اقتطعها السلطان سيف الدين برقوق شركس للهوارة، بعدما جاء للقاهرة وعمره 20 عاماً، ليلتحق بالجيش المصرى.. أتقن برقوق فنون الحرب والفروسية، وترقى فى المناصب العسكرية.. وأعاد العثمانيون إليها العمران والإزدهار، وكثرت فيها الزراعة، وانتشرت بها الصناعة وخاصة السكر. كانت جرجا قديماً مقراً للولاة والحكام، ومستقراً للقبائل العربية، لما ضمته من عمائر دينية ووكالات وصناعات.. وخلال 6 سنوات، عندما حدثت نكسة يونيو 67، واحتلت إسرائيل مؤقتاً أرض الفيروز، أصبحت إحدى المحطات فى طريق الحج.. وفى يوم ما قسمت أرض مصر إلى 5أقاليم، هى الغربية والمنوفية والدقهلية والبحيرة وجرجا، وتم تعيين حاكم على كل ولاية برتبة كاشف، فيما عدا جرجا، كان حاكمها برتبة سنجق، وكانت مركزاً للحكم العثمانى فى الجنوب، وإحدى كبريات مدن الإمبراطورية، وازدهرت فيها التجارة، وبنى فيها العديد من المساجد الكبرى، وأقيم بمركز المدينة سوق التكية والغلال، ووصل دورها بالعصر العثمانى لتكون مركزاً للتجارة والبيع والشراء، وواحدة من نقاط مرور القوافل، وفى عصر المماليك كانت من أهم وأغنى الولايات. وعندما فتشت فى أوراق صفراء بمكتبتى، عرفت أن فيلم «شفيقة ومتولى» مبنى على أحداث وقصة حقيقية، حدثت فى جرجا، لشاب تم تجنيده فى بداية القرن العشرين، ليكتشف بعد عامين من تغيبه عن قريته، أن أخته شفيقة قد هربت من البيت، وأصبحت «مومس» تمارس الدعارة والسهرات الحمراء، ويقرر متولى أخذ أجازة من التجنيد، والبحث عن أخته، ويعثر عليها فى المحافظة المجاورة «أسيوط»، فيقوم بذبحها، ويساعده ثلاثة من أصدقائه للتخلص من عارأخته، ويتم القبض على متولى وتقديمه لمحاكمة سريعة، ويحكم عليه بالسجن ستة أشهر على ذبح أخته، كما كان يطبق فى قضايا الشرف، ويقضى فترة الحكم فى ثكنته العسكرية رأفة بحاله. قصة شفيقة ومتولى لها موال شهير، رسخ قصتهما فى أذهان الكثيرين وأنا منهم، وفى السبعينيات من القرن الماضى، أنتجت السينما فيلماً بطولة سعاد حسنى وأحمد زكى وأحمد مظهر ومحمود عبد العزيز وجميل راتب، سيناريو وحوار المبدع صلاح جاهين.. وللحديث بقية..