فنانة استعراضية ذاع صيتها فى حقبتى الستينيات والسبعينيات، لا تزال تظهر حتى الآن في لقاءات محدودة على الفضائيات، تروى فيها ذكرياتها مع الفن والنجوم، لكن ما لا يعرفه الكثيرون أن وفاء كامل واجهت فى بداية حياتها الفنية صعوبات كثيرة، وصلت إلى حد التفكير في الانتحار بسبب عدم اهتمام المنتجين والمخرجين بها، وهو ما كشفته في حوار أجرته معها «آخرساعة» قبل 62 سنة، أعربت فيه عن فخرها بأنها «أول راقصة مثقفة» لأنها حاصلة على «الشهادة الابتدائية»، وأشادت بتحية كاريوكا وسامية جمال وهاجمت سهير زكي.. وفيما يلى نص الحوار بتصرف محدود: إذا تخلّف الحظ يومًا أو شهرًا أو سنة أو حتى أربع سنوات، فلا تيأس ولا تلعن الدنيا ولا تكفر ولا تحاول الانتحار، والحظ يلف من حولك كما تلف صواريخ جاجارين وتيتوف ونيقولاييف وبوبوفيتش (رواد فضاء سوفييت) من حول الكرة الأرضية. إن فرصة النجاح بالنسبة لى ولك تجيء مع الشروق وتغرب مع الشمس، أما بالنسبة لنجوم الليل فإنها تشرق مع الغروب، وتختفى مع الفجر! وهذه نجمة جديدة أو راقصة جديدة، لم تكن أنا وأنت نسمع عنها رغم أنها تظهر على المسارح منذ أكثر من ثلاث سنوات، وقد بدأ نجمها أخيرًا يتألق عندما أخذ الحظ يلف من حولها كما تلف صواريخ جاجارين وتيتوف ونيقولاييف وبوبوفيتش من حول الكرة الأرضية. منذ شهور رآها أحد وزراء دولة أجنبية وهى ترقص على المسرح، فأعجب باللوحات الشرقية التى قدمتها هذه الراقصة الناشئة، فدعاها لزيارة بلاده والقيام بجولة تقدِّم فيها رقصاتها هناك، ولم تكن وفاء كامل تدرى شيئًا عن ليلة القدر التى فُتحت لها فجأة. ◄ كانت ستنتحر قالت لى وفاء إنها كانت تفكر في الانتحار.. صور جميع زميلاتها تُنشر فى الصحف والمجلات، وأخبار كل الراقصات الناشئات تتردد فى أعمدة الصحف اليومية والأسبوعية باستمرار، الوحيدة التى لم يفكر صحفى واحد فى الاتصال بها أو الكتابة عنها هى وفاء كامل. وقالت إنها الراقصة الوحيدة التى لا تعرف مكان التلفزيون العربى، لأن أحدًا من المخرجين أو مقدمى البرامج لا يشعر بوجودها على الإطلاق. ◄ فنانة بنت فنان ووفاء كامل هى ابنة عازف الأوكرديون القديم محمد الصبَّان، وتقول إن جميع أشقائها وشقيقاتها مدرسون ومدرسات، وأن ميكروب الفن لم ينتقل من أبيها الفنان إلى أى أحد من أفراد أسرتها سواها هى. والعجيب أن أباها كان أول مَنْ خاصمها بعد احتراف الرقص، ومن العجيب أيضًا أنه لم يشعر بوجودها أحد من المنتجين أو المخرجين السينمائيين سوى المخرج المجرى الذى أخرج فيلم «حدث فى مصر» ليحيى شاهين واشتركت فى إنتاجه مؤسسة دعم السينما. وتقول وفاء إنها لا ترقص من أجل الفلوس، وإنما ترقص لأن هواية الرقص تجرى فى دورتها الدموية، وأنها ظهرت على المسارح فى حفلات قليلة مع كبار النجوم فكان الجمهور يحس برقصاتها التعبيرية ويصفق لها بنفس الحرارة التى يصفق بها لكبار المطربين والمطربات. وتقول أيضًا إن جمهور زمان كان ينظر لجسد الراقصة بإعجاب، أما جمهور اليوم فلا ينظر إلا للرقص فقط.. وقالت إن أجمل ما فيها عيناها العسليتان، أما الناس فيقولون إن أجمل ما فيها ملامحها وهى ترقص. ◄ أنا والراقصات ◄ قلت لها: ما رأيك في نجوى فؤاد؟ فقالت: كويسة. ◄ كويسة يعني إيه؟ اسمها كبير. ◄ وماله؟ الاسم الكبير يساعد الراقصة على استمرار النجاح. ◄ وناهد صبري؟ بتقلد. ◄ بتقلد مين؟ بتقلد واحدة عندها اسم كبير. ◄ اقرأ أيضًا | معارك تحية كاريوكا وعبد العزيز محمود ◄ اسمها إيه؟ نجوى. ◄ وسهير زكي؟ دى مش رقاصة! ◄ أُمال تبقى إيه؟ ولا حاجة. ◄ إزاي؟ بترقص بشعرها! ◄ أُمال مين أحسن راقصة؟ ست الكل تحية كاريوكا. ◄ وبعد تحية؟ ما يعجبنيش غير سامية جمال. ◄ وبعد سامية؟ في اعتقادي أن تحية هى اللي طوَّرت الرقص من هز البطن والإثارة إلى الرقص الشرقي على أصوله. ◄ بماذا تسلحتِ قبل أن تندمجي في الوسط الفني؟ بالابتدائية.. أنا أول راقصة شرقية مثقفة.. وأضافت بزهوٍ: أنا معايا الابتدائية! «آخرساعة» 19 ستمبر 1962