فى معظم دول العالم أصبح الحديث عن التحول الرقمى شيئاً من الماضي، لأنه تم تحويل كل شيء إلى رقمى بالفعل.. كل شيء أصبح «مميكناً».. ففى إحدى الدول العربية الشقيقة تستطيع من خلال «الموبايل العجيب» أن تجدد رخصة سيارتك، ورخصة القيادة الخاصة بك عبر «التاتش»، والأدهى من ذلك أنه يمكنك أن توقع «إلكترونياً» على مستندات مهمة دون انتظار دور فى مصلحة حكومية، أو أن تذهب «كعب داير» تلف على أختام وإمضاءات.. وفى مختلف دول العالم، يمكنك التقدم بشكوى والتحدث لخدمة العملاء، ويرد عليك فى نفس المكالمة دون أن ينقطع الخط أو يغلقه فى وجهك، وتتصل مرة ثانية وثالثة.. ولكن مصر ما زالت قادرة على إبهار العالم.. وتؤكد أنها أم الدنيا فعلاً.. ففى الأيام القليلة الماضية.. لحظى العاثر حاولت، «وأنا المخطئ للمحاولة»، أن أتواصل مع أحد ممثلى خدمة العملاء لإحدى شركات الاتصالات.. «نصف ساعة يا مؤمن، وأنا استمع للرسالة المسجلة من خدمة العملاء المميكنة.. وأضغط رقم1و2 و4.. دون أن يكون فى الاختيارات رقم مخصص للذهاب مباشرة للتحدث لأحد ممثلى خدمة العملاء».. لأغلق الهاتف، وأحاول مجدداً لعلى لم أستمع جيداً.. كررت المحاولة-والتكرار يعلّم الشطار كما نعلم جميعاً-دون الوصول لحل.. لأجد نفسى مرغماً على الذهاب لأحد الفروع، وتضيع 4 ساعات فى الذهاب والإياب وانتظار الدور. ولأنه حدث عطل فى الخط الخاص بأحد أفراد المنزل.. فقد تكرر نفس الموقف فى شركة أخرى.. فأستمع مرغماً لذات الخدمة الصوتية، دون أن يكون هناك مخرج للتحدث مباشرة لخدمة العملاء.. وأذهب مرغماً إلى الفرع، وتضيع هذه المرة 5 ساعات لبُعد المسافة عن منزلى. هذه تجربتى لمحاولة التحدث لأحد ممثلى خدمة العملاء على مدار أسبوع.. فى الوقت الذى نسعى فيه جميعاً لجعل كل شيء مميكناً!.