- رئيس بلدية دير البلح: الاحتلال المسبب الرئيسي لانتشار فيروس شلل الأطفال ويمنع إدخال التطعيمات - الفحوصات أثبتت أن مياه الصرف الصحي بدير البلح وخان يونس ثبت تلوثها ووجود فيروس شلل الأطفال بها - «صحة غزة» تطالب بوقف إطلاق النار من أجل حملة تطعيمات لمكافحة المرض كشف دياب الجرو، رئيس بلدية دير البلح، تفاصيل تسجيل أول حالة إصابة بفيروس «شلل أطفال» في المدينة الواقعة وسط قطاع غزة، والتي تستوعب نحو 300 ألف شخص من النازحين والمقيمين بها مع استمرار الحرب الإسرائيلية الغاشمة على شتى أنحاء القطاع. يأتي ذلك بعدما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، أمس الجمعة 16 أغسطس، تسجيل أول حالة مصابة بشلل الأطفال في قطاع غزة، وذلك وسط استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والتي تجاوزت العشرة أشهر حتى الآن. تفاصيل الحالة المصابة بشلل الأطفال وقال دياب الجرو، في تصريحات ل"بوابة أخبار اليوم"، "حالة الإصابة كانت لطفل نازح في منطقة دير البلح لا يتجاوز عمره ال10 أشهر، وهذا يدلل على وجود عشرات الحالات إن لم يكن مئات الحالات التي لم تنكشف ولم تُعرف، لأنه من بين كل 200 حالة هناك حالة واحدة تُصاب بالشلل الكامل نتيجة هذا الفيروس المعدي سريع الانتشار العدوى". وأضاف دياب الجرو: "انتشاره (فيروس شلل الأطفال) جاء بعد أن كاد ينتهي من كل دول العالم، فلم يعد العالم يعرفه كمرض بعد سنوات، لكن نتيجة الظروف التي يحياها قطاع غزة بسبب هذا الاحتلال المجرم، الذي يعتبر المسبب الأساسي والرئيسي لانتشار هذا الفيروس، بل ويعمل على انتشاره بمنعه إدخال التطعيمات واللقاحات اللازمة للأطفال، والتي من بينها لقاح ضد شلل الأطفال، إلى جانب منعه لدخول المعدات والآليات اللازمة لمعالجة مياه الصرف الصحي وعدم تدفقها للشوارع والطرقات". وأشار رئيس بلدية دير البلح إلى أنه بحسب الفحوصات الجارية التي جرت تحت إشراف منظمة الصحة العالمية وطواقم الأممالمتحدة أثبتت أن مياه الصرف الصحي بدير البلح وخان يونس ثبت تلوثها ووجود فيروس شلل الأطفال في مياه الصرف الصحي بالمدينتين. وشدد الجرو على ضرورة إدخال التطعيمات في قطاع غزة من أجل تطعيم نحو 640 ألف طفل فلسطيني من سن العاشرة خشية أن ينتشر هذا الفيروس. حملة تطعيم تنتظر وقف إطلاق النار وفي بيانٍ صادرٍ عنها، قالت وزارة الصحة في غزة، أمس الجمعة، إنه "في ظل الظروف الصحية الصعبة التي يمر بها قطاع غزة ، وانتشار الأمراض المعدية ومع تدفق مياه الصرف الصحي في الشوارع وبين خيام النازحين، وعدم توفر مستلزمات النظافة الشخصية و المياه الصالحة للشرب ومع تسجيل عدد من الأطفال بأعراض مطابقة لشلل الأطفال وبعد أن تأكد مخبريًا إصابة أحد هؤلاء الأطفال بفيروس شلل الأطفال تؤكد وزارة الصحة أنه تم تشكيل عدة لجان مختصة للقيام بحملة ذات مهام مختلفة للحد من انتشار وباء شلل الأطفال بمشاركة منظمة الصحة العالمية واليونسيف والأونروا وعدد من الخبراء". وأضاف البيان أنه "تم استكمال الإعداد والتجهيز لحملة التطعيم لمكافحة مرض شلل الأطفال، والتي تستهدف الأطفال دون سن 10 سنوات وبانتظار وصول التطعيمات إلى قطاع غزة". اقرأ أيضًا: الصحة العالمية: سكان غزة يتعرضون لدورة ثلاثية مميتة من المرض وسوء التغذية والحرارة وأكدت الوزارة أن "هذه الحملة لا يمكن أن يكتب لها النجاح دون تمكين الفرق الطبية من الانتشار الواسع، الأمر الذي يستلزم وقفًا عاجلًا لوقف إطلاق النار في القطاع". وأهابت الوزارة بالمواطنين والأمهات الاستجابة للفرق الطبية التي سوف تتواجد في العديد من النقاط والمراكز الصحية لتنفيذ هذه الحملة وسيتم الإعلان عن هذه النقاط والمراكز مع بدء انطلاق الحملة. وشددت على أن حملة التطعيم لن تكون كافية اذا لم يكن هناك حلول جذرية لمشاكل الصرف الصحي وتجمع النفايات بين خيام النازحين وتوفر مياه الشرب الصحية ووقف العدوان. وأكدت وزارة الصحة بغزة أيضًا أن انتشار هذا الوباء لن يقف عند حدود قطاع غزة، مطالبةً المؤسسات الدولية والجهات ذات العلاقة باتخاذ ما يلزم لمنع انتشاره داخل وخارج قطاع غزة. أوامر إسرائيلية بالإخلاء في دير البلح ويتزامن ذلك مع أوامر إسرائيلية صدرت للمواطنين الفلسطينيين بدير البلح بإخلاء شرق المدينة وسط استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في المدينة، التي شهدت مؤخرًا عدة مجازر إسرائيلية، أبرزها قصف مخيمات النازحين في محيط مستشفى شهداء الأأقصى في الرابع من أغسطس الجاري. وقالت بلدية دير البلح، اليوم السبت، إن أوامر الإخلاء الإسرائيلية الجديدة لمناطق شرق المدينة تسببت في خروج 10 آبار مياه عن الخدمة. وأوضح إسماعيل صرصور، رئيس لجنة الطوارئ في بلدية مدينة دير البلح، أن "أوامر الإخلاء الإسرائيلية الجديدة لشرق دير البلح تسببت في إخراج 10 آبار من أصل 19 عن الخدمة فعليًا، وأصبح الوصول خطرًا إلى 3 آبار أخرى غرب شارع صلاح الدين". هذا ويتواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة للشهر الحادي عشر على التوالي، وذلك منذ السابع من أكتوبر الماضي في أعقاب عملية "طوفان الأقصى"، التي شنتها المقاومة الفلسطينية في الداخل الإسرائيلي المحتل. وسقط ما يزيد على 40 ألف شهيد في قطاع غزة، معظمهم من الأطفال والنساء، إلى جانب أكثر من 92 ألف جريح، جراء الحرب الإسرائيلية المروعة في شتى أنحاء قطاع غزة.