ليس غريبًا أن يتصدر فيلم «ساندوتش عيال» للنجم سامح حسين «التريند» على منصات السوشيال ميديا بعد عرضه مباشرة على إحدى المنصات الرقمية لسببين، الأول: جمهور«سامح» العريض خاصة من الأطفال والشباب، وهؤلاء هم متابعو المنصات الرقمية، والسبب الثاني: القضية التي يناقشها وتهم الكثير من الأسر وهى «الطلاق» وتأثيره على الأطفال، ويمكن اعتبار الفيلم من أوائل الأعمال التى اعتمدت فى جزءٍ كبيرٍ منها على شخصية البطل وعلاقته بالجمهور ومحبتهم له فى مناقشة قضية مهمة وخطيرة داخل كل أسرة، ف «سامح» بينه وبين جمهوره علاقة خاصة جدًا، وعددٌ كبيرٌ من هذا الجمهورمن الأطفال والفيلم يناقش قضية تهمهم، لذلك يمكن اعتبار «سامح» أيقونة للأعمال السينمائية التى تُناقش قضايا الطفولة ومشاكل الأطفال بسهولة ويُسر، وأتمنى استغلال هذه الميزة فى تقديم مزيدٍ من الأعمال الهادفة. فيلم «ساندوتش عيال» يعتبر عودة للسينما المصرية لمعالجة ومناقشة المشاكل الأسرية على الشاشة فى إطار قالب تربوى يبتعد تمامًا عن أسلوب الخطابة والمباشرة، فهو عمل هادف وسهل دون تعقيدات، حيث تنطلق أحداثه من خلال قصة محامٍ يعانى مشاكل وخلافات زوجية وعدم وجود تفاهم بين الزوجين، فيقرر الانفصال عن زوجته، دون أن يفكر لحظة فى تأثير هذا الانفصال على طفلهما، ولكن تنقلب حياته عندما يلتقى بطفل وهو زميل لابنه يعانى انفصال والديه، ويفكر فيما يحدث لابنه إذا حدث الانفصال بينه وبين زوجته، ويلتقى بزميل آخر لابنه يرغب فى رفع دعوى تعويض ضد والده بسبب الطلاق، وهنا يبدأ المحامى فى تنفيذ الفكرة من خلال تجميع الأطفال الذين يعانون الانفصال، فكرة ربما يرى البعض أنها فكرة خيالية، فلم يحدث أن وقف طفلٌ أمام محكمة ليطالب والده بالتعويض، عن الأضرار الذى لحقته بسبب الانفصال، ولكن دائمًا السينما تسبق الواقع وغَيَّرت قوانين بعد تناول قضايا على شاشتها خاصة «الأحوال الشخصية». «ساندوتش عيال» فيلم مهم يناقش حقوق الطفل فى الاستقرار والأمان فى ظل حياة أسرية ناجحة من وجهة نظر هذا الطفل، وليس من وجهة نظر الأبوين كما كان يحدث من قبل، تحية واجبة للمؤلف طارق رمضان على الفكرة، والمخرج هانى حمدى والأبطال المشاركين «نور قدرى، إسماعيل فرغلى، إيمان السيد، إبراهيم سمير، سامى مغاورى، والأطفال» يوسف صلاح، منذر مهران وزياد الشرقاوى»، وأيضًا المنتج أحمد السبكى، فقد أحسنتم فى تقديم عمل فنى هادف ومهم.