مصر تشترط انسحاب إسرائيل بالكامل من محور فيلادلفيا لإنجاز اتفاق وقف الحرب تستضيف القاهرة اليوم جولة جديدة للمفاوضات حول وقف الحرب فى غزة، متوقع أن تستمر حتى نهاية الأسبوع وأن تكون جولة حاسمة لحل الخلافات حول محور فيلادلفيا وتبادل الأسرى. وكانت المدن الإسرائيلية قد شهدت أمس 80 مظاهرة أكبرها فى العاصمة تل أبيب تطالب بسرعة التوصل إلى اتفاق لوقف الحرب فى غزة وإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين وتتهم نتنياهو رئيس الحكومة بتخريب المفاوضات والسعى لإجهاضها بعد اختلاقه المتوالى لعقبات تعرقل التوصل إلى اتفاق كان آخرها إصراره على عدم الانسحاب من محور فيلادلفيا لمنع حماس من تهريب الأسلحة وهو ما رفضته مصر رفضًا قاطعا لمخالفته لمعاهدة السلام المصرية الإسرائيلية واعتماده على أكاذيب وافتراءات بعدما أصبح معلوما للعالم كله أن مصر أغلقت كل الأنفاق بين سيناءوغزة منذ سنوات وهذا أمر غير قابل للجدل واشترطت مصر انسحاب إسرائيل بشكل كامل من محور فيلادلفيا الممتد لنحو 14 كيلو مترًا بين مصر وغزة لإنجاز اتفاق وقف الحرب.. وكان الرئيس الأمريكى بايدن قد كثف جهوده لإنجاز هذا الاتفاق فى أسرع وقت قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية فى 4 نوفمبر القادم التى تخوضها عن الحزب الديمقراطى نائبته كاميلا هاريس بعد اعتذاره عن عدم مواصلة السباق الرئاسى.. وفى هذا الإطار اتصل بايدن مساء أمس الأول بالرئيس السيسى والشيخ تميم بن حمد أمير قطر مؤكدا ضرورة السعى بكل الطرق لإنجاز هذا الاتفاق خلال الأسبوع الحالى.. كما اتصل برئيس الوزراء الإسرائيلى نتنياهو واقترح سحب القوات الإسرائيلية من جزء من الحدود بين مصر وغزة خلال المرحلة الأولى من الاتفاق لوقف الحرب.. وقال موقع أكسيوس إن نتنياهو قبل الاقتراح جزئيًا! كما اقترح بايدن زيادة عدد الأسرى الإسرائيليين الذين سيتم الإفراج عنهم أسبوعيًا إلى أربعة بدلا من ثلاثة وخفض عدد السجناء الفلسطينيين المفرج عنهم الذين سيكون لإسرائيل حق الاعتراض على أسمائهم.. وسلمت الولاياتالمتحدة هذا الاقتراح لمصر لتسليمه لحماس فى مباحثات الأمس قبل المفاوضات المنتظرة اليوم. على صعيد آخر مازال رئيس الوزراء الإسرائيلى نتنياهو يعربد فى المنطقة.. يوجه غارات وضربات جيش الاحتلال فى كل اتجاه مدعومة بسلسلة من الاغتيالات لقيادات حماس وحزب الله غير عابئ بأية ضغوط يتعرض لها أو مظاهرات أو مسيرات تخرج فى أغلب دول العالم رافضة سياساته الحمقاء وداعمة للشعب الفلسطينى وحقه فى تقرير مصيره والعيش بسلام فى دولة مستقلة، كما تقضى بذلك القرارات الأممية على مدى 75 عاماً. ورغم كل هذه المظاهر الكاذبة لنجاحات حققها نتنياهو فى حرب الإبادة التى يشنها بضراوة على الشعب الفلسطينى الأعزل فما زال لا يستطيع تحقيق أهم هدفين أعلنهما منذ بداية الحرب وهما إطلاق سراح أكثر من 120 أسيرًا إسرائيليًا منذ ما يقرب من عشرة أشهر مازالوا فى قبضة حماس وضمان الأمن القومى لإسرائيل والاستقرار الداخلى.. فكيف يتحقق الاستقرار الداخلى وسط هذه الانقسامات العلنية بين أعضاء الحكومة والتيارات السياسية المختلفة والرفض الشعبى لسياسات الحكومة والمطالبة برحيل نتنياهو وهو يعلم جيدا أنه فى اليوم الذى تتوقف فيه الحرب التى يتخذها ذريعة للاستمرار فى منصبه سيحال فى اليوم الثانى للمحاكمة فى اتهامات قضائية يتهرب منها منذ شهور. مصر موقفها من قضية محور فيلادلفيا واضح ولا يقبل المناقشة لأن تواجد قوات إسرائيلية على محور فيلادلفيا بالإضافة لمخالفته لمعاهدة السلام يهدد الأمن القومى المصرى وهو ما ترفضه مصر جملة وتفصيلًا بل إنها تطلب ضمانات أمريكية بعدم محاولة إسرائيل السيطرة على محور فيلادلفيا مستقبلا إذا تعثرت المراحل القادمة لتحقيق السلام وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. قالتها مصر قولًا واحدًا.. وألقت بالكرة فى ملعب الولاياتالمتحدة.