أن تقوم بزرع عضو من أعضاء الجسد إن كان مريضا أو لم يعد قادرا على القيام بمهام وظيفته بشكل تام فهذا أمر عادي.. وأيضا عادى جدا أن تزرع شعرا فى المناطق الجرداء من الرأس وهو أمر متعارف عليه.. ومن كان يتوارى وراء «طاقية» أو كان يقوم بنقل شعر الميسرة إلى جهة الميمنة فى محاولة جادة لسد الفراغ صار أكثر جرأة بتمشيط شعره ومتابعة أحدث صيحات تصفيف الشعر.. الأطباء الروس تجاوزوا مرحلة زرع الشعر، وبدأوا فى زراعة «الألسن» لمن يشعر أن لسانه يخونه فى التعبير أو يخذله فى معاركه الكلامية، أو لا يكفى شحنه لقول الحق فى المواقف التى تتطلب من صاحبها أن يكون رجلا.. لقد نجح الأطباء الروس فى زراعة الألسن عن طريق عملية جراحية يقومون فيها باستئصال الجزء المتعب من اللسان وزراعة خلايا جلدية أخذت من كتف المريض مكان الجزء المستأصل من اللسان، وبعد إجراء العملية ينصح الأطباء المريض الذى أجريت له الجراحة بأن يتكلم كثيرا ووقت ما يحب على اعتبار أن «الرغي» - أقصد الكلام جزء من العلاج.. «إتكلم زى ما تحب ووقت ما تحب وماتخافش من العقاب».. لكن الغريب أو المصادفة أن يؤخذ من الكتف الخلايا الجلدية وزراعتها فى اللسان، فالكتف الذى يحمل كل شيء واللسان هو الصامت، هل بهذه «الحركة الروسي» أرادوا أن يستنطقوا اللسان لأن يشكوا مما يحمله ويتعبه وكاتمه طيلة السنين الماضية، فالكتف هو الذى يحمل الأحمال وهو الذى يسند الحيل المايل .. فكيف إذا أصبح للكتف لسان ينطق ويبوح بما يوجعه ؟!.. وكيف إذا أصبح للسان كتفا يستند عليه ولا يخاف الكلام بعد أن ابتلع وصايا الصبر والتحمل والسكوت وكظم الغيظ سنين طويلة؟!.. طيب ماذا لو ناس كتيرة عملت عملية زرع لسان من خلايا أكتافهم.. فكيف سيكون الحال بعدها ؟!.. والله من وراء القصد..
