هو نيرون 2024. يجر نتنياهو المنطقة لحرب إقليمية ستحرقها، وكما فعل امبراطور روما الذى أرسل رجاله علناً لإشعال النار فى المدينة حتى يتجاوز رفض مجلس الشيوخ لإعادة بنائها، فأراد تدميرها تماماً، يتجاوز نتيناهو أيضاً قياداته العسكرية والأمنية التى ترفض استمرار الحرب بغزة بل يتجاوز جالانت وزير دفاعه وقبلهم الرئيس بايدن نفسه. فشل نتنياهو فى تحقيق النصر المطلق بل ضاع فى متاهة غزة بعد 318 يوماً من عدوان ولغ به فى دماء أكثر من 40ألف شهيد: 33% منهم من الأطفال و18% نساء و9% كهول. ويريد الآن أن يغطى على هذا الفشل بحرب إقليمية يسعى فيها لجر أمريكا لأوحالها، لذا فهو يعرقل كل جولة لمفاوضات التوصل لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى كسباً للوقت. وفضحت صحيفة معاريف نواياه فى حوار جرى يونيو الماضى مع شخصية «مخضرمة» من حزب الليكود «تكتم الصحفى اسمه» قال إن نتنياهو يسعى لتأجيل الانتخابات العامة 2026 عبر إجراءات ستغير وجه إسرائيل لضمان بقائه بالسلطة 5 سنوات إضافية. لكن لو توقفت الحرب سينهار الائتلاف الحاكم ويخسر نتنياهو عامين بدلاً من أن يكسب خمسة. وحتى يستدر نتنياهو عطف الأمريكان جاء بحواره الأخيرمع مجلة «تايم» أن هجوم 7 أكتوبر كان بمثابة بيرل هاربر له. وشبه نفسه بجورج بوش بعد هجمات 11 من سبتمبر. لكن هل تريد أمريكا توسيع رقعة الحرب تلبية لطفلها المدلل «بيبى» «اسم الدلع لنتياهو» بالطبع لا رغم أنها جاءت بأساطيلها وهو كره لها. فأمريكا لا يهمها فى النهاية سوى مصالحها فالحرب الإقليمية سترفع أسعار النفط ومن ثم ستزيد التضخم وترفع الأسعاروسيؤثر ذلك على فرص كامالا هاريس مرشحة الحزب الديمقراطى لانتخابات الرئاسة، لكن الأخطر ما وصفه الكاتب الأمريكى توماس فريدمان بأن جر أمريكا لحرب فى الشرق الأوسط ، سيكون بمثابة تحقيق للحلم الروسى الصينى الإيراني. لا تلعبوا بالنار فتحرقكم.