمرحلة الثانوية وتحويل مواد من أساسية إلى خارج المجموع ،بالتحول لتدريس مواد أخرى أساسية ومنحهم دورات تدريبية لتحقيق ذلك . وأعلنت الوزارة فتح باب التقدم لمن يرغب من شاغلى وظائف المعلمين إلى برنامج التدريب التحويلى من التخصصات التى بها زيادة لتدريس المواد التى بها عجز أو التى أصبحت غير مضافة للمجموع بما يتواءم مع المؤهل الأصلى تحت إشراف الأكاديمية المهنية للمعلمين .. الأمر الذى دفع أباطرة الدروس الخصوصية فى المواد التعليمية التى أصبحت غير مضافة للمجموع أو التى تم الغاؤها على صفحاتهم على الفيس بوك الى الاتجاه لتدريس مواد اخرى فمعلمو الجيولوجيا سيتجهون لتدريس الاحياء وأساتذة الفرنساوى أعلنوا تدريس الانجليزى . اقرأ أيضًا | رئيس جامعة القاهرة يفتتح معسكر قادة المستقبل « المسمى الوظيفى» وأوضحت الأكاديمية المهنية للمعلمين إمكانية عقد تدريب تحويلى لمعلمى اللغة الفرنسية والحاصلين على لغة ثانية إنجليزى بتغيير المسمى الوظيفى والتحول إلى اللغة الإنجليزية، وكذلك إمكانية تغيير المسمى الوظيفى للإخصائى الاجتماعى للعمل بمرحلة رياض أطفال، وكذلك معلمو الحاسب الآلى الحاصلون على بكالوريوس تجارة ودبلوم تربوى لمعلم مادة الرياضيات ابتدائى وتحويل معلمى علم النفس لمادة الدراسات. كما تم فتح باب التقدم لتغيير المسمى الوظيفى لشاغلى وظائف المعلمين الذين تم تعيينهم على تخصص مخالف للمؤهل الدراسى الحاصلين عليه، وذلك لتدريس المادة التى تتفق مع مؤهله، ويشمل ذلك من تم تعيينهم على وظيفة معلم مساعد لتسكينهم على تخصصاتهم الأصلية طبقا لمؤهلاتهم وذلك بعد أن أصبحت تخصصاتهم الأصلية مواد غير مضافة للمجموع وهناك ما تم الغاؤه . وأكدت الأكاديمية المهنية للمعلمين، التنبيه على الإدارات التعليمية المختلفة بمراعاة ضوابط تغيير المسمى الوظيفى، وفيما يخص المعلمين المساعدين الجدد سوف يتم تعيينهم بتخصص المؤهل، مع إلغاء وصف معلم فصل على أن تكون معلم مادة ، كما يمكن تغيير المسمى الوظيفى للمعلمين القدامى بخلاف المؤهل الخاص بهم على أن يتم تقديم آخر تقريرين، وصورة المؤهل طبق الأصل وقرار التعيين، وصحيفة أحوال معتمدة . « مؤيد ومعارض» «الأخبار» استطلعت اراء عدد من المعلمين لمعرفة ارائهم حول تغيير المسمى الوظيفى واستبدال المواد التى يدرسونها بمواد أخرى .. حيث يقول اشرف محمد مدرس جيولوجيا والذى سيقوم بتدريس مادة الاحياء بداية من العام الدراسى الجديد أن ذلك القرار جعله يتنفس الصعداء لانه بدلا من مادته التى تم الغاؤها سيقوم بتدريس مادة اخرى بدلا من أن يتحول الى إدارى . ومن جانبه يقول محمد سيد مدرس فرنساوى انه سيحصل على بعض الدورات التدريبية فى الاكاديمية المهنية للمعلمين ليدرس مادة اللغة الانجليزية مع بداية العام الدراسي.. منتقدا تغيير المسمى الوظيفى لأنه كمعلم سيحتاج الى وقت كبير لكى يتقن « الانجليزى « حتى يتمكن منه ويستطيع تدريسه للطلاب. « قرار جيد جدا» يقول دكتور عاصم حجازي أستاذ علم النفس التربوى والقياس بكلية التربية جامعة القاهرة، أنه فيما يتعلق بإتاحة الفرصة لمن تم تعيينهم فى تخصص آخر غير تخصصهم وفقا لمؤهلهم الدراسى فإن هذه الخطوة جيدة جدا وتسهم فى سد العجز فى أعداد المعلمين فضلا عن تحقيق الرضا الوظيفى للمعلمين وزيادة كفاءة العملية التعليمية. أما فيما يتعلق بالتدريب التحويلى بين معلمى المواد المختلفة فهو أمر ممكن ووارد فى التخصصات القريبة مثل الجيولوجيا والأحياء ولكنه قد يكون من الصعب إجراؤه فى تخصصات أخرى كاللغة الألمانية مثلا واللغة الإنجليزية . وأضاف أن بعض من معلمى الدروس الخصوصية سوف يرحبون بأى قرار يتيح لهم الفرصة لتدريس مواد من المواد الداخلة فى المجموع بصرف النظر عن كونهم أكفاء فى تدريس هذه المادة أم لا؟.. مؤكدا أنه لا يمكن للتدريب التحويلى أن ينتج معلما متمكنا خاصة مع قصر فترة التدريب وقرب بداية العام الدراسى وعدم ألفة المعلمين بالمناهج الجديدة بل وعدم إتاحتها وسيظل العام الأول لتطبيق هذا النظام عاما للاكتشاف واكتساب الخبرة. وتوقع استاذ علم النفس التربوى أن يواجه التدريب التحويلي مشكلات خاصة في مادة العلوم المتكاملة نظرا للاختلاف الشديد بين فروعها الثلاثة وعدم الإلمام الكافي من قبل المعلمين بجميع الفروع خاصة القدامي منهم لأن طريقة إعدادهم لم تكن تكاملية وإنما كانت تخصصية. « مخاطر محتملة» من جانبه يقول دكتور تامر شوقى استاذ علم النفس التربوى إن تغيير المسمى الوظيفى يمثل مسألة يحددها القانون ويلجأ إليها الكثير من المعلمين لتعديل أوضاعهم، فمثلا قد يتم تعيين معلم خريج كلية الآداب قسم تاريخ بوظيفة (معلم دراسات اجتماعية) فى المرحلة الابتدائية ثم يقوم بعمل تغيير مسمى وظيفى إلى معلم (تاريخ) فى المرحلة الثانوية، وهذا بالطبع يعتبر مقبولا فى ضوء أن هذا المعلم تم إعداده فى الجامعة على مادة التاريخ وتدريسها، وينطبق الحال أيضا على معلم خريج كلية العلوم تم تعيينه بوظيفة (أخصائي تطوير) ويتقدم لتغيير مسماه الوظيفى إلى معلم كيمياء. تابع: "هذا أيضا شيء مقبول ما دام المعلم يعمل فى إطار تخصصه، ولجوء وزارة التربية والتعليم إلى تغيير المسمى الوظيفى لمعلمى المواد التى خرجت من المجموع مثل معلمى اللغات الأجنبية الثانية إلى معلم لغة انجليزية أو لمعلمى المواد التى تم نقلها من الصف الثالث الثانوى إلى صفوف النقل مثل تغيير مسمى معلم علم النفس أو الفلسفة إلى معلم دراسات اجتماعية أو أى مادة أخرى، له عديد من المخاطر، وهى عدم التخصص العلمى للمعلم فى المادة التى سيغير مسماه الوظيفى إليها مثلا من اللغة الفرنسية إلى اللغة الانجليزية".