شهر الأزمات الفنية.. أبرزها شيرين عبدالوهاب وشركة روتانا

شهدت الفترة الأخيرة سلسلة من الأزمات التي ضربت الوسط الفني والإعلامي، وطالت عددا من المشاهير، مما أثار جدلا واسعا في الأوساط الفنية والإعلامية.
من أبرز هذه الأزمات، الخلاف بين شيرين عبد الوهاب وشركة "روتانا"، والذي أدى إلى تصاعد التوترات القانونية والإعلامية بين الطرفين, كما واجهت اللبنانية هيفاء وهبي أزمة كبيرة تلاها صلح، وعلى صعيد آخر دخل الإعلامي تامر أمين في دوامة من الانتقادات بعد تصريحاته حول التعليم، ليجد نفسه في قلب جدل اجتماعي وإعلامي حاد, إلى جانب ذلك، تعرض فيلم "الملحد" إلى موجة من الجدل والرفض، مما أعاد النقاش حول حدود الفن وحرية التعبير في المجتمعات العربية, مزيدا من التفاصيل خلال السطور التالية.
شهدت الأيام الماضية، تصاعد الجدل والأزمات بين شيرين عبدالوهاب وشركة "روتانا للصوتيات والمرئيات"، إثر استئناف شيرين نشاطها الفني وطرحها أغنيات جديدة تسببت في خلافات مع الشركة، وقيامها بحذف أي أغنية من الألبوم الجديد فور طرحها على منصات الاستماع الموسيقي.
وزاد من اشتعال فتيل الأزمة بعد أن طرحت شيرين، أغنية جديدة بعنوان "هنحتفل" عبر منصاتها على وسائل التواصل الاجتماعي، وقناتها عبر "يوتيوب"، وذلك في فجر يوم السبت الماضي, لتواجه مصير الأغنيتين السابقتين "أتمنى أنساك" و"اللي يقابل حبيبي"، بالحذف لحقوق الملكية التابعة لشركة "روتانا"، لتصبح الأغنية الثالثة التي تحذف لشيرين في أقل من أسبوع على خلفية أزمة التعاقد بينهما، خاصة بعد إعلان شيرين فسخ تعاقدها مع الشركة بشكل نهائي والخلاف على مدى صحة هذا الإجراء.
ورغم حذف أغنية "هنحتفل"، إلا أنها حققت أكثر من 10 آلاف مشاهدة خلال ساعات قليلة من طرحها على "يوتيوب", الأغنية كلمات تامر حسين وألحان عزيز الشافعي وتوزيع توما.
وكانت "روتانا" قد نفت ما أعلنته شيرين عن فسخ تعاقدها مع الشركة، مؤكدة في بيان لها أن العقد مازال ساريا وأنه لا يحق لها التعاقد مع شركة إنتاج أخرى.
كما كشف الملحن عزيز الشافعي، عن تعرضه لمحاولات تقييد حساباته عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك بسبب نشره أغنيات شيرين الجديدة، التي تقوم شركة "روتانا" بحذفها على الفور من منصات الاستماع الموسيقي.
وقال عزيز الشافعي، عبر منشور له بحسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "محاولة تقييد الحساب الخاص بي في مواقع Meta أو غيرها بدعوى نشر أعمال ملك شركة إنتاج فني بعينها، هو خرق لقوانين حماية حقوق الملكية الفكرية للمبدعين، حيث يحتفظ المبدع أو صانع العمل الأصلي في التمتع بكافة حقوق النشر وإعادة النشر والأداء العلني، وكافة الحقوق المجاورة، بغض النظر عن حقوق منتج العمل أو صاحب الحقوق المؤقت".
وأضاف: "أرجو من الشركة المعنية مراجعة إجراءاتها في هذا الصدد، حيث أن أي ضرر سيتم توقيعه على شخصي جراء هذه الممارسات ليس له أي سند قانوني، وبغض النظر عن الأثر القانوني وما يتبعه من إجراءات لا يصح أن تكون العلاقة بين شركات الإنتاج الفني والمبدعين الأصليين بهذا الشكل".
"شد وجذب"
بعد شد وجذب أنتهت أزمة اللبنانية هيفاء وهبي مع نقابتي المهن التمثيلية والموسيقية، حيث حدثت الأزمة بعد شكوى من منتج سينمائي وآخر منظم حفلات للنقابتيين ضدها لعدم إلتزامها ببنود العقود المبرمة بينهم والإخلال باتفاق لإقامة حفل بالساحل الشمالي رغم حصولها على المبلغ المتفق عليه، مما تسبب في أضرار مالية كبيرة لمنظم الحفل, ودفع النقابة لإصدار قرار بمنعها من العمل الفني بمصر حتى تمتثل أمام النقابة لحل أزمتها.
إلا أن الأزمة تم تسويتها سريعا وتم إلغاء قرار إيقافها عن الغناء على خلفية أصدار نقابة المهن الموسيقية برئاسة مصطفى كامل، بيانا أعلن فيه الصلح بين هيفاء ومنظم الحفلات.
وقالت النقابة في بيانا لها: "انتهى النزاع القائم بين الفنانة ومنظم الحفلات ياسر الحريري، حيث حضر الطرفان أمام الشئون القانونية بنقابة الموسيقيين، وأقرا بالتصالح والتراضي الودي ورد قيمة العربون الوارد بالشكوى, وبناء عليه تقرر إلغاء القرار الصادر بمعرفة الشئون القانونية بعدم منح تصاريح العمل للفنانة هيفاء وهبي، ولها كامل الحقوق في ممارسة عملها ومنحها التصاريح اللازمة للعمل".
من جانبها أصدرت نقابة المهن التمثيلية، برئاسة الدكتور أشرف زكي، بيانا لإعلان رفع إيقاف هيفاء وهبي، وجاء ذلك بعد انتهاء أزمتها مع شركة "الريماس" بالتصالح بينهما، والتنازل وديا عن الشكوى التي قدمتها الشركة ضد هيفاء.
"أزمة تصريح"
أثار الإعلامي تامر أمين حالة من الجدل وأشعل مواقع التواصل الاجتماعي بعد تصريحاته عبر برنامجه على قناة "النهار"، فيما يخص المناهج التعليمية للمرحلة الثانوية، وصرح أنه لا فائدة من تدريس مواد مثل التاريخ والجغرافيا والفلسفة أو ما يعرف باسم "المواد الأدبية" في الثانوية العامة أو المرحلة الجامعية، داعيا إلى إلغاء تدريسها، ومقترحا على وزارة التعليم تدريس التاريخ في مراحل التعليم الأساسي في الإبتدائية والإعدادية فقط، وترك المجال في الثانوية العامة لدراسة مواد تساعد الطالب في سوق العمل، كمجال التسويق والتنمية البشرية وعلوم الاتصال، لأن تلك المواد أكثر نفعا للطالب في سوق العمل, وهو ما أثار ضده موجة عارمة من الهجوم والانتقادات عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
مما دفع تامر لتقديم إعتذار علني خلال برنامجه، مفسرا مقصده الحقيقي من وراء تصريحاته، ونافيا كل ما تردد عبر المواقع المختلفة التي اقتطعت جزءا من حديثه دون ذكر السياق بالكامل، وكذلك المنشورات التي تداولها مستخدمو مواقع التواصل الإجتماعي على لسانه, وقال: "أنا حابب إني أعتذر إعتذار واضح لا لبس فيه لكل من أساء فهم كلامي، وخاصة أساتذة الجغرافيا والتاريخ وعلم النفس في الجامعات والمدارس، فلم أقصد أبدا الإهانة أو التقليل من شأن مادتي التاريخ والجغرافيا".
وقال إن الفكرة التي طرحها هي محاولة للتقديم اقتراحات لتطوير منظومة التعليم وكذلك المناهج، وتهيئة الطلاب بشكل أفضل لسوق العمل حسب المستجدات والمتغيرات الجديدة.
"دائرة من الأزمات"
لم يخرج فيلم "الملحد" من دائرة الأزمات خاصة بعد تأجيل عرض الفيلم الذي أثار موجة من الجدل، إذ كان من المقرر أن ينطلق في دور العرض منتصف الشهر الجاري، لكن قرار التأجيل المفاجئ بعد انطلاق الحملات الدعائية وبرومو الفيلم, فتح الباب أمام العديد من التساؤلات حول الأسباب الحقيقية وراء القرار، وما إذا كان يعكس ضغوطا لمنع الفيلم من العرض نهائيا.
هذا الجدل لم يكن وليد اللحظة, فمنذ طرح الإعلان الدعائي قبل أسبوعين وانتشار الحملة الإعلانية له، اشتعلت منصات التواصل الاجتماعي بردود أفعال قوية ضد العمل، حيث شن البعض هجوما على الفيلم، معتبرين أنه يروج لأفكار تتعارض مع الدين ويشجع على الإلحاد ويهدم الثوابت الدينية والأخلاقية.
وزاد من حدة الجدل اسم الفيلم وكاتبه إبراهيم عيسى، الذي لطالما أثارت تصريحاته حول القضايا الدينية المختلفة، جدلا واسعا.
تدور أحداث الفيلم في إطار درامي ويتناول قضية التطرف الديني والإلحاد، من خلال قصة الشاب "يحيى"، الذي يجسد دوره أحمد حاتم، حيث يقرر الإلحاد بعد تمرده على أفكار والده الدينية الذي يؤدي دوره محمود حميدة، مما يفتح الباب لصدام حاد بين الأب وابنه.
تم تصنيف الفيلم على أنه ل"الكبار فقط", وهو من بطولة أحمد حاتم, محمود حميدة, صابرين, تارا عماد وشيرين رضا ومن إخراج محمد العدل وتأليف إبراهيم عيسى.
ومن جانبه نشر المخرج محمد العدل، عبر صفحته على موقع التواصل الإجتماعي "فيس بوك" صورة الترخيص وصورة إجازة الرقابة للسيناريو، معقبا: "لأول مرة الرقابة تكتب في الورقة الأخيرة للسيناريو ما يشبه الشكر والتوضيح، وهذا نص ما كتب فى الورقة الأخيرة, (الفيلم لا يشوه الدين الإسلامي قط بل يكشف الحجاب عن بعض الذين يفسرون الإسلام على أهوائهم).. الفكرة هتوصل هتوصل بإذن الله عاجلا أو آجلا".
اقرأ أيضا : الطبيب يوضح الحالة النفسية لشيرين عبد الوهاب | فيديو