أثار إعلان منظمة الصحة العالمية عن حالة الطوارئ بسبب جدري القرود موجة من الذعر على مواقع التواصل الاجتماعي، وازدادت التساؤلات حول احتمالية تكرار سيناريو جائحة كورونا. من أفريقيا لأوروبا.. انتشار فيروس جدري القرود وشغلت حالة الطوارئ العالمية الناجمة عن تفشي فيروس جدري القرود في خمسة دول بأفريقيا عناوين الأخبار، وأثيرت تساؤلات واسعة حول إمكانية تطور هذه الأزمة إلى وباء عالمي على غرار أزمة فيروس كورونا، التي أدت إلى إغلاق شامل للعالم لعدة أشهر متتالية وأودت بحياة الكثير من الأشخاص حول العالم. اقرأ أيضًا: بعد تصنيفه حالة طوارئ| كيف يهدد جدري القرود الصحة العالمية؟ ومن أفريقيا إلى أوروبا، ومن ثم إلى باكستان في جنوب آسيا، يطرح جدري القرود تحديًا جديدًا في معركة البشر ضد الأمراض المعدية، مقدما تهديدات بيولوجية غير مسبوقة، حيث أشارت منظمة الصحة العالمية، لظهور سلالة جديدة من جدري القرود أكثر خطورة، مما دفعها لعقد اجتماع طارئ لمناقشة استراتيجيات توزيع اللقاحات بشكل عادل لضمان التصدي الفعال للفيروس. وفي جمهورية الكونجو الديمقراطية، يواصل فيروس جدري القرود انتشاره مع ارتفاع أعداد الضحايا، حيث يظهر الفيروس بسلالتين مختلفتين: سلالة أكثر فتكًا في وسط إفريقيا وأخرى متفشية في غرب القارة، مما يسلط الضوء على التحديات المعقدة التي تواجهها المنطقة في مواجهة هذا المرض، وفقًا لتقارير منظمة الصحة العالمية. ما الفرق بين أعراض جدري القرود وكورونا؟ وفيما يخص فيروس جدري القرود، تظهر الدراسات أن أعراضه تكون معتدلة نسبيا، وغالبا ما تنحسر خلال فترة تتراوح بين أسبوعين إلى أربعة أسابيع إذا التزم المرضى بالعزل وتلقوا العلاج المناسب، وعلى عكس فيروس كورونا، الذي أظهر قدرة هائلة على الانتشار والتحور، يتميز جدري القرود بخصائص أكثر ثباتا وفقا للجمعية الأمريكية لعلم الأحياء الدقيقة. اقرأ أيضًا: الصين تبدأ إجراءات وقائية بالمطارات بحثا عن إصابات «جدري القرود» وتتمثل الفروقات الرئيسية بين الفيروسين في كيفية انتقالهما، حيث يُعتبر كورونا فيروسا تنفسيا ينتشر عبر الهواء بسرعة، مما يجعل السيطرة عليه أكثر صعوبة، أما جدري القرود، فينتقل فقط من خلال الاتصال المباشر، مثل الاقتراب من شخص مريض أو لمس أشياء ملوثة بإفرازات المريض. هل سيكون جدري القرود وباءً عالميًا؟ وعلى الرغم من تحذيرات بعض الخبراء من احتمال تحول جدري القرود إلى وباء عالمي مماثل لفيروس كورونا، إلا أن المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض يعتبر هذا الخطر منخفضا، وبالتالي، يظل التساؤل قائما.. هل سيعيد جدري القرود سيناريو جائحة كورونا، أم أن التهديد سيكون أقل حدة؟ وجدري القرود هو مرض فيروسي ينتقل من الحيوانات إلى البشر، واكتُشف لأول مرة عام 1958 بين مجموعة من قردة المكاك التي كانت تُجرى عليها تجارب، مما أعطى المرض اسمه، كما أوضح المعهد الوطني للصحة والبحوث الطبية «إنسيرم»، وفقًا لوكالة «فرانس برس» الفرنسية. وانتشر وباء جدري القرود مقاطعات جمهورية الكونجو، وفقًا لما أعلنه وزير الصحة صامويل روجيه كامبا، في حين تزداد المخاوف بشأن انتشار هذا الوباء، خاصة بعد تسجيل أول إصابة بالسلالة الجديدة خارج أفريقيا، تحديدًا في السويد، وهو ما دفع منظمة الصحية العالمية إلى إعلان حالة طوارئ صحية.